النجاح الإخباري - نحن لم ننساك، لكننا لم نعد نملك القدرة على الابتسامة حينما نتذكرك، وكل ما فعلناه أن دربنا خيالنا على احترام الواقع للتأقلم مع حياة بلا أميرها، ومَرّنا ألسنتنا على الإلحاح بدعاء بأن تُمطر السماء لتسقِ قبر أمير أوجعنا فراقه.
31 عاما مضت على وداع من كان في ركب الجهاد خليلا للياسر ومن ساروا على الدرب وما بدلوا تبديلا.
في السادس عشر من شهر الألم "نيسان" عام 1988 اغتال الاحتلال خليل الوزير أبو جهاد، الذكرى تتكرر مجددة معها الألم، نهرول باحثين في صفحات التاريخ لنعرف أكثر عن الوزير المقاتل، فالعظماء وحدهم يحددون ما يجب أن يحفظ على ألواح تاريخ مجيد.
حرب كاملة لاغتيال رجل واحد، هكذا أراد الاحتلال للجريمة الجديدة أن تكون، فرق كوماندوز، 4 سفن حربية، غواصتان، زوارق مطاطية، طائرات عمودية، قادة عسكريون كبار على رأسهم إيهود باراك، كل ذلك كان يزحف بالقرب من منزل مهندس الانتفاضة الأولى، بينما قادة الاحتلال يقفون على رؤوس قدمهم في تل أبيب يترقبون خبرا قادما من تونس مفاده أن الجريمة الجديدة قد أنجزت على شاطئ الرواد.
نائب القائد العام للثورة الفلسطينية دب الرعب في قلوب المحتلين، حتى حشدوا كل هذا الجند ولم يتركوا عدة ولا عتاد إلا وظفوها في سبيل الخلاص من الوزير المقاتل.
رواية تفاصيل الموت تسيطر عليها دوما مشاهد الحزن، لكن الاستثنائي أبو جهاد عكس الرواية ورفض أن يكون الاحتلال كاتبا للتاريخ واخذ مهمة الكتابة على عاتقه حتى وهو يواجه الموت.
أشهر مسدسه وراح يستطلع ما يدور في أرجاء المنزل بعدما دون بقلمه آخر رسائله للشعب كاتبا بخط يده "لا صوت يعلوا فوق صوت الانتفاضة"، لتستقر في جسده 70 رصاصة.