نابلس - النجاح الإخباري - قال الباحث في الشؤون السياسية د. محمد الهلسة، مساء الإثنين، في حديث لإذاعة النجاح، إن الميدان والتوترات المختلفة التي تخوضها "اسرائيل" في قطاع غزة وفي شمال حدود فلسطين المحتلة، أو في البحر الأحمر هي اعتبارات مهمة جدا في الموقف الاسرائيلي، ولكن الأهم هي الأثمان الداخلية التي يدفعها المجتمع الاسرائيلي على صعيد الخسائر البشرية والاقتصادية والجبهة الداخلية وهو المفتاح الأهم.

وتابع الهلسة، ربما يمكن الاشارة إلى أن هناك تيار بدأ يتشكل داخل المجتمع الاسرائيلي ويخالف السردية الاسرائيلية التي ظلت سائدة وتنمح الشرعية لهذه الحرب منذ بدايتها في السابع من اكتوبر، هناك أصوات ناقدة وخافتة ، ولكن بالمقابل هناك تيار بدأ يتشكل نظريا وتعلو الأصوات والحديث عن فيتنام جديدة وإعادة صياغة الحرب، وجزء من هذه الأصوات بدء يدرك أن مايجري في غزة لا يحقق أهدف مجلس الحرب الكبيرة المتمثلة باسقاط حماس وإعادة الأسرى وضمان عدم تكرار مايحدث في السابع من اكتوبر، بل وهناك خسائر في ملف الأسرى وقوة النار التي قتلت بعض الأسرى الاسرائيلين.

وأشار الهلسة إلى أن نتنياهو في حديثه أمام أهالي الأسرى قال إنه يخوض الحرب البرية لاستعادة هؤلاء الأسرى، ولكن نتنياهو يريد بالحرب البرية أن يربط بين مسارين وهما الإفراج عن الأسرى الذي يقود إليه هو مسار الحرب البرية.

من جهة أخرى يرفض نتنياهو الحديث عن وقف الحرب أو العودة عنها والتفاوض بشأنها، وهو يريد فصل هذين الملفين، نتنياهو مازال يضخ في المجتمع الاسرائيلي أنه ذاهب لهذه الحرب حتى نهايتها.

وأوضح الهلسة أن هذه الأصوات بدأت ترى الأمور بصورة عقلانية وأن هذه الحرب بصورتها الحالية تؤدي للمزيد من التوغل بالوحل.

"المجتمع الاسرائيلي يرى أن نتنياهو لديه مايحركه وهي أمور شخصية تتعلق بمحاكمته، وعدة اعتبارات يوظفها لخدمة استمراره برفع سقف شروطه، كما أن لديه " اليمين" الذي يجاري رغباته بحيث تصب تصريحات نتنياهو في مصلحة هذا الحزب. 

وأشار الهلسة إلى أن نتنياهو يدرك أنه لن يحصد هدفا عسكريا كانتصار، ولكن يمكن من خلال الضغط العسكري والمزيد من القتل والدمار والضغط على المقاومة من جهة، والضغط على المجتمع الاسرائيلي وأهالي الأسرى من جهة، أن يحقق انتصارا وانجازا سياسيا ولكن من بعد الحرب.