وكالات - النجاح الإخباري - فشل رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في تشكيل الحكومة الاسرائيلية الجديدة قبيل ساعتين من انتهاء مدة اعلانها.
وستنتهي عند منتصف ليلة الخميس المهلة المحددة لتشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة.
وادعى نتنياهو مساء اليوم الأربعاء، أنه وقع اتفاقات ائتلافية لحكومة تضم 60 عضو كنيست، مع الأحزاب التي أوصت بتكلفيه بتشكيل الحكومة، بما في ذلك الأحزاب الحريدية ("شاس" ويهدوت هتوراه")، بالإضافة إلى "اتحاد أحزاب اليمين" و"كولانو".
جاء ذلك على الرغم من نفي "كولانو"، وإعلان الحزب أنه لن ينضم إلى حكومة مكونة من ائتلاف يضم أقل من 61 عضوًا، وذلك قبل أقل من ساعتين على انتهاء المدة الممنوحة لنتنياهو للإعلان عن حكومته الجديدة.
وقدم نتنياهو، بحسب "عرب 48" عرضًا أخيرًا للأحزاب الحريدية، ورئيس حزب "يسرائيل بيتينو"، أفيغدور ليبرمان، يتضمن موافقة الأحزاب الحريدية على قانون التجنيد، والمصادقة عليه بصيغته الحالية (التي تلبي مطالب ليبرمان)، وأن يتم التوصل إلى صيغة توافقية قبل عرضه على القراءتين الثانية والثالثة، أو العودة إلى قانون التجنيد الإلزامي الأصلي، دون الفقرة التي تتعلق بإعفاءات للحريديين.
يذكر أن المحكمة العليا الاسرائيلية كانت قد أمهلت الكنيست حتى تموز/ يوليو المقبل للمصادقة على قانون تجنيد، يضم بنود تكفل إعفاء أنصار الأحزاب الحريدية من طلاب المدارس التوراتية، أو العودة للعمل وفقًا لقانون التجنيد الإلزامي الأصلي.
وفي وقت لاحق، أعلن "يسرائيل بيتينو" رفضه لعرض نتنياهو، الذي يتضمن عرض القانون مجددا على الهيئة العامة الكنيست لقراءة أولى، علما بأنه تمت المصادقة على القانون بالقراءة الأولى بالفعل. وقال الحزب في بيان مقتضب: "عرضنا لا يزال قائما". كما أعلنت الأحزاب الحريدية رفضها لهذا العرض.
ونقلت القناة 12 في التلفزيون الإسرائيلي، عن مصادر في "كولانو" أن قيادة الحزب لم توقع حتى اللحظة على اتفاق ائتلاف مع نتنياهو، في انتظار توقيع ليبرمان، مشددة على أنها لن تشارك في ائتلاف ضيق من 60 عضو كنيست.
وفي ظل إعلان حزب "كولانو" رفضه المشاركة في حكومة مكونة من ائتلاف يضم 60 عضو كنيست، من المستبعد أن يتوجه نتنياهو للرئيس الإسرائيلي، ليعلمه انه نجح في تشكيل الحكومة التي ستكون متأرجحة طوال الوقت، ولن تتمكن من الإيفاء بالتزاماتها التشريعية التي ضمتها الاتفاقات الائتلافية.
ويسعى نتنياهو إلى حل الكنيست والذهاب لانتخابات جديدة، في ظل فشله في تشكيل الائتلاف الحكومي الذي كلف به قبل 42 يوما، وذلك لقطع الطريق أمام إمكانية تكليف الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، عضو كنيست آخر بمهمة تشكيل الحكومة.
وفي وقت سابق، أعلن حزب الليكود أنه تمكن من ضمان غالبية للتصويت على حل الكنيست، بحسب ما نلقت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن عضو الكنيست، ميكي زوهر، عقب تقديمه مشروع قانون حل الكنيست.
ويواجه نتنياهو صعوبة تشكيل ائتلاف حكومي، لعدم قدرته على التوصل لحل وسط للخلاف على قانون التجنيد بين الأحزاب الحريدية من جهة، ووزير الأمن السابق ليبرمان، من جهة أخرى.
وتشكلت الأزمة بسبب إصرار ليبرمان على صيغة مشروع قانون التجنيد التي تلزم طلبة المدارس الدينية بالخدمة العسكرية، الأمر الذي يرفضه بشدة حزبا "يهدوت هتوراه" و"شاس" الحريديين. حيث أصر ليبرمان على موقفه، مع تصاعد هجوم حزب الليكود عليه بشكل شخصي واتهامه بأنه يسعى لإسقاط نتنياهو من أجل خلافته في زعامة اليمين الإسرائيلي.
وحاول نتنياهو تجاوز الأزمة عبر التوجه لحزب العمل وعرض عليه ثلاث حقائب وزارية، بالإضافة إلى إعطائه ضمانات بعدم سن قوانين شخصية تتعلق بالحصانة أو الالتفاف على قرارات المحكمة العليا، كما أشار تقرير للقناة 13 إلى أن نتنياهو عرض كذلك على "كاحول لافان"، المنافس الأقوى لليكود في الانتخابات السابقة، خمس حقائب وزارية مقابل الانضمام للحكومة، إلى أن هذه المساعي انتهت بالفشل.
وبعيد إعلان حزب الليكود عن حصوله على غالبية تمكنه من حل الكنيست نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن ليبرمان قوله، إنه متمسك بموقفه، وعلى الأحزاب الحريدية أن تتنازل هي عن رفض مشروع قانون التجنيد.
يذكر أن ريفلين كلف نتنياهو في 17 نيسان/ أبريل الماضي بتشكيل حكومة جديدة، وفشل نتنياهو خلال المهلة المحددة (28 يومًا) في تشكيل الحكومة، ما دفع ريفلين إلى منحه 14 يومًا إضافية (تنتهي اليوم) كمهلة أخيرة للقيام بالمهمة.