طولكرم - النجاح الإخباري - عرض أكثر من 50 من كبرى الشركات والمصانع الفلسطينية إلى جانب عدد من البنوك في معرض الزيتون، الذي افتتح اليوم السبت تحت شعار "الزيت عمود البيت"، على هامش مهرجان طولكرم الأول للزيتون، في حرم جامعة فلسطين التقنية- خضوري غرب مدينة طولكرم.
واشتمل المعرض جوانب متعددة من زيت الزيتون ومنتجاته، والزيتون بأنواعه، والعسل الفلسطيني، واللحوم والدواجن، والحلويات والمكسرات، والأشغال اليدوية والتراثية، والورق الصحي، ومنتجات الزراعة العضوية، والصابون، إضافة إلى الأثاث الخشبي، وجميعها من إنتاج شركات ومصانع ومؤسسات وطنية من محافظة طولكرم والمحافظات الأخرى.
وجاء المهرجان تحت رعاية رئيس الوزراء محمد اشتية، بتنظيم من محافظة طولكرم والغرفة التجارية وتنفيذ شركة "افنتيف"، بشراكة رسمية من قبل شركة الوهر للصناعات الإنشائية والاستثمار، وبرعاية اللجنة التحضيرية التي تضم مجموعة من الرعاة والداعمين من بنوك وشركات ومصانع وطنية، ومؤسسات إعلامية.
وقال محافظ طولكرم عصام أبو بكر إن المهرجان جاء تأكيدا على مكانة شجرة الزيتون وأهميتها الوطنية والاقتصادية، باعتبارها رمزا من رموز النضال الوطني الأصيل وعنوانا للثبات والبقاء والصمود على أرضنا، وصولا لإقامة دولتنا الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
وأضاف أن "شجرة الزيتون التي قدمنا من أجلها الشهداء والجرحى والأسرى شامخة ملتصقة بالأرض في مواجهة الاحتلال والاستيطان وجدار الضم والتوسع العنصري، ومحاولات السلب والنهب والسيطرة وتقطيع الأشجار وحرقها وسرقة ثمارها، لكن كل ذلك لن يكسر من عزيمتنا وإصرارنا تجاه البقاء على هذه الأرض وحمايتها والحفاظ عليها بزراعتها ورعايتها، والتضحية من أجلها".
وأكد أبو بكر أن ما تتعرض له القضية الفلسطينية من مؤمرات التصفية وشرعنة الاستيطان واستهداف القدس ومؤسساتها بتكرار اعتقال محافظها ومدير تربيتها وحظر أنشطة تلفزيون فلسطين، جعل قيادتنا تواجهها بعزيمة صلبة لا تلين متسلحة بالحق التاريخي والوطني لشعبنا على أرضه.
وأثنى على سياسات الحكومة تجاه تعزيز صمود المواطنين من خلال دعم القطاعات المتعددة ومنها القطاع الزراعي، باعتباره عاملا مهما في مواجهة الاحتلال ومقاومة الاستيطان، إلى جانب الاهتمام بالبنية التحتية والصحة والتعليم والمشاريع التنموية وتوفير الأمن والأمان للمواطنين وحماية السلم الأهلي وغيرها من الجوانب التي من شأنها أن تكون رافعة حقيقية للتنمية والاقتصاد.
وأشار أبو بكر إلى أن محافظة طولكرم على موعد مع إطلاق خطة التنمية الزراعية التي أقرتها الحكومة باعتبارها عنقودا زراعيا، منوها إلى أن اللجنة التحضيرية لإعداد الخطة أتمت كافة الإجراءات وذلك بالشراكة مع وزارة الزراعة وكافة الجهات ذات العلاقة، والذي من شأنه خلق فرص الاستثمار والتسويق والتشغيل والتنمية وصولا إلى الانفكاك الاقتصادي عن الاحتلال والاعتماد على الاقتصاد والمنتجات الفلسطينية الوطنية.
وأوضح أن محافظة طولكرم أنجزت الخطة الإستراتيجية وأعدت الخارطة الاستثمارية التي تعد دليلا إجرائيا لرجال الأعمال وأصحاب الشركات تجاه القطاعات أوفر حظا بالاستثمار على مستوى المحافظة، خاصة وأن طولكرم محافظة معروفة بهويتها الزراعية نظرا لتوفر الأرض والمياه وخبرة المزارعين، بالإضافة لوجود زراعات نوعية مثل الأفوجادو والأناناس والفراولة، إلى جانب الزراعات التقليدية.
بدوره، أكد وزير الزراعة رياض العطاري في كلمة نيابة عن رئيس الوزراء، أن الشعب الفلسطيني باقٍ على أرضه وسيبقى رمزا للصمود كما هي شجرة الزيتون، وهذا ما أعلنه رئيس الوزراء عندما افتتح موسم الزيتون في خربة جبارة جنوب طولكرم قبل شهر، ليأتي مهرجان اليوم بشعار الزيت عمود البيت ليلخص أن الزيت وشجرة الزيتون هما الركيزة الأساسية لقطاع الزراعة في فلسطين.
وأشار العطاري لمميزات شجرة الزيتون التي تحمل مسمى (شجرة الحياة)، والتي تتميز بأنها تعيش تحت الشمس في أصعب الأماكن بأقل الإمكانيات وتعطي بلا مقابل، وتحمل رسالة الصمود والمقاومة على هذه الأرض.
وقال: "عندما أتحدث عن الزيتون نتحدث عن الرواية التاريخية التي تؤكد أنه عمود البيت، فعلى أطراف قرية كفر اللبد هناك قلعة البرقاوي وهي واحدة من أقدم المعاصر في فلسطين، وما زلنا نسمع ترددات صوتها المتعب الذي ينادينا ويناشدنا للحفاظ على زيت البيت الكبير فلسطين، حتى نعزز صمودنا في وجه الاحتلال".
وأضاف العطاري "هي رمز للمكان ولحضارة فلسطين، والراوي لمسيرة الشعب الفلسطيني ولكفاحه منذ مطلع القرن الماضي. ونحن وأشجار الزيتون شركاء في المعاناة".
وأوضح أن الاحتلال ومنذ النكبة اقتلع ما يقارب 700 ألف فلسطيني، وفي عام 1967 اقتلع الاحتلال 300 ألف فلسطيني، وبالصدفة وضمن الإحصائيات فإن الاحتلال منذ ذلك العام وحتى الآن اقتلع ما يقارب مليون شجرة معظمها من أشجار الزيتون، لذلك نحن نشبه هذه الشجرة بجذورها العميقة المنغرسة على أرض فلسطين.
كما تحدث رئيس الغرفة التجارية في طولكرم إبراهيم أبو حسيب عن فكرة المهرجان من باب التقدير لأهمية الزيتون.
وأكد أن الغرفة التجارية تعمل على اتباع كافة الخطط والآليات لتطوير الواقع الاقتصادي وتنميته وتطويره نحو الأفضل على مستوى المحافظة.
وقال: "جاء هذا المهرجان، تأكيداً على دعم المنتج الوطني، وانطلاقا من تميز محافظة طولكرم، ولن يكون الأول، بل نعمل على جعله حدثا سنويا، خاصة أن المحافظة تعتبر سلة غذائية، وفيها الكثير من المقومات التي من شأنها أن تكون نقطة أمل نحو المستقبل".
من جانبه، شدد رئيس مجلس إدارة شركة الوهر عبد الحكيم الوهر أن شركته قررت المساهمة بدعم المهرجان تقديرا لأهمية شجرة الزيتون ومكانتها لدى أبناء شعبنا الفلسطيني، مشددا على أهمية تنظيم هذا المهرجان على مستوى محافظة طولكرم وما يحمله من رسائل وطنية واقتصادية، مستعرضا مسيرة عمل الشركة والمشاريع التي تقوم عليها، بالإضافة لافتتاح استثمارات أخرى قريبة على مستوى المحافظة.
وتخلل المهرجان فقرات فنية وطنية من أداء الفرقة القومية للأمن الوطني، وكورال مدرسة بنات دير الغصون، وعرضا للفنانة منال شواهنة. ويستمر المعرض على مدار ثلاثة أيام.