نابلس - النجاح الإخباري - موسم 2004-2005 كان نقطة البداية، سراجٌ توهج في ربوع المقاطعة الاسبانية كتالونيا، ومنذ المباراة الأولى ضرب ليو ميسي التاريخ وأصبح أصغر لاعب يسجل هدف الدوري الاسباني ضد نادي الباسيتي، خطف ميسي الأنظار بكرة ساقطة من فوق رأس الحارس، جعلت كل المتتبعين يشعرون بقدوم ماراونا جديد قادم بقوة.
مع حلول موسم 2006-2007 حجز ميسي مكاناً شبه اساسياً له في تشكيلة البلوغرانا، وبات يخطف الأضواء أينما حل وارتحل، يسجل الأهداف، يصنعها، يراقص الكرة كما رقصة "التانجو" الأرجنتينية، وانتظر ميسي قمة "الكلاسيكو"، أمام الغريم التقليدي ريال مدريد، ليقدَم بها نفسه، كبركان من المواهب الكروية، ويسجل ثلاثة أهداف في مرمى الريال، وهو أمرٌ عجز عنه كثير من عمالقة الكرة من الذين مروا على صفوف الغريمين، وكل هذا وكان الليو لا زال في ال20 من عمره.
استمر ميسي بضرب التاريخ، ولفت الأنظار، حتى ترشَح الأيقونة الأرجنتينية، لجائزة أفضل لاعب بالعالم عام 2007 والتي حصدها النجم البرازيلي كاكا، وعاد وترشح عام 2008، لكن رونالو المنافس التاريخي لميسي حسمها لصالحه، لكنَ الليو لن يكل ولن يمل، ومع تحقيق برشلونة السداسية التاريخية في 2009، توَج ميسي بأولى جوائزه كأفضل لاعب بالعالم، أتبعها بأخرى عام 2010،2011،2012، ليكون أول من يحقق الكرة الذهبية لأفضل لاعب بالعالم لأربعة أعوام على التوالي، قبل أن يعود الدون البرتغالي رونالدو لمنصات التتويج عامي 2013 و 2014، ليتكرس الصراع بين لاعبين يعتبروا من أفضل من لامس الساحرة المستديرة.
أجيال تعاقبت، وأساطير انهت مسيرتها في برشلونة وأخرى غيرَت البوصلة، ثنائية تشافي وانيستا اللذان كان لهم الدور الأكبر في توهج ميسي، قلب الأسد في برشلونة بويول، ايتو ورنالدينيو، كلها أسماء صنعت الذهب في برشلونة وغادرت، الَا اسم ميسي، الذي كان في كل عام يجدد الوفاء لكتيبة الكتلان.
ميسي الذي حقق رفقة برشلونة 34 لقب، كتب بها اسمه من ذهب في تاريخ النادي، وكان رأس الحربة والمساهم الأكبر في تحقيقها.
ميسي أفضل لاعب بالعالم في 6 مناسبات، الليو ضارب الأرقام، ميسي الذي أخضع كبار أوروبا رفقة ناديه، وليو الذي لم يعرف طعم الذهب رفقة منتخبه الأرجنتيني، تقدَم به العمر، وبرشلونة الذي فقد الكثير من بريقه، بات يخشى يوماً واحداً دون المنقذ الأرجنتيني، ففي كل مرة يظهر بها وهن برشلونة، يلمع البرغوث الارجتيني وينقذ سفينة الكتلان من الغرق.
لكن الى متى؟ هل سيبقى عطاء ميسي كما هو ؟ ميسي الذي اصبح على مشارف ال33 من عمره، يعلم تماماً أن تقدم العمر هو الرصاصة الفاتكة في جسد أي لاعب كرة القدم، وما الذي يتوجَب على برشلونة فعله بعد ميسي، ومتى ستفتقد سماء كتالونيا بدرها الأعظم ليونيل ميسي.!