النجاح الإخباري - الاحتلال ليس فقط قتل واعتقالات، وإنما هو تشريد وسلب للأرض والحقوق ومحاولة سرقة للذكريات، فقبل نحو سبعة عقود كانت الحياة عامرة، في قرية زكريا شمال غربي الخليل، لكن العصابات الصهيونية شردت أهلها، وأقامت على أنقاضها مستوطنات.
ومثل معظم القرى الفلسطينية الأخرى فان تاريخها يعود للعصر الكنعاني، وهي من أوائل القرى التي انتشر فيها التعليم، وانتقل التعليم من الكتاتيب إلى المدرسة الابتدائية في العشرينات من القرن الماضي، وفي أواخر العشرينات كانت المدرسة ابتدائية كاملة ومختلطة.
وحتى وقوع القرية تحت الاحتلال في عام 1948 وتهجير أهلها قسرا كانوا يظنون أن ما جرى هو مرحلة مؤقتة، فيتسللون إلى قريتهم ليلاً، ومع الوقت فقدوا الأمل واستقروا في مخيمات اللجوء في داخل فلسطين وخارجها.
وفي 9 حزيران 1950 قرر رئيس وزراء الاحتلال دافيد بن غوريون طرد ما تبقى من سكان قرية زكريا و إسكان يهود مكانهم فيما عرف بتفريغ القرى الحدودية وهو ما وصفه الفلسطينيون الطرد الثاني لأهالي زكريا. وتم في هذه الفترة تدمير القرية باستثناء بعض البيوت. ويسكنها الآن يهود.
وعلى ارض زكريا أقام الاحتلال مستوطنتين هن سيدوت ميخا وكفار زخريا وهما من أهم القواعد النووية الإسرائيلية الآن.
تمر السنوات وتبقى الذكريات عالقة، ويبقى الأحفاد يحلمون في العودة لقرية زكريا، فالمقولة التي أطلقتها رئيسة وزراء الاحتلال غولدا مئير "الكبار يموتون والصغار ينسون"، لا تحاكي الواقع.