نابلس - عبد الله عبيد - النجاح الإخباري - أثار إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عزمه ضم غور الأردن في الضفة الغربية المحتلة، حال فوزه في الانتخابات الإسرائيلية المقررة الأسبوع المقبل، موجة غضب عربية ودولية عارمة.
إعلان نتنياهو بضم أغوار الأردن وشمال البحر الميت هو جزء من سياسته العنصرية الاستعمارية، فهل سيفي نتنياهو بوعده حال فوزه بالانتخابات الإسرائيلية؟ ولماذا أقدم نتنياهو على تقديم هذا الوعد لناخبيه؟ وما أهمية هذه المنطقة؟!
وكان نتنياهو أعلن الثلاثاء الماضي، عزمه أنه سيفرض السيادة الإسرائيلية على منطقة غور الأردن بالضفة الغربية ومناطق هامة أخرى في حال أعيد انتخابه رئيسًا للحكومة.
الرئيس الفلسطيني محمود عباس قال "إنَّ الاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل ستنتهي حال فرضت سيادتها على أيّ جزء من الأراضي الفلسطينية.
طالب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، المجتمع الدولي بوقف "جنون" رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بعد تعهده بضم منطقة غور الأردن بالضفة الغربية في حال إعادة انتخابه رئيسًا للحكومة، معتبرًا أنَّ ذلك يشكل "جريمة حرب".
مختصون بالشأن الإسرائيلي والاستيطان أكَّدوا أنَّ ضم غور الأردن مطمح الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة لأهميتها الاستراتيجية، مشددين في أحاديث خاصة لـ"النجاح الاخباري" على أنَّ إعلان نتنياهو إصرار وإمعان لحكومته في عملية تفتيت وقتل لحلم الشعب الفلسطيني.
مطمح إسرائيلي
المختص بالشأن الإسرائيلي، عليان الهندي، أكَّد أنَّ ضم غور الأردن مطمح لكل الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة منذ احتلال الضفة الغربية منذ عام (1967) حتى يومنا هذا، مبيّناً أن نتنياهو يملك طموحاً عالياً لضم غور الأردن.
واستدرك الهندي خلال حديثه لـ"النجاح الإخباري": " لكن من الصعب جداً ضم هذه المناطق ولكن لم أستبعد هذا الأمر"، مشيرًا إلى أنَّ ضم غور الأردن يساعد بشكل أو بآخر في تحويل إسرائيل إلى دولة إما ثنائية القومية أو دولة واحدة يكون فيها الفلسطينيين أغلبية.
وأضاف أنَّ المجتمع الدولي الذي رضي أن يطرد الفلسطينيين قبل أكثر من (70) عام يرفض في الوقت الحاضر هذا الأمر"، مؤكّدًا أنَّه في حال أقدم نتنياهو على هذه الخطوة فإنَّها ستسرع في تفكيك السلطة الفلسطينية وإلغاء الحل القائم على دولتين لشعبين.
وأوضح المحلل عليان أنَّه إذا ما رضيت إسرائيل ضم الضفة الغربية كلها ستتعرض لموجة من الانتقادات على المستوى الشعبي والرسمي، بأنَّ العالم أمام دولة ذات تمييز عنصري، وبالتالي ستواجه مشاكل كثير لها انعكاسات كبيرة، على حدّ تحليله.
أهمية غور الأردن
إجابة على التساؤل حول أهمية منطقة الأغوار ولماذا تهتم إسرائيل بضمها إليها، يقول مركز المعلومات الوطني، إنَّها منطقة طبيعية دافئة، يمكن استغلالها للزراعة طوال العام، إضافة إلى خصوبة التربة، كما تتوفر فيها مصادر المياه، فهي تتربع فوق أهم حوض مائي في فلسطين، وهي فوق ذلك كله بوابة فلسطين الشرقية، وهذه الموارد ضرورية من أجل الدولة الفلسطينية المستقبلية.
ووفق مركز المعلومات الوطني، فإنَّ الأغوار تمتد من بيسان حتى صفد شمالاً، ومن عين جدي حتى النقب جنوباً، ومن منتصف نهر الأردن، حتى السفوح الشرقية للضفة الغربية غرباً.
وتبلغ مساحة الأغوار الفلسطينية في المنطقة التابعة للضفة الغربية التي احتلتها إسرائيل عام (1967)، نحو (2400) كيلومتر، وتعادل نحو (30%) من إجمالي مساحة الضفة.
وتمتاز هذه المنطقة بالكثافة السكانية القليلة، إذ يعيش فيها في (56) ألف فلسطيني، بما في ذلك سكان مدينة أريحا (المدينة الوحيدة في الأغوار)، بحسب بيانات جهاز الإحصاء المركزي الفلسطيني في عام (2017). وهو ما نسبته (2%) من مجموع السكان الفلسطينيين في الضفة الغربية، مما يعني أنَّها منطقة مؤهلة لاستيعاب التوسع السكاني الفلسطيني في المستقبل، بسبب مساحتها الشاسعة.
قتل الحلم الفلسطيني
من جهته، اعتبر المختص والباحث بشؤون الاستيطان، صلاح الخواجا، إعلان نتنياهو ضم الأغوار إصرارًا وإمعانًا لحكومة نتنياهو في عملية تفتيت وقتل لحلم الشعب الفلسطيني.
وقال الخواجا لـ"النجاح الإخباري": "في عام (2002) عندما تم بناء جدار الفصل العنصري تم ضم وسرقة (19%) من أراضي الضفة الغربية.. وعملية ضم الأراضي خطوات متدحرجة تقوم بها الحكومات الإسرائيلية وعلى رأسها حكومة نتنياهو"، مؤكّداً أنَّ إسرائيل مصرة على تعامل مناطق الضفة الغربية بأنَّها ليست أراضي فلسطينية بل أراضٍ متنازع عليها.
وأضاف أنَّ سياسة ضم القدس واعتبارها عاصمة موحدة للاحتلال وقبل الجولان وامتداد كل مناطق الضفة والحديث عن (28%) من أراضي الأغوار وبما فيها شمال البحر الميت يؤكِّد أنَّ إسرائيل مُصرة على بناء أسوأ نظام أبارتهايد وحبس الفلسطينيين في كانتونات ومعازل وتأبيد الاستعمار والاستيطان في مناطق الضفة الفلسطينية".
وأشار الخواجا إلى أنَّ إسرائيل ضمت (19%) خلف الجدار، وكان هناك مشروع ما قبل الانتخابات السابقة ووثيقة وقعت من قبل الأحزاب اليمينة ومن ضمنها أحزاب إسرائيلية على عدم الاعتراف بالضفة الغربية أنَّها أراضٍ محتلة وبالبدء بضم المستوطنات وهذا أعلن عنه نتنياهو علناً.
وأكَّد أنَّ ما يصرح به نتيناهو من ضم الأغوار ومناطق شمال البحر الميت هو ضم جديد يضاف إلى عملية الضم خلف الجدار والقدس والمستعمرات لتسيطر إسرائيل سيطرة كاملة على أكثر من (65%) من أراضي الضفة الغربية.
والجدير بالذكر، أنَّ إسرائيل احتلت الضفة الغربية، إلى جانب القدس الشرقية وغزة ومرتفعات الجولان السورية، في حرب (يونيو/حزيران عام 1967). كما أعلنت ضم القدس الشرقية رسميا عام (1980)، ومرتفعات الجولان في عام (1981)، رغم معارضة المجتمع الدولي لذلك.