غزة - عبد الله عبيد - النجاح الإخباري - رأى محللان سياسيان أن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول تحويل الأموال لحماس تهدف لإبقاء الانقسام، هو جزء لا يتجزأ من صفقة القرن الأمريكية، التي تعزز سياسة فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية، مشددان على أن حماس تساعد الاحتلال الإسرائيلي في تمرير صفقة القرن.
وأكد المحللان لـ "النجاح الاخباري" أن "إسرائيل" تعتبر أن إعادة اللحمة الفلسطينية كارثة سياسية لإسرائيل، وهي تعمل جاهدة على عدم إنهاء الانقسام، مشيران في الوقت ذاته إلى أن حركة حماس لا تعمل من أجل المصلحة الوطنية بل من منطلق مصالحها الخاصة.
وكانت صحيفة "جيروسالم بوست" الإسرائيلية نقلت عن مصدر حضر الاجتماع الذي عقده حزب الليكود الإسرائيلي اليوم الاثنين، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دافع عن سماح "إسرائيل" بتحويل الأموال القطرية بصورة منتظمة إلى غزة، وأن ذلك إنما يشكّل جزءا من استراتيجية أوسع نطاقا تهدف للإبقاء على الانقسام بين حركتي فتح وحماس.
وقال المصدر إن نتنياهو شرح خلال الاجتماع أن "السلطة الوطنية كانت فيما مضى تحوّل ملايين الدولارات لحماس في غزة، وأنه كان من الأفضل بالنسبة لإسرائيل أن تكون بمثابة القناة التي تحوّل من خلالها الأموال لغزة ضمانا لئلا تقع في يد الإرهاب".
وأضاف المصدر معيدا صياغة ما قاله نتنياهو: "والآن وبما أننا نشرف على تحويل الأموال، فإننا نعلم بأنها ستُصرَف على قضايا إنسانية".
كارثة سياسية
المحلل السياسي، عبد المجيد سويلم يرى بأن تحويل الأموال على الرغم من المعارضة الكبيرة لهذه السياسة داخل "إسرائيل"، يهدف من خلالها نتنياهو لإبقاء حالة الانقسام الفلسطينية، مشدداً على أن أولوية نتنياهو الآن إبقاء الانقسام الفلسطيني.
وأكد سويلم في حديثه لـ "النجاح الاخباري" أن نتنياهو يعتبر أن إعادة اللحمة الفلسطينية والذهاب باتجاه انهاء الانقسام الفلسطيني هو كارثة سياسية على إسرائيل"، لافتاً إلى أن الرئيس محمود عباس قال لحماس بأن الأموال القطرية ليست مسألة إنسانية أو تهدئة وإنما تكريسا لحالة الانقسام.
وأضاف أن السياسة الإسرائيلية تقوم الآن على ضرب غزة بالضفة، وأن هذه الاستراتيجية هي التي تخدم المصالح الإسرائيلية، منوهاً إلى أن نتنياهو نجح في هذه السياسية من خلال إدخال الأموال القطرية.
وبعد تصريحات نتنياهو، ماذا على حماس أن تفعل؟، أجاب المحلل سويلم "حماس تنطلق من منطلق مصالحها الخاصة وليست من رؤيتها للمصلحة الوطنية العامة دون أن تراجع نفسها وأن تعود لرشدها".
وتابع " للأسف الشديد ما نراه من حماس هو استمرار حملتها على القيادة الفلسطينية وعلى الشعب والرئيس الفلسطيني ورئيس الوزراء وعلى كل شخصية فلسطينية، وكأنهم يريدون أن يغطوا على تصريحات نتنياهو عبر هذا التصعيد الإعلامي غير المسبوق والمنطقي والمعقول"، لافتاً إلى أن حماس منفكة عن الواقع الفلسطيني.
وكانت حركة فتح قالت: إن على "حماس" قراءة تصريحات نتانياهو الأخيرة بشكل جيد إن أرادت، الأمر الذي يؤكد تماما أن الأموال الإسرائيلية التي تصل "حماس مباشرة هدفها تعزيز الانقسام وتحويله لانفصال وتصفية القضية الفلسطينية.
وقال عضو المجلس الثوري، المتحدث باسم حركة "فتح" أسامة القواسمي، في تصريح صحفي، مساء اليوم الاثنين، "كيف لنا أن نفسر اقتطاع الأموال عن السلطة الوطنية الفلسطينية بقيمة مئة وخمسين مليون دولار من قبل إسرائيل، وإعطاء حماس الأموال بشكل مباشر؟ الأمر الذي يفسر تماما حقيقة المواقف والمعادن بعيدا عن الشعارات الخداعة المغلفة باسم الدين".
جزء من صفقة القرن
في السياق، اعتبر المحلل السياسي هاني حبيب أن تصريحات نتنياهو بأن الأموال القطرية لحماس لابقاء الانقسام، وتكريس عملية انفصال غزة عن الضفة، وهي جزء من صفقة القرن الأمريكية.
وقال حبيب في تحليل لـ"النجاح الاخباري": في الأيام الأخيرة شاهدنا مساعي للتوصل إلى تهدئة بين "إسرائيل" وحماس في الوقت الذي ازيح فيه ملف المصالحة عن جدول هذا الحراك".
وأضاف أن ما يدور من حديث عن تهدئة وتقديم مساعدات وتسهيلات إنسانية هي جزء لا يتجزأ من تصريحات نتنياهو التي تكرس الانقسام الفلسطيني، مؤكداً أن إسرائيل نجحت في إبقاء سيطرة حماس على غزة في هذا الجانب.
وبحسب المحلل حبيب فإن تصريحات نتنياهو في هذا التوقيت له علاقة بالانتخابات الإسرائيلية أيضاً، وله علاقة بطرح الولايات المتحدة لصفقة القرن، منوهاً إلى أن عدم انصياع حماس لاتفاقيات المصالحة وإدارة ظهرها للقيادة والشرعية الفلسطينية هو تعميق لعملية الانفصال.