توفيق أبو شومر - النجاح الإخباري - "أجبر المتظاهرون أمام بيت الملياردير الأميركي اليهودي، أرثور دونتسك في بنسلفانيا، أن يُعلن وقف دعمه المالي، لرجل الظل، موشيه كوبل، رئيس مركز بيت الحكمة في القدس، كوهيلت، لأنه المسؤول عن خطة الإصلاحات القانونية.!"

ولكي نفسر هذا الخبر يجب أن نذكر أن هناك طاقماً من أباطرة المال، ومن الأكاديميين المؤثرين، وعلى رأسهم بروفيسور التكنولوجيا الرقمية في جامعة بار إيلان، موشيه كوبل، وهو ليكودي متطرف يترأس مركز الحكمة (كوهيلت)، وهو المركز الممول من المليارديرين الأميركيين الجمهوريين، جيفري ياس، وأرثور دونتشك، موشيه كوبل وأنصاره هم من وضعوا 15 بنداً في قانون القومية العام 2018، وقد اعترف المسؤول المالي في كوهيلت، ميخائيل سرئيل بأن مركز الحكمة كوهيلت هو الذي أعد مشروع الإصلاحات القضائية!

أما سبب قيام كوبل وأنصاره بتأسيس مركز الحكمة، فهو يعود إلى احتجاجهم على تفكيك مستوطنات غزة عام 2005، ويعود إلى عام 2012 عندما فاز خمسة عشر عضواً في القائمة العربية المشتركة في انتخابات الكنيست، عندئذٍ وضعوا استراتيجية تنفيذية للحكومة، تتلخص في التغلب على قرارات المحكمة العليا، لأن المحكمة كانت تلغي طلبات اليمينيين بمنع القوائم (العربية) الفلسطينية من دخول انتخابات الكنيست!

هناك مؤسسات وجمعيات ومنتديات لا تؤثر في سياسة إسرائيل تأثيراً بسيطاً، بل إنها تُهيمن على السياسة في إسرائيل وتُسيِّر السياسيين الإسرائيليين، ومن أبرز هذه اللوبيات الصهيونية العاملة في الخفاء والعلن، منتدى النصر الإسرائيلي، Israel Victory Caucus! هذا المنتدى يترأسه البرفيسور، دانيال بايبس وهو مؤلف 16 كتاباً عن الشرق الأوسط، وأستاذ في جامعة هارفارد وشيكاغو، وكاتب في واشنطن بوست والتايمز، وهو أستاذ في جامعة حيفا أيضاً، رجل الظل هذا يعمل في أميركا بين أعضاء الكونجرس ليقنع الكونجرس، بأن الطريق الوحيد لإرغام الفلسطينيين على الاعتراف بإسرائيل، هو فقط هزيمة الفلسطينيين عسكرياً، ولا مجال للمفاوضات معهم، لا مفر من أن تعلن إسرائيل النصر الحربي على الفلسطينيين، ومن أهداف التجمع، كما ورد في صفحة التجمع الإلكترونية: «هزيمة الإسلام الراديكالي، وحماية الكتاب والناشرين الموالين لإسرائيل والمعادين للإسلام، والتأثير في جمعيات N G Os «

سأظل مقتنعا بأن حكومات إسرائيل المتعاقبة، وشخصيات السياسة، ومرشحي الانتخابات، وكل ما يجري على الساحة في إسرائيل، هم منفذو مشاريع لقادتهم ومخططيهم، وليسوا راسمي سياسات كما يُظنُّ، فوصول نتنياهو وفريقه العنصري ليس صدفةً، وتحديه لإرادة جماهير المتظاهرين وإصراره على إقرار قوانين تغليب الكنيست على المحكمة العليا لم يكن من إبداع نتنياهو وحكومته، بل جاء بتخطيط وترتيبٍ محكم من مخططين يعملون في الظل، وما نتنياهو، وسموترتش، وبن غفير وأتباعهم سوى مقاولين من الباطن، يتولون تنفيذ سياسات المؤثرين ممن يملكون الثروات والسطوات والتأثير في سياسة العالم أجمع!

لن أنسى القصة المنشورة في صحيفة، يديعوت أحرونوت: «طلب أحد (رجال الظل) الكبار مقابلتي في مكتبي رئاسة الوزراء في (أورشليم) (هدَّدني) في بداية المقابلة؛ ألا أتنازل عن أي قطعة أرض في إطار أي اتفاق سلام مع الفلسطينيين، أبلغني أحد المسؤولين الأميركيين أنه قال لهم بعد ذلك، يجب التخلص من ثلاثة، مني شخصياً، ومن وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، ومن أوباما» القائل هو رئيس الوزراء الأسبق، إيهود أولمرت، وهو من أبرز الشخصيات الإسرائيلية، لأنه عضو كنيست ووزير لعدة وزارات، ورئيس بلدية القدس، ثم رئيس وزراء إسرائيل الأسبق، 2006 - 2009، أما رجل الظل المُهدِّد والمؤثر والمسيطر فهو، الملياردير شلدون أدلسون المتوفى العام 2021، اعترف أولمرت بهذا الاعتراف العلني بعد أن عاقبه  أدلسون بطرده من الحلبة السياسية، ولم يكتفِ الملياردير بذلك بل عاقبه بالسجن أيضاً بتهمة تلقي الرشوة، لأن أولمرت كان ينوي أن يوقع على (تبادل أراضٍ) مع الفلسطينيين!

 

المصدر: صحيفة الأيام