طلال عوكل - النجاح الإخباري - جمعة الثبات والصمود على الحدود الشرقية والشمالية لقطاع غزه، يوم الجمعة المنصرم، شهد تصعيدا محدودا و محسوبا قياسا لما سبق. التصعيد من الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني، كان ملحوظا، فلقد ارتفعت نغمه التهديد لدى رئيس و وزراء دوله الاحتلال بمعاقبه حركه حماس. اسرائيل سبقت وارفقت تهديداتها بإعلان منطقه غلاف غزه منطقه عسكريه مغلقه، بالإضافة الى نقل المزيد من منصات القبه الحديدية والاليات والقناصة. غير ان ارتفاع وتيره الحديث عن تصعيد كبير من قبل اسرائيل كان كل الوقت مشفوعا بشرط قيام حركه حماس بالتصعيد. من جانبها حركه حماس والفصائل الاخرى بادرت الى زياده الحشد الشعبي، والعودة الى استخدام الاطباق الورقية والبالونات الحارقة، فضلا عن اقتراب الكثير من الشباب من السلك الشائك، والقاء المزيد من العبوات والقنابل اليدوية الصنع (الأكواع). هو تصعيد محسوب من قبل حركه حماس والهدف دائما الاستعجال في اتخاذ خطوات عمليه نحو كسر الحصار، وهو ايضا تصعيد محسوب من قبل قوات الاحتلال، لا يستهدف الارتفاع به الى مستوى شن عمليه عسكريه كبيره ضد قطاع غزه ورسالته الاولى والأساسية موجهة للجبهة الداخلية، حيث تستمر المزايدات بين وزير الدفاع افيغدور ليبرمان، ووزير التعليم نفتالي بينت واخرون من المستويات السياسية والأمنية. ولكن هل تتصاعد الامور نحو عدوان كبيرا على القطاع الامر الذي يعتقد بعض المحللين والسياسيين، انه الخيار المطروح امام حركه حماس في ضوء فشل المصالحة، والتهدئة، ام انه سيكون بمبادرة إسرائيلية تستهدف فتح الطريق امام حركه اعاده تأهيل قطاع غزه؟ في الواقع فان حركه حماس لا ترغب في دفع الامور نحو عدوان اسرائيلي كبير لعده اسباب ولأنها تملك ورقه استمرار مسيرات العودة التي تضغط على اسرائيل ويعتقد البعض انها يمكن ان تبلغ درجه توتير اعلى تقترب من الانفجار، الذي يحذر منه الكثيرون على خلفيه الازمه الإنسانية. يضاف الى ذلك ان حماس تدرك النتائج المدمرة لمثل هذه العدوانات، فضلا عن أنها أعطت تطمينات للجانب المصري، بان لا تسعى الى تصعيد الاوضاع.
من جانبها فان اسرائيل ليست مضطرة لركوب مثل هذه المغامرة التي، لا تستطيع من خلالها تحقيق نصر محسوم نظرا لارتباك الأهداف ولأنها تستطيع تحقيق ما تهدف اليه، وما تهدف اليه هو تهدئه ولو نسبية، تفضل ان تكون السلطة هي الشريك الرسمي، حتى تتمكن من البدء في تأهيل قطاع غزه.
غير ان الكل يقرأ ابعاد القرار الامريكي الاسرائيلي، القطري الذي يستهدف البدء، بتحسين كمية وجدول التيار الكهربائي بحيث يوفر ثمان ساعات وصل ومثلها قطع بدلا عن برنامج اربع ساعات وصل وسته عشر ساعه قطع. هذه مجرد البداية، رغم انها لم تمر من خلال السلطة الوطنية التي هددت أصحاب شركات استيراد الوقود، في حال استجابت لذلك القرار. ولكن بغض النظر عما اذا كانت هذه الخطوة ستنجح ام لا الا انها، مؤشر على ما هدد به رجالات البيت الابيض من أنهم سيتجاوزون السلطة في حال لم تتمكن من القيام بعملها كشريك في قطاع غزه.
في اقصى التوقعات يمكن أن تتدحرج الاوضاع، نحو حالة تصعيد محسوبة قد تستمر الى ثماني واربعين ساعه بحد اقصى، تتدخل على اثرها مصر والأمم المتحدة، حتى يمكن بعد ذلك فتح الطريق امام عمليه اعاده تأهيل قطاع غزه، اما من خلال السلطة شريكا، وإما بدونها، ولكن بعد تفاهمات حول التهدئة وليس بالضرورة ان تكون معلنة. من الواضح ان اسرائيل ومعها الولايات المتحدة تستعجل البدء في ملف اعاده تأهيل قطاع غزه، كما أن حماس ومعها القوى الاخرى من موقع آخر مختلف تستعجل ذلك وقد تسجل انها نجحت في كسر الحصار، وان الفضل في ذلك يعود لمسيرات العودة الكبرى.