النجاح الإخباري - حقق مدرب المنتخب الجزائري، جمال بلماضي، انتصارا تاريخيا بقيادته "محاربي الصحراء"، إلى اللقب الثاني في تاريخهم بانتصار صعب على السنغال في نهائي كأس أمم أفريقيا، الجمعة.
لكن التتويج الذي طال انتظاره، الأول منذ عام 1990، بدا يحمل أبعادا شخصية للمدرب العاطفي الشاب، فقد استطاع من خلاله توجيه "صفعة قوية لكل المنتقدين"، حسب ما أوردت صحيفة "الشروق" الجزائرية.
جمال بلماضي، 43 عاما، تلقى إشادة واسعة بالنظر إلى خياراته التكتيكية والكرة الممتعة التي قدمهامنتخب الجزائر طوال البطولة، فضلا عن الروح القتالية التي بثها في صفوف اللاعبين.
كما لم يخل الأمر من مناوشات معتادة، كان أبرزها تصريحاته الخاصة بشأن مساندة الجماهير المصريةللجزائر بعد الخروج المبكر لمنتخب الفراعنة.
وفي هذا السياق نسبت إلى بلماضي عبارتان مثيرتان للجدل، الأولى قبل المباراة النهائية حين رد على سؤال بشأن دعم جماهير مصر للجزائر قائلا "إن أرادوا تشجيعنا فمرحبًا بهم، نحن لدينا جماهيرنا التي أتت لتشجيعنا".
وأضاف المدرب الجزائري: "ما أقصده أن كل فرد حر، من يريد تشجيعنا فمرحبا به، ومن لا يريد فهذا حقه، ولا يمكن لأي أحد أن يجبر الآخر على فعل أي شيء".
ثم عاد فأوضح ما يريد: "لم أقصد أنني لا أريد تشجيع الجماهير المصرية، بل ما قصدته أنهم لديهم مطلق الحرية في اتخاذ أي قرار يريدونه، ونحن سنكون بخير في كل الأحوال لوجود جماهير حاضرة من الجزائر لمساندتنا، ولكن في النهاية مرحبا بالجماهير المصرية إلى جانبنا غدا".
أما العبارة الثانية، الأكثر إثارة للجدل، فقد أدلى بها مباشرة عقب المباراة النهائية، واعتبر فيها أن الجماهير المصرية لم تحضر إلى ملعب القاهرة الدولي لتشجيع "محاربي الصحراء".
وقد قال بلماضي في مؤتمر صحفي عقب التتويج، ردا على سؤال بشأن تشجيع الجمهور المصري للجزائر: "يجب أن استشير طبيب العيون في فرنسا لأن هذا لم يحدث".
لكن تلك "الحساسيات المعتادة" في عالم الكرة لا تنفي بزوغ نجم بلماضي في عالم التدريب، لاسيما بعدما رفع راية التحدي منذ توليه قيادة المنتخب في أغسطس 2018.
وكان بلماضي ذكر سابقا خلال المؤتمر الصحفي الأول الذي أعقب تعيينه مدربا للجزائر: "قد تقولون عني أنني مجنون لكنني أريد التتويج بكأس أفريقيا"، وذلك وفق ما أوردت "الشروق".
واعتبر كثيرون هذا التصريح بمثابة مبالغة كبرى بالنظر إلى مستوى ومردود المنتخب الجزائري وقتها، وإخفاقه في التأهل إلى نهائيات مونديال 2018.
لكن بلماضي نجح في إسكات كل المعارضين، وتمكن من الوفاء بوعده بعد أقل من عام على خلافته لسلفه رابح ماجر، ليرد بذلك على كل منتقديه وكل من سخر من تصريحاته في أول ندوة صحفية له.
وحسب الصحيفة الجزائرية فقد فرض بلماضي شروطه على الاتحاد الجزائري لكرة القدم، خلال المفاوضات بين الطرفين، إذ رفض التدخل في صلاحياته الفنية، مصرا على أن تكون كلمته الأولى والأخيرة في الجوانب الفنية دون الرضوخ لضغوط المسؤولين أو وسائل الإعلام.
كما أصر على فرض الانضباط التام داخل غرف الملابس، فلم يتردد في إبعاد اللاعب هاريس بلقبلة بعد تصرف وصف بـ"غير المسؤول" خلال معسكر الفريق استعدادا لخوض غمار كأس أمم أفريقيا.
وبعد فترة مضطربة شهدت تغيير 7 مدربين خلال 3 سنوات، احتاج جمال بلماضي إلى أقل من عام واحد، ليعيد فرض النظام حتى قاد الجزائر إلى التتويج الذي طال انتظاره.
يشار إلى أن بلماضي، لاعب الوسط السابق، سبق أن دافع عن ألوان أندية عدة أبرزها مرسيليا ومانشستر سيتي وساوثمبتون قبل اعتزاله عام 2009، كما قاد منتخب قطر الأول بين عامي 2014 و2015.