النجاح الإخباري - في ظل تشابكات السياسة وتحالفات المحاور المختلفة تضيع الحقائق في التفاصيل .. قضية خاشقجي أخذت أبعاداً سياسية جعلت منها الملف الأول لكافة وسائل الإعلام العالمية .. هذا طبيعي إذا ما حملت القضية في طياتها قضايا أخرى عالقة بين الأطراف.
يدور الحديث في أروقة السياسيين حول صفقة سعودية تركية تستغل فيها الأخيرة قضية خاشقجي لتصفية لتحقيق مكاسب في الملفات الأخرى التي هي موضع خلاف بين الدولتين وتحديدا ما يتعلق بقطر والإخوان المسلمين.
من جانب آخر لم تكن قضية القس الأمريكي أندرو برونسن بعيدة فدخول الولايات المتحدة على خط قضية خاشقجي دفع تركيا لتحقيق تقدم في القضية التي تسببت بأزمة تركية أمريكية تبعها عقوبات اقتصادية وخلصت القضية للإفراج عن برونسن وكسب تركيا الود الأمريكي.
الولايات المتحدة لم تقف على الحياد بل حاولة أن تمارس نوعا من الابتزاز ضد السعودية عندما توعد ترامب بمعاقبتها إذا ثبت تورطها في القضية قبل أن يقول إن الملك سلمان لا يعرف تفاصيل اختفاء خاشقجي متهما من وصفهم بالقتلة المارقين بالوقوف خلف اختفاء خاشقجي.
سي إن إن تنشر تفاصيل جديدة حول نية السعوديين للاعتراف بأن جمال خاشقجي، قُتل بالخطأ خلال تحقيق معه كان بهدف إعادته إلى المملكة وأن العملية نُفذت دون أمر من أعلى الهرم السياسي السعودي مع الشروع في محاسبة المتورطين في الحادثة.
هذا التطور قد يكون مبرراً لتسوية سياسية للقضية ربما لا تقتصر تفاصيلها على السعودية وتركيا خاصة وأن الدول الأوروبية تصر على ضرورة الكشف عن تفاصيل اختفاء الصحفي السعودي في قنصلية بلاده في تركيا .. وفي ظل هذا التشعب تفقد القضية كونها إنسانية لتتحول لصراع سياسي بين التحالفات الدولية.