النجاح الإخباري - لم تعد حكايا التي كانت تقصها جداتنا عن الغول من اساطير الخرافات القديمة، فاليوم لبس الاحتلال ثياب الغول وهو اشد تخوفياً ورعباً من اساطير الجدات، يدخل خلسة الى احلام الاطفال الفلسطينين بعد منتصف الليل وهو مدجج بالسلاح وقوة الظلم ليوقظ الاطفال النائمين بأمان عفويتهم وعيون بنادق الاحتلال تحدق في ملامحهم.
هنا يحاول الأب تخفيف وطئة الكابوس الذي يعيشه اطفاله الذين لا يتجاوزون في احلامهم ربيع التاسعة والعاشرة ربيعاً، وهم لم تزهر بعد احلامهم اصلاً ولا يعرفون كيف للكوابيس أن تأتي وهم مستيقظين.
ينسى قصي اسمه وهو محاط بكتيبة الجند التي تعيث في بيته الخراب، وتقلب اشياءه تبحث عن احلامه التي كان الطفل يحاول رسمها في أزقة منزله، فيجيب أن اسمه محمد فيصححه ابوه أن اسمه قصي، فما نفع الاسم امام الغول الذي يسرق الاحلام والاسماء والطفولة.
ليس هذا حال قصي ولا اخوه عدي وحدهم، إذ تشير احصائية نشرتها مؤسسات الأسرى وحقوق الإنسان إلى أن الاحتلال يعتقل 230 طفلا حتى نهاية شهر كانون الثاني/ يناير من العام الجاري.
وتشير مؤسسات حقوقية فلسطينية الى ان 50 طفلاً استشهدوا خلال مسيرات العودة في قطاع غزة منذ انطلاقها في الثلاثيتن من اذار الماضي وأن ،3128 طفلا اصيبوا وفق الاحصائيات ذاتها
مع هذه الارقام المرعبة من انتهكات الاحتلال المستمرة بحق الاسرى الفلسطينيين، يبقى السؤال الذي لا احد يستطيع الاجابة عنه، اين الاتفاقيات والمعاهدات والمواثيق والقوانين الدولية التي تنص على حقوق الأطفال؛ وفي مقدمتها "اتفاقية حقوق الطفل"، التي تنادي بحق الطفل بالحياة والحرية والعيش بمستوى ملائم، والرعاية الصحية، والتعليم، والترفيه، واللعب، والأمن النفسي، والسلام. اين الطفل الفلسطيني من هذا كله.