النجاح الإخباري - أمراض كثيرة نعانيها في الصغر من غير أن نعرف انها ستعيش في داخلنا قبل ان تظهر من جديد على شكل مرض أو فيروس آخر. هذه هي الحال مع "الزونا" التي تتحوّل من جدري ماء الى "زنار نار" مسحوب بآلام متنوعة وطفرة جلدية حارقة ومؤلمة وحكاك قوي.
يُعرّف طبيب الأمراض الداخلية فادي حداد الزونا بالقول "انه فيروس تُصاب به منذ صغرك وإسمه Varicelle –zona وهو يختبىء في مكان ما في الجهاز العصبي ليظهر مجدداً في المستقبل على شكل حبوب صغيرة حمراء في منطقة عصبية معينة في الجسم. قد تظهر الزونا من دون سبب كما يمكن ان يكون نقص المناعة سبباً رئيسياً في ظهورها".
ويشير حداد في تقرير نشرته صحيفة "النهار" اللبنانية في عددها الصادر اليوم الى انه "يمكن إنتشار الزونا في اي منطقة عصبية ولكنه يبدأ بالنخاع الشوكي والأعصاب ليصل الى الجلد. هو ليس بفيروس خطير لكن المنطقة المصابة هي التي تُحدد خطورتها وتعتبر منطقة العين الأخطر لأنها قد تؤثر على القرنية ويستغرق علاجها بحدود 3 أشهر على خلاف باقي المناطق".
ويوضح طبيب الأمراض الداخلية الى ان "ليس هناك مناطق أكثر شيوعا من غيرها، حيث تختلف الحالة نتيجة العصب المُصاب في الجهاز العصبي. فإذا كان العصب المصاب في منطقة البطن يظهر الزونا في تلك المنطقة... مثلاً في منطقة البطن والصدر لدينا 30 عصباً وهذا ما يُفسر ظهور الزونا في هذه المنطقة اكثر من غيرها لكن هذا لا يمنع ظهورها في اي منطقة اخرى.
يبدأ كل شيء عندما يلتهب العصب ويشعر الشخص بعوارض انذارية كحريق، تكلس، تشنج في العضلات وشعور بالألم في المنطقة التي ستظهر فيها الطفرة الجلدية وأحياناً يكون الألم قوياً حسب المنطقة المصابة قبل ظهور الحبوب في المنطقة بعد 3 أيام".
العلاج
أما عن انواع العلاجات، يُجيب حداد انه "بما ان الزونا فيروس، يكون علاجه بدواء مضاد للفيروس Anti – virus لكن مدة العلاج تختلف بحسب المنطقة المصابة. فإذا كانت منطقة العين مصابة بالزونا يستغرق العلاج نحو 3 اشهر، في حين ان علاج باقي المناطق لا يتعدى الأسبوع. كذلك نقوم بإعطاء مسكناً للتخفيف من حدّة الأوجاع. الزونا ليس فيروساً خطيراً لكنه يتطلب علاجا سريعاً لا سيما اذا كان في مناطق حساسة كمنطقة العين خوفا من التأثير على القرنية. وفي حالات نادرة يبقى المريض يعاني من أوجاعٍ في العصب بعد علاج الزونا لكنها تختفي بعد اسابيع".