النجاح الإخباري - إذ يحتفل الرئيس الأميركي دونالد ترامب بمناسبة إكماله عامين في الحكم، إلا أن الرجل يبدو وحيدًا في البيت الأبيض بعدما أقال غالبية معاونيه، كما انه يلعب بالنار، مع استمرار الإغلاق الجزئي للحكومة الفيدرالية، وهو الأطول في تاريخ البلاد مع خسائر تقدر بالمليارات.
"أصبحت وحيدًا في البيت الأبيض"، جملة غرد بها الرجل البالغ اثنين وسبعين عاما على تويتر، في الرابع والعشرين من ديسمبر الماضي، وهي تلخص عزلته، بحسب الكثير من المراقبين.
وترامب المعروف بعشقه لمخالفة القواعد والاستفزاز، لم يترك عرفًا ألا وكسره، فقد أهان القضاة، وسخر من أسير حرب سابق، وهز المؤسسات، وزعزع تحالفات أميركا.
وفي منتصف ولايته، يتبين أن النجم السابق لبرنامج لتلفزيون الواقع، لم يتغير أبداً، فهو لا زال بعقلية "المستثمر" الذي يظن انه يعرف أكثر من غيره، ولهذا السبب أقال أو هرب غالبية مستشاريه ورجال إدارته من حوله، وما فتئ يردد بمؤتمراته: "لا أحد يعرف مثلي"، ليثبت إلمامه ببناء الطائرات من دون طيار والتاريخ الأميركي وموارد الطاقة المتجددة، وكل ما لا يخطر على بال.
هذا فيما تستمر الشكوك في إمكانية إكماله لفترة حكمه، فالتحقيقات حول علاقاته مع موسكو مستمرة.
وبحسب معهد "غالوب"، فإن ترمب، هو الرئيس الوحيد في تاريخ أميركا الذي لم تصل شعبيته إلى 50% خلال أول عامين من ولايته.
وتوقفت المؤتمرات الصحافية اليومية التي يعقدها المتحدث باسم البيت الأبيض وبات الرئيس يتحدث شخصيا للصحافة.
وباتت هجماته على الإعلام الذي يتهمه بغالبيته بنشر "أنباء كاذبة" وبأنه "عدو الشعب"، يومية.
ويعتمد ترمب في الأعمال كما في السياسة، على مبدأ بسيط: معه أو ضده.
وتحدث المدير السابق لمكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) جيمس كومي الذي أقاله الرئيس فجأة، في مذكراته عن رئيس يخضع أوساطه لمعايير ولاء تذكره بموقف زعماء المافيا عندما بدأ حياته المهنية كمدع.
كما تتدخل ابنته ايفانكا في قراراته، فقد صرح الرجل الشهر الماضي، "كانت تتصل بي وتقول لي: أبي! أنت لا تفهم! عليك القيام بذلك!". وأجبتها "حسنا سأفعل".
فهل ينهي ترامب ولايته أم سيكون مصيره كمصير ريتشارد نيكسون؟ أم انه يتجاوز كل منتقديه ويفوز بولاية جديدة، مكررًا ما فعله أسلافه الثلاثة: باراك أوباما وجورج دبليو بوش وبيل كلينتون؟