النجاح الإخباري - بعدما بدا الأمر في البداية أقرب إلى تكهنات تتردد من حين إلى آخر في ملاعب الكرة، ورأى كثيرون أنه ليس ممكنا أن يكون واردا على الأقل سريعا، لم تعد الأحاديث عن صفقة انتقال محمد صلاح إلى يوفنتوس مجرد "شائعة" اخترعتها وسيلة إعلامية تبحث عن رواج، وإنما أكسبتها التطورات أبعادا أكبر من ذلك بكثير.
والاثنين الماضي كشف موقع "كوت أوف سايد"، المتخصص في أخبار انتقالات اللاعبين، أن النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو أعطى الضوء الأخضر لمسؤولي نادي يوفنتوس الإيطالي، من أجل العمل على جلب الدولي المصري محمد صلاح من ليفربول، إلى صفوف الفريق.
وقال المصدر إن رونالدو و"كبار" النادي منحوا إدارة يوفنتوس الموافقة من أجل الشروع في التفاوض مع ليفربول وصلاح، البالغ من العمر 26 عاما.
وتابع أن "صفقة صلاح لن تكون عادية، فقد تتجاوز قيمتها 200 مليون يورو في حال وافق اللاعب على ارتداء قميص السيدة العجوز".
وبالتابي ستجعل تلك الصفقة، إن تمت، من صلاح اللاعب الثاني الأغلى في التاريخ بعد البرازيلي نيمار المنتقل من برشلونة إلى باريس سان جرمان مقابل نحو 222 مليون يورو ، وقبل الفرنسي كيليان مبابي المنتقل إلى سان جرمان من موناكو مقابل 182 مليون يورو.
لكن الأمر الذي بدا إعلانا مثيرا وصاخبا في البداية راح مع الوقت يكتسب زخما أكبر، ويقترن بتفاصيل تكسبه مصداقية أكثر، لا سيما بعد دخول وسائل إعلامية، من الوزن الثقيل، على خط الصفقة.
ونقل موقع "سكاي نيوز" أن مسؤولي يوفنتوس "جادون" تماما بشأن استقدام "مو" إلى تورينو، وأنهم ينوون أيضا الاستغناء عن نجم الفريق الأرجنتيني باولو ديبالا من أجل تدعيم أوراقهم التفاوضية، وفي محاولة لإغراء ليفربول بإطلاق صلاح.
وفيما لم يكشف صلاح عن رغبته في الرحيل عن "أنفيلا"، فإن مستقبل ديبالا مع "السيدة العجوز" يبدو موضوعا أكثر حساسية بكثير، وسط أنباء عدة عن رحيل وشيك للاعب غير السعيد في يوفنتوس.
الترتيب نفسه كشفت عنه صحيفة "توتو سبورت" الإيطالية الشهيرة التي أضافت تفاصيل أخرى، مشيرة إلى أن عرض التبادل بين ديبالا وصلاح سيشمل أيضا أن يدفع يوفنتوس مبلغ يقترب من 50 مليون يورو لليفربول من أجل إتمام الصفقة.
رد شديد اللهجة
لكن موقع "ليفربول إيكو" القريب من كواليس "الريدز" تصدى بطريقة غريبة وشديد اللهجة للرد، الخميس، على تلك الأنباء التي راحت تكبر كل ساعة مثل كرة الثلج.
واعتبر الموقع الإنجليزي المطلع، أن أنباء من هذا النوع يفترض أن يتم تداولها بعد شهر ونصف،وتحديدا أول أبريل، في إشارة إلى "كذبة أبريل" الشهيرة، وليس في 14 فبراير، حين تحتفل دول عدة بعيد الحب.
وقال الموقع بالنص: "أولا، ليس لدى ليفربول أي نية لبيع صلاح، وقد وقع اللاعب عقدًا جديدا طويل الأمد العام الماضي (..) كما لم تصدر عن اللاعب أي إشارة تفيد بعدم سعادته في أنفيلد".
تصريحات تبدو منطقية في هذه اللحظة، التي عاد فيها صلاح للتألق بقميص الريدز لكنها تتجاهل، في الوقت ذاته، عاملين في منتهى الأهمية.
أولهما أن صلاح ذاته مرة قبل أسابيع، في بداية الموسم الحالي، بفترة لم تكن الأفضل له مع ليفربول، وقد شهدت تلك الفترة شائعات عدة عن شعوره بعدم الرضا، وهو ما أكدته حتى طريقة احتفاله بأهدافه في ذلك الوقت.
وثانيهما أن صلاح لن يستطيع البقاء طويلا من دون إحراز ألقاب في ليفربول، وهو أمر أكد عليه قبل أيام نجم الفريق والكرة الإنجليزية السابق اميل هيسكي.
واعتبر هيسكي أن الدوري الإنجليزي الممتاز يواجه خطر خسارة نجمه محمد صلاح، في حال فشل "الريدز" في التتويج بلقب البريمرليغ هذا الموسم، واستمرار ابتعاده عن اللقب المرموق منذ سنوات طويلة وتحديدا منذ موسم 1989-1990.
وقال موقع "سبورتس كيدا" إن هيسكي رجح بقوة أن يغادر النجم المصري ليفربول في حال فشل مع فريقه في الفوز بلقب الدوري هذا الموسم.
وقال في تصريح لموقع "إكسبريس سبورت" إن هناك دائما خطر مغادرة اللاعبين في حال عدم تحقيق النتائج المرجوة، مضيفا "ليفربول قد يفقد نجومه، ومن بينهم صلاح، في حال لم يتوج باللقب آخر هذه السنة".
ويتساوى ليفربول مع مانشستر سيتي في ترتيب الدوري برصيد 65 نقطة حاليا (مع لعب مانشستر سيتي مباراة أكثر)، لكن ليفربول تعثر مؤخرا بالتعادل مرتين خلال الأسابيع الأخيرة مما أشعل أكثر سباق البطولة المشتعل أصلا.
أما صلاح فقد لامس، قبل أيام، عتبة الـ20 هدفا في كل المسابقات مع ليفربول هذا العام، وذلك للموسم الثاني على التوالي، وهو إنجاز لم يتحقق لأي لاعب في "الريدز" منذ أيام الأوروغوياني لويس سواريز، الذي رحل عن الفريق قبل 5 سنوات إلى برشلونة.
وأحرز صلاح 49 هدفا خلال 62 مباراة مع ليفربول في البريميرليغ، وهو رقم رائع للمصري المتألق.