النجاح الإخباري - تسعى الإدارة الأميركية جاهدة لاستكمال حلقات تمرير صفقة القرن عبر البوابة الاقتصادية، ولهذا الغرض تعقد ورشة البحرين التي جرى دعوة العديد من رجال الأعمال العرب والإسرائيليين إليها وسط مقاطعة ورفض فلسطيني.
مراقبون يرون أن هذه الصفقة تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية بدلا من حلها، ولهذا الغرض جرى الاعتراف في القدس عاصمة لدولة الاحتلال، كما قطعت المساعدات عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الاونروا كمقدمة لإنهاء قضية اللاجئين الفلسطينيين، كما تبع ذلك إغلاق مكتب منظمة التحرير في واشنطن، وشرعنة الاستيطان، وغيرها من العقوبات والإجراءات الإسرائيلية.
وكان السفير الأميركي لدى الاحتلال، ديفيد فريدمان صرح مؤخراً في مقابلة نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز" أن الدولة العبرية تملك "الحق" في ضم "جزء" من أراضي الضفة الغربية. وردت السلطة الفلسطينية على لسان كبير المفاوضين صائب عريقات مؤكدة أن رؤية واشنطن تعد "جريمة حرب وفقا للقانون الدولي".
تعقد ورشة البحرين تحت مسمى “السلام من أجل الازدهار” وذلك في الخامس والعشرين والسادس والعشرين من الشهر الجاري، ولكن الإعلان الرسمي عن الخطة الأمريكية قد يتأجل إلى شهر نوفمبر المقبل إلى ما بعد الانتخابات الإسرائيلية كما ذكر مبعوث ترامب إلى الشرق الاوسط جيسون غرينبلات هذا الأسبوع.
تستمر واشنطن في تأجيل الإعلان عن الصفقة بينما تعمل بهدوء على تمريرها عبر تشكيل محور إقليمي ضاغط على الفلسطينيين، خصوصا في ظل ما تعانيه السلطة من ضائقة مالية جعلتها غير قادرة على دفع رواتب موظفيها بشكل كامل، هذا فيما يرى العديد من المحللين أن التصدي لهذه المحاولات يحتاج إلى توحيد الجبهة الداخلية الفلسطينية من خلال إنهاء الانقسام الداخلي الفلسطيني بفعل الخلافات بين حركتي فتح وحماس، وهو ملف تتولى إدارته جمهورية مصر العربية، لكن برغم كل المحاولات المبذولة في هذا الاتجاه إلا أن المصالحة حتى الآن ابعد ما تكون عن التطبيق، هذا فيما تزحف صفقة القرن تدريجيا، فهل يستفيق الفلسطينيون؟