النجاح الإخباري - ماذا لو توحدت الجيوش العربية؟ هذا سؤال صعب ومثير للاهتمام، ولا يوجد إجابة واحدة أو مؤكدة عليه. ولكن يمكننا أن نحاول تخيل بعض السيناريوهات المحتملة بناء على المعلومات المتاحة عن الوضع العسكري والسياسي والاقتصادي للدول العربية.

أولاً، يجب أن نحدد ما هي الدول العربية التي ستشارك في هذه الوحدة، وما هي الأهداف والمصالح المشتركة التي تجمعها. هل ستكون الوحدة شاملة لجميع الدول العربية، أم ستكون محدودة ببعض الدول المجاورة أو المتحالفة؟ هل ستكون الوحدة قائمة على أساس ديني أو قومي أو إقليمي أو استراتيجي؟ هل ستكون الوحدة دائمة أو مؤقتة أو مرنة؟

ثانياً، يجب أن ننظر إلى العوامل الداخلية والخارجية التي تؤثر على قدرة الجيوش العربية على التوحد والتعاون. من العوامل الداخلية: حجم وتجهيز وتدريب وتنظيم الجيوش العربية، ومستوى التنسيق والتكامل بينها، ومدى الالتزام بالقيادة الموحدة والخطة المشتركة، ومدى الثقة والولاء بين الضباط والجنود. من العوامل الخارجية: رد فعل وموقف الدول الأخرى من الوحدة العربية، ومدى تأثيرها على الأمن والاستقرار والتنمية في المنطقة، ومدى قدرتها على التدخل أو الدعم أو العرقلة للوحدة العربية.

ثالثاً، يجب أن نتخيل بعض السيناريوهات المحتملة للوحدة العربية، وما هي الفوائد والتحديات والمخاطر المصاحبة لها. ويمكننا أن نفترض بعض الافتراضات التالية:

  • إذا توحدت الجيوش العربية بشكل شامل ودائم، فإن هذا سيخلق دولة عربية عظمى تضم نحو 450 مليون نسمة، وتمتلك نحو 5 ملايين جندي، وتحتل المرتبة الأولى عالمياً في احتياطي النفط والغاز، وتمتلك ترسانة عسكرية ضخمة تضم آلاف الدبابات والمدافع والطائرات والصواريخ والسفن والغواصات والأقمار الصناعية. هذه الدولة ستكون قادرة على الدفاع عن مصالحها وسيادتها في المنطقة والعالم، وستكون لها نفوذ وتأثير كبير في الشؤون الدولية، وستكون قادرة على دعم القضايا العربية والإسلامية والإنسانية، وستكون قادرة على تحقيق التنمية والرخاء والعدالة والديمقراطية لشعوبها.

  • إذا توحدت الجيوش العربية بشكل محدود ومؤقت، فإن هذا سيخلق تحالفاً عسكرياً إقليمياً يضم بعض الدول العربية التي تشارك في أهداف ومصالح مشتركة، مثل مواجهة تهديد أو عدو مشترك، أو حل نزاع أو أزمة مشتركة، أو تحقيق هدف أو مصلحة مشتركة. هذا التحالف سيكون قادراً على تعزيز قدراته العسكرية والسياسية والاقتصادية، وتحسين علاقاته مع الدول الأخرى، وتحقيق بعض الانجازات والمكاسب في المجالات المهمة له، ولكنه سيكون عرضة للتفكك أو الخلاف أو الضغط في حالة تغير الظروف أو الأوضاع أو المصالح.

  • إذا لم تتوحد الجيوش العربية أو تعاون بشكل فعال، فإن هذا سيخلق حالة من التشتت والضعف والتباعد بين الدول العربية، وسيجعلها عرضة للتدخل والتأثير والتهديد من قبل الدول الأخرى، وسيحرمها من الاستفادة من الموارد والفرص المتاحة في المنطقة، وسيعرقل تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية والتكامل في الوطن العربي، وسيزيد من المشاكل والنزاعات والأزمات بين الدول العربية وداخلها.

هذه بعض السيناريوهات المحتملة للوحدة العربية، ولكن لا يمكننا أن نتنبأ بالمستقبل بدقة أو يقين، فهناك العديد من المتغيرات والمجهولات التي تؤثر على الواقع والتاريخ. لذلك، يجب علينا أن نكون واقعيين ومنطقيين ومسؤولين في التفكير والتخطيط والتنفيذ للوحدة العربية، وأن نتعلم من التجارب والدروس السابقة، وأن نستفيد من الفرص والتحديات الحالية،