النجاح الإخباري - الجرائم التي ارتكبتها وتواصل إسرائيل ارتكابها بحق الفلسطينيين، تحتاج إلى تفرغ كامل ومن قبل الجنائية الدولية، إن كانت ستقوم بمسؤولياتها القانونية والإنسانية على نحو صحيح، وبما يليق بالمهام التي تأسست من أجل القيام بها. وجود إسرائيل أصلا، والوسائل التي اتبعتها العصابات اليهودية الإرهابية، بتواطؤ، وتعاون من قبل بريطانيا دولة الانتداب وكل من ساعد وتعاون ودعم المشروع الصهيوني الاستعماري، هذا الوجود، كله يشكل جريمة ضد الإنسانية والشرائع التي طورتها الأمم عبر تاريخ طويل من الصراع، ومئات ملايين الضحايا. إذا كان هذا الوجود من أساسه جريمة ضد الإنسانية، فإن كل ما يصدر بعد ذلك من سياسات وقوانين واجراءات بحق الفلسطينيين، هو من سياقات ونتائج تلك الجريمة. لا تستطيع دولة مارقة تمارس الارهاب وترتكب الجرائم، وتفرح لكونها دولة عنصرية لليهود فقط، أن تطبع نفسها على السلام، إذ أن الطبع يغلب التطبع. منذ قيامها عام 1948، حتى اللحظة نجحت إسرائيل في توقيع اتفاقيات سلام مع مصر والأردن، وفشلت وما كان لها أن تنجح في تحقيق سلام مع الفلسطينيين، لكنها حتى اليوم لم تستطع اختراق المجتمعات التي أقامت السلام مع أنظمتها السياسية. يمكن لإسرائيل أن تنجح بأنها تحقق نجاحات على صعيد إقامة علاقات من تحت الطاولة، وأحيانا من فوقها مع بعض الدول العربية، لكنها أيدا لن تنجح في تطبيع علاقاتها مع شعوب المنطقة، ومن غير الممكن ان تصبح دولة ذات علاقات طبيعية مع محيطها، السبب هو أنها لا تستطيع مخالفة طبيعتها العنصرية العدوانية التوسعية، ولأنها تفضل ذلك على حساب الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة، وتفعل ذلك باستخدام القوة الغاشمة، والتي تنتهك كل قوانين الدنيا.
في وضعه لأبعاد وتداعيات قانون أساس القومية، العنصري، قال المناضل والقائد محمد بركة، أن هذا القانون لا يبقي مجالا لا لدولتين، ولا لدولة ثنائية القومية، ولا لدولة واحدة ديمقراطية، أنه يستهدف وجود الشعب الفلسطيني على كل الأرض الفلسطينية. إذا كان هذا صحيحا وهو صحيح بالتأكيد فإن إسرائيل لا يمكنها أن تنجح طالما أن الشعب الفلسطيني متمسك بأرضه، إلا من خلال ارتكاب جرائم وتطهير عرقي. لا سبيل لحصر الجرائم والانتهاكات الفظة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني التي ارتكبتها وترتكبها إسرائيل، فقد أصبحت مقاليد السياسة بين اليمين المتطرف وقبل ذلك حتى حين كان أدعياء اليسار في سدة الحكم. العنوان الجديد على سطح الأحداث. الذي يلخص ويكثف هذه السياسة هو الخان الأحمر، الذي يتعرض لحملة تتفق عليها كل إسرائيل، لتهجير ساكنه كمقدمة لتهجير اكثر من ثلاثين قرية مستهدفة لإكمال مخططاتها الاستيطانية في القدس ومحيطها.
تعتقد إسرائيل أن التجمعات البدوية تشغل مساحات من الأراضي واسعة بحكم طبيعتها، واعتمادها على الرعي، لذلك فإنها تعتقد أن مسألة تهجيرهم وإسكانهم في مساكن خ
حضرية محدودة المساحة قد يشكل عزاء لهم، ويمنحها الفرصة لإقامة تجمعات استيطانية. الخان الأحمر، عنوان جريمة تتصل بالتطهير العرقي، الذي لا تخجل إسرائيل من ممارسته جهارا نهارا بدون خوف من الملاحقة والمسائلة طالما أنها تحظى بالدعم والحماية الأمريكية الكاملة، قبل ذلك كانت السلطات الإسرائيلية قد استهدفت قرية العراقيب البدوية في النقب، فلقد هدمت بيوتها أكثر من مئة مرة، لكنها أهلها أعادوا بناءها في كل مرة، الأمر الذي يقدم نموذجا لقدرة الشعب الفلسطيني على التحدي والصمود والمقاومة، لحماية الخان الأحمر.
يقف الشعب الفلسطيني بكل فصائله وقواه الحية، دفاعا عن وجودهم، وهم بالتأكيد يخوضون هذه المعركة، وقد قرروا أن يخوضوا المعركة في كل حارة وزقاق وتجمع أو قرية، تستهدفها إسرائيل بالتطهير العرقي. حسب الفلسطينيين فقط أن يتوحدوا رغم خلافاتهم وانقساماتهم، لخوض مثل هذه المعارك، وأن يضعوا كأولوية في حساباتهم النظرية والعملية، ضرورة توفير كل عوامل الصمود لضمان بقاء الفلسطيني على أرضه. ولأن الجنائية الدولية تأسست من أجل مساءلة وملاحقة مجرمي الحروب، أشخاصا كانوا أم دولا، فإن عليها أن تقف كل يوم على كل جريمة ترتكبها إسرائيل، حتى لو أنها لا تنجح في ملاحقة المجرمين، وإنزال العقاب بحقهم، وتحقيق العدالة.