النجاح الإخباري - تطرق حادثة مشاركة مستوطنين في حفل زفاف عريس من أبناء قرية دير قديس غرب رام الله جدران الخزان وتفتح الباب على ملف متفجر شعبيا في ظل مئات قنوات مشبوهة باتت ترتكز عليها ما تسمى الإدارة المدنية الإسرائيلية في التواصل مع الفلسطينيين، وبغض النظر إذا ما كانت حادثة دير قديس ممنهجة أو عفوية إلا أن محاولات الاحتلال لإقامة مثل هذه العلاقات لم تنقطع.
مشهد ما جرى يقول الكثيرون إنه مقدمة خطيرة لمساواة الضحية بالجلاد وتسويق الجلاد على أنه صديق وجار يستحق الاحترام.
واقعة حفل الزفاف لم تكن الأولى اذ سبقتها حوادث مشابهة في 13 أيّار/ مايو الماضي بمجموعةٍ من الصور التي تُظهر تناول مجموعة من المستوطنين يتناولون طعام الإفطار في منزل شخصيّات معروفة بالتطبيع في مدينة الخليل تقطن بجوار مستوطنة كريات أربع المُقامة على أراضي المواطنين.
هذه الأنشطة التي تم تنظيمها خلال فترة قياسية فقط جاءت في ظل رفضٍ شعبيٍ واسع في الوقت الذي يُراوغ الاحتلال لانتهاك المزيد من حقوق الفلسطينيين وأراضيهم وبتأييدٍ مفضوح من ساكن البيت الأبيض وادارته.
تصرفات فردية تنذر بارتدادات عميقة لزلزال التطبيع وتعيد الى الأذهان عودة روابط القرى.
روابط كانت الأهداف المعلنة لإنشائها مساعدة الناس في الزراعة وانشاء الجمعيات وتطوير البنى التحتية لكن الهدف الحقيقي كان تثبيت حكم الإدارة المدنية في ذلك الوقت في محاولة لخلق قيادة فلسطينية بديلة عن منظمة التحرير الفلسطينية.
هو تاريخ يجب ألّا يُعاد بأي حال، في وقت تلقي فيه الإدارة الأمريكية واسرائيل أوراق الضغط على الشعب الفلسطيني وقيادته للقبول بصفقة مشؤومة لن تبقي ولن تذر .