غزة - عبد الله عبيد - النجاح الإخباري - فتح تنكيل الاحتلال الإسرائيلي بجثمان الشهيد محمد الناعم شرق خانيونس جنوب قطاع غزة، ورد المقاومة على جريمة الاحتلال، جولة تصعيد على قطاع غزة استمرت لـ48 ساعة، استهدفت خلالها قوات الاحتلال الاسرائيلية مواقع للمقاومة في قطاع غزة.
تساؤلات عديدة عن جولة التصعيد الأخير على غزة، حول مدى تأثيرها على الانتخابات الإسرائيلية، وهل تخدم رئيس وزراء الاحتلال المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو واليمين الإسرائيلي؟ وهل يعتبر التصعيد العسكري على القطاع المحاصر الحل الأمثل للاحتلال للقضاء على المقاومة؟ وتنفيذ تهديدات نتنياهو التي ارتفعت وتيريتها مع اقتراب موعد الانتخابات الاسرائيلية.
مختصون بالشأن الإسرائيلي وفي أحاديث منفصلة لـ"النجاح الاخباري"، تباينت آرائهم حول مدى خدمة التصعيد على غزة لنتنياهو، في جولة الانتخابات القادمة، فهناك من اكد انها تخدم نتنياهو وتصرف النظر عن تهم الفساد الموجهة له، ومنهم من اكد ان جولة التصعيد الاخيرة لم تكن لصالح نتنياهو.
يخدم نتنياهو
المختص بالشأن الإسرائيلي، عصمت منصور، يرى بأن التصعيد الأخير على قطاع غزة، قد يخدم رئيس وزراء الاحتلال المنتهية ولايته، بنيامين نتنياهو في عملية الانتخابات الإسرائيلية المقبلة.
وقال منصور في حديث لـ"النجاح الاخباري": إن التصعيد الأخير على غزة، وأي تصعيد في هذا المستوى بمعنى أنه لا يوقع خسائر ولا يشل الحياة ولا يؤثر على الاقتصاد داخل إسرائيل، يخدم نتنياهو خاصة أنه جاء عشية الانتخابات".
وأضاف أن الاعلام العبري الآن لديه اهتمام في القضايا الأمنية وعملية التصعيد العسكري على غزة، ولم يعد يتعاطى مع قضايا الفساد التي تلاحق نتنياهو وبالتالي هذا يخدمه بشكل كبير، مبيّناً أنه لو كانت المواجهة قد أوقعت قتلى إسرائيليين أو شلت الحياة في الداخل الإسرائيلي لاختلف الأمر.
وأشار منصور إلى أن الطرف المنافس لحزب اليمين ونتنياهو وهو "أزرق أبيض" لا يقدم أي حل بديل لقضية غزة أو يطرح شيء مختلف عما يقدمه نتنياهو سوى الشعارات، مؤكداً أن كل هذه الأمور تصب في مصلحة نتنياهو في الانتخابات الإسرائيلية.
واعتبر أن مجريات الأمور في غزة تصب لمصلحة نتنياهو أيضاً، فهور يريد إبقاء حالة الانقسام وفصل غزة عن الضفة وحكم حماس في غزة، وهو بين الحين والآخر يقدم تسهيلات لشراء الهدوء.
ردّات فعل
في السياق، قال المختص بالشأن الإسرائيلي، فايز عباس انه لم يكن هناك أي تصعيد في المرحلة الأخيرة على غزة خلال اليومين الماضيين، ولا علاقة للانتخابات الإسرائيلية بهذه القضية، منوهاً إلى أن ما حدث جريمة ارتكبها جنود الاحتلال عند التنكيل بجثمان الشهيد محمد الناعم شرق خانيونس وأدت لردة فعل من قبل حركة الجهاد الإسلامي بإطلاق عشرات الصواريخ تجاه المستوطنات.
وأضاف عباس خلال حديثه لـ"النجاح الاخباري": أن القيادة الإسرائيلية على المستوى السياسي كانت تدلي بتصريحات نارية وتهدد غزة بشكل عام بضربات قاضية ومفاجآت"، مستدركاً "لكن عملياً الأوامر للجنود كانت بعدم التصعيد وكانت ردود الفعل الإسرائيلية بسيطة جداً".
ونوه إلى أن "إسرائيل" خوفاً من أن يقع ضحايا في قطاع غزة ذهبت وقصفت أهدافا للجهاد الاسلامي في سوريا، "أي أن الاحتلال لا يريد التصعيد مع قطاع غزة لعدة أسباب".
ومن هذه الأسباب بحسب عباس، أن الانتخابات الإسرائيلية خلال أسبوع ونتنياهو واليمين لا يريد انتخابات تحت الصواريخ من قطاع غزة، لافتاً إلى أن الأمر الآخر التسوية بين حماس و"إسرائيل" والتي دخلت لمرحلة متقدمة جداً كمنا تقول وسائل الاعلام الإسرائيلية.
وأكد أن التصعيد على غزة سيضر بنتنياهو لأنه لم يستطع أن يفعل شيئاً خلال العشر سنوات الأخيرة، وفشل حتى الآن عسكرياً في القضاء على المقاومة، مبيّناً أنه لو استمر اطلاق الصواريخ من غزة خلال الانتخابات لكانت ستحدث كارثة لنتنياهو والليكود. وفق رؤيته.
وكانت صحيفة "هآرتس" العبرية، ذكرت أن قطاع غزة هو نقطة ضعف رئيس حكومة الاحتلال، المنتهية ولايته، بنيامين نتنياهو، مرجحة أن يتسبب أي تصعيد منفلت بالضرر لرئيس الحكومة المتهم بالفساد.
وأوضحت في تقرير للخبير الإسرائيلي عاموس هرئيل، أن "إسرائيل لم تبحث عن التصعيد في غزة، بالعكس، فعندما دخل نتنياهو إلى الفصل الحاسم في المعركة على حياته السياسية، تبين أن الأمر الأخير الذي يحتاجه هو اندلاع مواجهة مع قطاع غزة".