نابلس - هبة أبو غضيب - النجاح الإخباري - في ظلِّ المحاولة الأخيرة لنتنياهو من أجل إنقاذ حكومته، وإعلانه مواصلة مشاوراته مع وزير المالية موشيه كحلون؛ لإقناعه بمنع تبكير انتخابات الكنيست، والإبقاء على الائتلاف الحكومي، بعد استقالة وزير الأمن، أفيغدور ليبرمان، أوضح محللون لـ"النجاح الإخباري" أنَّ الخطر يحيط بحكومة نتنياهو، ولكن تمسُّكه بالحكم واتباعه سيناريوهات معينة سيساعده على بقائه في الحكم، متوقعين أنَّه سينجح في الحفاظ على اليمين داخل الإئتلاف الحكومي حتى (2019).

وكتب نتنياهو في تغريدة له على "توتير" قال فيها: "صباح الأحد سألتقي  مع موشيه كحلون لعقد جلسة حاسمة قبل انعقاد الجلسة الأسبوعية للحكومة، وذلك، في محاولة أخيرة لإقناعه بعدم إسقاط الحكومة". مضيفًا: "إذا عملت كتلة "كولانو" على عدم إسقاط الحكومة، سيبقى الائتلاف، إذ يحظر إسقاط حكومة اليمين".

وأضاف: "جميع أعضاء كتلة الليكود في الكنيست يبدون اهتمامهم لمواصلة خدمة الدولة مدَّة عام كامل آخر، حتى نهاية فترة الحكومة في (تشرين الثاني/ نوفمبر 2019)".

تسريبات

ونقلت صحيفة "هآرتس" عن مصدر مقرَّب من نتنياهو قوله: "رئيس الحكومة يبدي اهتمامه بالإبقاء على الحكومة الحاليَّة وتأجيل حلّ الكنيست مدَّة شهر ونصف على الأقل، حتى لو جرت الانتخابات في أواخر (آذار/ مارس أو أوائل نيسان/ أبريل)".

وبرَّر ذلك بالقول: "الإبقاء على الحكومة من أجل تعيين الرئيس الجديد لهيئة أركان الجيش، وأيضًا المفتش العام الجديد للشرطة، وبحال تمَّ حلُّ الكنيست، فإنَّ الحكومة تصبح حكومة انتقالية ولن تكون قادرة على المصادقة على هذه التعيينات".

وفي الوقت الذي أعلن نتنياهو عن عزمه استئناف المشاورات للإبقاء على الائتلاف الحكومي، يتواصل السجال بين رئيس حزب "البيت اليهودي"، نفتالي بينيت، ورئيس كتلة "كولانو"، موشيه كحلون، الذي قال لشركة الأخبار: "نحن في خطر الفوضى، فإنَّه من المستحيل البقاء مع ائتلاف يعتمد على (61) نائبًا في الكنيست بعد انسحاب حزب يسرائيل بيتنا من الحكومة"، وخلافًا لما قاله مقربون من بينيت، قال كحلون إنَّه "لا يعارض تعيين بينيت كوزير للأمن".

وقال كحلون، إنَّه سيجتمع صباح الأحد مع نتنياهو، وفي حال لم يحدث أيَّ تقدّم، فإنَّه سيصوت لصالح حلّ الحكومة.

مضيفًا أنَّه لا شك بأنَّ الحكومة المقبلة ستكون أيضًا  يمينية.

من جانبه، قال بينيت في مقابلة مع برنامج "لقاء الصحافة"، إنَّ نتنياهو أبلغه خلال الجلسة التي جمعتهما، يوم الجمعة، إنَّه لا يعارض تعينه وزيرًا للأمن.

خيارات نتنياهو

أكَّد المحلّل المختص بالشأن الإسرائيلي، أنَّ تسريبات من أوساط مقرَّبة من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو تؤكِّد أنَّه وافق على منح نفتالي بينيت وزارة الدفاع الأمر الذي ينزع فتيل الأزمة.

وأوضح في تحليل خاص لـ"النجاح الإخباري" أنَّه بناء على بعض التسريبات فمن المتوقع أن يكون نتنياهو قد صادق على إصلاحات موشيه كحلون المقترحة فيما يتعلق برواتب الشرطة التي قد تصل قيمتها لـ(200) مليار.

وتوقَّع المحلِّل السياسي أنَّه في حال كانت التسريبات صحيحة فهذا سيساعد نتنياهو بالمضي عامًا آخرًا في الحكم، قائلًا "نتنياهو متمسك بالحكم ويقاتل باستماتة".

وأضاف أنَّ سقوط الحكومة يعني القضاء على مستقبل نتنياهو في ظلِّ قضايا الفساد التي تنتظره، بحيث تصبح إمكانية الدفاع عن نفسه معدومة.

ونوَّه إلى أنَّ تبكير موعد الانتخابات سببها استقالة ليبرمان وأحداث غزَّة، إضافة إلى أنَّ الأحزاب الصغيرة تريد ذلك من أجل الدخول بحكومة مستقرة.

وأشار إلى أنَّ الحرب قد تكون أحد الخيارات التي قد يتبعها نتنياهو للحفاظ على حكومته، رغم قناعته بأنَّ الحرب مع غزَّة صعبة وبنتائج غير مضمونة.

وأكَّد أنَّ التلويح بالتصعيد قد يكون على الجبهة الشمالية من سوريا وحزب الله مقارنة بالجبهة الجنوبية.

وأوضح أنَّ نتنياهو يريد نضوج مراحل التهدئة مع غزَّة حتى يستطيع الالتفات للجبهة الشمالية.

نتنياهو يقاتل باستماتة

بدوره أوضح المحلّل المختص بالشأن الإسرائيلي د. عدنان أبو عامر، أنَّ الخيارات الإسرائيلية في الائتلاف الحكومي الإسرائيلي حساسة للغاية.

وأكَّد في تحليل خاص لـ"النجاح الإخباري"، أنَّ نتنياهو حريص على إبقاء حكومته حتى أواخر العام القادم (2019)، مضيفًا أنَّ هذا الأمر يتعارض مع مصالح شركائه الراغبين في محاولة ابتزازه للحصول على مواقع حزبية سياسية.

ولفت إلى أنَّ نتنياهو معروف بصاحب الأرواح السبعة في الائتلاف الحكومي رغم الأزمات السياسية التي واجهته مؤخّرًا.

وبيَّن أنَّ نتنياهو يستطيع اللعب على الوقت ولكنَّ خياراته تبدو صعبة، في الوقت الذي يخشى فيه من حدوث انقلاب وإمكانية عودة اليسار.

وقال أبو عامر "هناك أطماع حزبية تحاول جعل غزَّة شماعة من أجل الانفراد في الائتلاف الحكومي على ظهر رئيس الحكومة الإسرائيلية".

وتوقَّع أن ينجح نتنياهو في ترويض خلافات الائتلاف الحكومي الداخلي، وبقائه في الحكم ولو حتى في أغلبية ضئيلة على الرغم من احتمالية تعرضه لضغوط من أجل إبعاده عن الحكم.

وأظهر استطلاع للرأي تمَّ عرضه نتائجه خلال برنامج يبث على الاعلام الاسرائيلي، أنَّ (51%) من الجمهور يعتقدون أنَّه ليس من الصواب تعيين بينيت وزيرًا للأمن، فيما أيَّد (24%) ممن شملهم الاستطلاع ذلك.

وردًّا على نتائج الاستطلاع، قال بينيت: "معسكر اليسار والعرب لا يريدون أن أكون وزيرًا للأمن، فيما (65%) من معسكر اليمين يؤيدون ذلك".

وأضاف أنَّه: "من الصواب بالنسبة لدولة إسرائيل في الوقت الراهن، الذهاب إلى انتخابات مبكّرة، لتشكيل حكومة برئاسة نتنياهو، لكن هذه المرَّة ستكون حكومة يمينية عبر "بيت يهودي" قوي، فبعد الحديث مع نتنياهو، توصَّلت إلى نفس النتيجة التي توصل إليها كحلون لا توجد حكومة، فهو على حق".

كما أظهرت نتائج استطلاع برنامج "لقاء الصحافة" الذي أجراه كلّ من مانو جيفع ومينه تسيمح من معهد الأبحاث "مدغام" بالتعاون مع "آي بانيل"، (59%) من الجمهور يقولون إنَّ استقالة ليبرمان كانت خطوة صحيحة، بينما قال (49%) إنَّ الدوافع وراء الاستقالة كان خلافًا مع قرار "الكابينيت".

وأجرى المعهد استطلاعًا للرأي، وجَّه سؤالًا من خلاله لمن كنتم ستصوتون في حال أجريت الانتخابات اليوم؟

وكانت النتائج على النحو التالي:

الليكود سيحصل على (30) مقعدًا، "يشي عتيد" (18) مقعدًا، المشتركة (12) مقعدًا، "المعسكر الصهيوني" (12) مقعدًا، "البيت اليهودي" (10) مقاعد، "كولانو" (8) مقاعد، "شاس" (7) مقاعد، "يهدوت هتوراة" (6) مقاعد، "يسرائيل بيتنو" (6) مقاعد، حزب عضو الكنيست أوري ليفي أبو كسيس  (6 )مقاعد، وميرتس (5) مقاعد.

وأجري ذات الاستطلاع لكن وجِّه السؤال، لمن ستصوت بحال انضم رئيس الأركن الأسبق، بيني غانتس، إلى "المعسكر الصهيوني"؟

وكانت النتائج على النحو التالي:

الليكود سيحصل على (26) مقعدًا، "المعسكر الصهيوني" (24) مقعدًا، "يش عتيد" (14) مقعدًا، المشتركة (12) مقعدًا، "البيت اليهودي" (9) مقاعد، "كولانو" (9) مقاعد، "شاس" (7) مقاعد، "يهدوت هتوراة" (6) مقاعد، "يسرائيل بيتنو" (6) مقاعد، حزب عضو الكنيست أوري ليفي أبو كسيس (5) مقاعد، وميرتس (4) مقاعد.

وفي سياق المشاورات التي أجراها نتنياهو مع رؤساء الأحزاب المشاركة في الائتلاف الحكومي، التقى نتنياهو، الجمعة، بالوزير  بينيت، ورفض طلبه بتعيينه وزيرًا للأمن بحجة أنَّه "سيكون هناك صعوبة ائتلافية في نقل التعيين".

فيما قالت مصادر مقرَّبة من بينيت ونتنياهو، إنَّه يتم إلقاء اللوم على كحلون، واتّهامه بمعارضة وعرقلة هذا التعيين.

وعقب الاجتماع، أعلن مكتب رئيس الحكومة أنَّ نتنياهو تحدَّث مع رؤساء أحزاب الائتلاف، وقال لهم: "ليس هناك ما يدعو للذهاب إلى الانتخابات". وألقى مساعدو بينيت باللوم في فشل الاجتماع مع نتنياهو على "الموقف الحازم لرئيس "كولانو" بالذهاب إلى الانتخابات في أقرب وقت ممكن"، وأضافوا أنَّه "سيتم تنسيق موعد الانتخابات يوم الأحد".