فراس ياغي - النجاح الإخباري - ردّ نتنياهو في المؤتمر الصحفي الليلة "17/2/2024" ، على المجتمع الدولي وبالذات على التصريحات الصادرة عن مؤتمر ميونخ وعلى رأسها وزير الخارجي الأمريكي بلينكين، ووزراء الخارجية العرب وحتى الاوروبيين، كما أوضح موقفه من صفقة تبادل الاسرى والهدنة بإصراره على سياسته المستندة إلى مصالحه الشخصية اولا وأفكاره المرتبطة بالعقلية الأيديولوجية والتي تتماهى مع سموتريتش وبن غفير ثانيا

نتنياهو قال أن الموافقة على مطالب حماس تعني هزيمة لإسرائيل وهو لن يوافق عليها مطلقا، وان ما يريد تقديمه هو فقط إتفاق مماثل للهدنة السابقة...وهذا يعني ان نتنياهو مستمر في حربه إلى ما لا نهاية

نتنياهو قال بان إسرائيل ستنفذ عمليتها في رفح حتى لو حدثت هدنة

نتنياهو يريد القضاء على كل حماس وليس نصف او ثلاثة أرباع حماس...يعني رايح على إجتياح رفح

نتنياهو لن نرضخ للضغوط الدولية والدولة الفلسطينية تأتي عبر التفاوض المباشر بدون وسطاء وبدون شروط مسبقة...وهو لا يفاوض اصلا بل لا يجد أي فلسطيني يتفاوض معه، وإعتبر ان مجرد طرح الدولة الفلسطينية هو جائزة لما جرى في السابع من أكتوبر

من يشجع نتنياهو على هذه السياسة والمواقف هم:

أولا- أمريكا اولا التي تشاركه الحرب وتدعمه بالسلاح والمال والمحافل الدولية، وتعتمد معه سياسة الإغراء عبر حديث وزير خارجيتها بلينكين بان مجمل العرب مستعدين الآن للتطبيع مع إسرائيل وإدخالها لتصبح جزء من المنطقة "يقصد تشكيل محور سياسي في مواجهة محور إيران"، وايضا عبر سياسة الإقناع والصبر الإستراتيجي مع نتنياهو "لاحظوا منذ عام 1994 وحتى عام 2024 وامريكا ومعها غربها الاوروبي يحاولون إقناع إسرائيل بتنفيذ إتفاق أوسلو"، بس نتنياهو وإسرائيل لا زالت غير مقتنعة، إن سياسة الإغراء والصبر الإستراتيجي في الإقناع هي ما تستطيع عليه أمريكا لا أكثر، وهذا ما على الجميع ان يعرفه

ثانيا- أوروبا المنافقة وبريطانيا صاحبة المعايير المزدوجة...لانهم لا زالوا خلف الموقف الامريكي، رغم ان اوروبا وبريطانيا قادرين على اخذ مواقف بالحد الادنى إقتصادية ستفعل فعلها في الإقتصاد الإسرائيلي وتؤدي لان يغير نتنياهو بعضا من مواقفه، لكن للأسف الغرب يبدو مرتهن لما تريده صنيعتهم إسرائيل وليس العكس

ثالثا- الأنظمة العربية الرسمية والتي بذلت كل ما هو مطلوب منها سياسيا واتفقت مع الإدارة الامريكية لتكون جزءا من الحل الدائم ومن الإنخراط الفعلي في الحل ميدانيا من حيث الأمن والسياسة، ومع ذلك لم يعطيهم نتنياهو أي إعتبار، لذلك عليهم تغيير سياستهم والذهاب نحو مفهوم الضغط على الأصيل لكي يضغط على وكيله، وليس التسهيل عليه اكثر من ذلك، طبعا هذا غير ممكن لأن مجمل الأنظمة العربية تدور في الفلك الأمريكي ومصالحهم مرتبطة بذلك

رابعا- السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير وحماس...للاسف لا زال هناك تعدد للبرامج والمواقف، وهذا يضعف الحالة الفلسطينية، بل مزقها ويمزقها لدرجة انه يٓفرض عليها متطلبات وخطط بمسمى دولة فلسطينية "رفضها نتنياهو" دون أن تكون طرفا فيها، ولا تعرف حيثياتها، وكل ما هو معروف عنها انهم يريدون الإعتراف بدولة فلسطينية منزوعة السلاح "منزوعة السيادة" في بداية عملية السلام عندما تبدأ

الخلاصة

نتنياهو بالبلدي مش شايف حد..والشيء الوحيد الذي قد يقبله ليس إستسلام حماس فقط، وانما تهجير نصف أو ثلثي غزة، إضافة إلى إنسحاب حزب الله شمال الليطاني، والسيطرة على مناطق جيم والأغوار في الضفة وتهويد القدس...هكذا نتنياهو ممكن أن ينظر في أمر الموافقة، وهو يحلم بذلك لكي يسجل إسمه في التاريخ كمنقذ وبطل الدولة التي أعاد لها هيبتها وأمنها، أي أن نتنياهو لن يتراجع حتى يحرق كل منطقتنا في حرب إقليمية سيتورط فيها الأمريكي والبريطاني اللذين أصلا يواجهان أنصار الله في البحر الأحمر والمقاومة العراقية، أي تم توزيع المهمات، إسرائيل تواجه جبهة غزة وجبهة لبنان وأمريكا الجبهات الأخرى

لا زال البعض يعلن عن أحلامه عبر خطط غير قابلة للتنفيذ بسبب من المواقف الإسرائيلية وبالذات مواقف نتنياهو وحكومة الطواريء، حيث أعلن غانتس في آخر إجتماع للكابينت الأمني والسياسي رفضه لمبدأ الدولة الفلسطينية، على الرغم ان الخطه المطروحة بمجملها هي لصالح إسرائيل إستراتيجيا، لكن كل من يقرأ جيدا طبيعة الحركة الصهيونية ومخططاتها يعلم جيدا أن قيام أي دولة فلسطينية ومهما كان شكلها هو في جوهره نفي كامل وحاسم لكل الرواية والإستراتيجية الصهيونية.