غزة - عبد الله عبيد - النجاح الإخباري - ازدادت حدة تهديدات قادة الاحتلال الاسرائيلي بشن عملية عسكرية على قطاع غزة، خصوصاً في ظل توتر الأوضاع، وزعم الاحتلال إطلاق صواريخ وبالونات حارقة من غزة تجاه المستوطنات.
حيث وجّه رئيس حكومة الاحتلال المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو، رسالة تحذير إلى حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" في قطاع غزة، بحسب ما جاء على موقع (القناة 13) الإسرائيلية، يهدد فيها بشن عملية عسكرية بغزة.
وقال نتنياهو في رسالته إلى الحركتين: "لن أفصح عن كل شيء في وسائل الإعلام، لكننا مستعدون لعمل ساحق ضد الفصائل في قطاع غزة"، وفق تعبيره، في حين هدد وزير حرب الاحتلال، نفتالي بينيت، بشن عملية قاتلة ضد قادة حماس
آراء الخبراء بالشأن العسكري والإسرائيلي تباينت حول شن "إسرائيل" عدوان عسكري كبير على قطاع غزة، فمنهم من يرى بأن هناك ضربة قادمة للقطاع بعد الانتخابات الإسرائيلية المقررة، في شهر مارس القادم، في حين يرى آخرون أن هذه التصريحات من قبل قادة الاحتلال مجرد تهديدات متهالكة ومتكررة.
عملية عسكرية كبيرة
الخبير بالشأن الإسرائيلي عليان الهندي، رجّح بأن تشن "إسرائيل" عملية عسكرية كبيرة على قطاع غزة، لكنه توقّع أن تكون هذه العملية بعد الانتخابات الإسرائيلية.
وقال الهندي في حديثه لـ"النجاح الاخباري": إن قطاع غزة مقبل على حرب في عام 2020، وهذا ما يدور داخل الاروقة السياسية والامنية في دولة الاحتلال الاسرائيلي، ولا أعتقد أن تكون الحرب قبل الانتخابات".
وأضاف أن العدوان الإسرائيلي على غزة بُعيد عملية الانتخابات في داخل إسرائيل، وبعد تشكيل حكومة جديدة"، مشيراً إلى عدة سيناريوهات لاندلاع حرب في قطاع غزة.
ومن هذه السيناريوهات، ذكر الخبير بالشأن الإسرائيلي أن لا تلتزم إسرائيل ببنود التهدئة بينها وبين المقاومة في قطاع غزة، وبالتالي ستعود المقاومة لاطلاق الصواريخ والمظاهرات واطلاق البالونات المفخخة.
أما السيناريو الثاني بحسب الهندي، فإذا فشلت "إسرائيل" في تطبيق "صفقة القرن" سنذهب للمزيد من التعقيدات يتم التفريغ فيها بقطاع غزة، وفي حال أيضاً نجحت في تطبيقها ستذهب لعدوان على غزة حتى تتجاوز مسألة الاحتجاجات.
وتابع: " أما السيناريو الثالث والأخير، فمن الممكن أن تواجه حماس أزمات في قطاع غزة وهي أزمات موجودة فعلاً وستذهب نحو تصعيد وتصدر أزماتها الداخلية باتجاه إسرائيل".
تهديدات مستمرة
من جهته، يرى الخبير بالشأن العسكري، واصف عريقات بأن التهديدات الإسرائيلية بشن عدوان عسري على غزة مستمرة من قبل القيادة السياسية، مشيراً إلى أن القيادة العسكرية بإسرائيل لا ترغب في المواجهة مع قطاع غزة.
وعلل عريقات في حديثه لـ"النجاح الاخباري" عدم رغبة القادة العسكرية بمواجهة مع غزة لأنهم يدركون تماماً أنها مرحلة تصدير أزمات القادة السياسيين، وهذا له ثمن إذا ما تم التصعيد العسكري لغزة.
وأشار إلى أن المقاومة الفلسطينية دائماً وأبدا جاهزة لأي عدوان إسرائيلي؛ لأنها في حالة الدفاع عن النفس ولأن الاعتداءات من الإسرائيليين مستمرة، مضيفاً أن لدى الاحتلال القدرة على الخوض لعدوان من ناحية الإمكانيات العسكرية، "ولكن الظروف لا تسمح بعدوان واسع على غزة الآن والانتخابات الإسرائيلية على الأبواب".
وتابع عريقات: " من الصعب على القيادة العسكرية الإسرائيلية أن توافق القيادة السياسية الذهاب لعدوان واسع، لأن التحكم بمجريات العدوان ليس بيد إسرائيل".
تصعيد خطابي
وفي ذات الإطار، أوضح المحلل السياسي، هاني حبيب أن تهديدات القادة الإسرائيليين بشن عدوان عسكري على قطاع غزة ازدادت في الفترة الأخيرة، لافتاً إلى أن هذه التهديدات متكررة.
وقال حبيب خلال حديثه لـ"النجاح الاخباري": إن "هناك أكثر من مؤشر على أسباب هذا التصعيد الخطابي من قبل رئيس الحكومة وقادة الاحتلال، اهمها التصعيد في الضفة الغربية على ضوء تداعيات "صفقة القرن" وهو الامر الذي ينذر على إمكانية تصاعد الامر في الضفة إلى انتفاضة؛ ما يستدعي أن تقوم المقاومة في غزة بعملية اسناد ومشاركة فاعلة في هذه الانتفاضة وما يمكن أن يشكل خطراً لدولة الاحتلال".
والعامل الاخر الحرب المشتعلة على ضوء حملة الانتخابات الإسرائيلية وهذا الامر ليس بالجديد، ولكن الجديد أن التكتل المنافس لنتنياهو من خلال بيني غانتس يقول أن نتنياهو يواجه معضلة حقيقية تجاه قطاع غزة، الأمر الذي حوّل غزة إلى تهديد حقيقي لدولة إسرائيل".
وبحسب حبيب فإن قطاع غزة يهدد الوضع الامني والاقتصادي ويشل الحركة في إسرائيل، رغم أنه لا يودي بالكثير من الخسائر البشرية في حال توقف الأمر في عملية القصف، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة ليست بصدد الدخول في حرب مع إسرائيل الفترة الحالية.
الجدير بالذكر أن "إسرائيل" شنّت في الأسابيع الأخيرة غارات جوية على مراكز لحركة حماس، بزعم اطلاق صواريخ من قطاع غزة تجاه المستوطنات.
وكانت حركة حماس قد ردت على تهديدات بنيامين نتنياهو ونفتالي بينيت قائلة :" انها محاولة بائسة، تهدف للتغطية على ما يعاني منه الاحتلال من أزمات، وعلى ما يجري في الضفة والقدس من جرائم وانتهاكات وضم الأراضي الفلسطينية".