تحرير المالكي - النجاح الإخباري - منذ اكثر من 30 عاما، يسعى رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع في الدفاع عن الاسرى المعتقلين في سجون الاحتلال وايصال رسالتهم ومطالبهم للعالم، فبعد الافراج عنه من سجون الاحتلال كرس قراقع حياته في العمل متطوعا في موضوع الاسرى وكان من مؤسسي نادي الاسيرالفلسطيني.
وحول موضوع الاسرى، أشار عيسى قراقع خلال مقابلة في برنامج "بعد الضهر" على "فضائية النجاح" الى انه تم توظيف كافة الوسائل من اجل ايصال رسالة الاسرى والانتهاكات التي يتعرضون لها عن طريق المؤتمرات وغيرها من الوسائل.
وأوضح ان كثيرا من الاوجاع يتعرض لها من يتعامل مع الاسرى، ومن قصص الاسرى التي اثرت في عيسى قراقع، قصة الاسير فادي ابو عطية الموجود في سجون الاحتلال منذ 12 عاما وهو احد قيادي الإضراب الاخير والذي تسبب له اضرابه عن الطعام مشاكل صحية ونفسية خطيرة اثرت على اعصابه.
اضافة لقصة الأسير نعيم شوامرة الذي استشهد بعد ثلاث سنوات من الافراج عنه بعد أن قضى 20 عاما في سجون الاحتلال نتيجة اصابته بمرض ضمور العضلات، والاسير ميسرة أبو حمدية الذي كان يشتكي من اوجاع وتعب بسبب السرطان وبعد ثلاثة ايام من حديثه مع قراقع استشهد داخل سجون الاحتلال.
واكد قراقع خلال حديثه أن طاقم كبير من المحاميين الفلسطينيين يحاولون بكافة امكاناتهم للافراج عن الاطفال داخل السجون، الا أن رفع الاحكام بحق الاطفال ووضع القوانين التي تجيز اعتقال الاطفال والذي اقرته الحكومة الاسرائيلية يشكل عائقا امام عمل المحاميين.
مشيرا الى أن الوعي الدولي حاليا اصبح افضل من سابقه، إلا أن عدم وجود ارادة دولية كافية تؤثر على الجانب الاسرائيلي يضعف فرص تحقيق الاهداف بخصوص الاسرى.
وحول اضراب الاسرى الاخير، اشار قراقع الى أنه تم التحرك وعمل الاتصالات مع أكثر من جهة دولية، كما ان طاقما فلسطينيا تابع مع الجانب الاسرائيلي مستجدات الاضراب، موضحا أنه كان هناك ضغط على الاسرائيليين من اجل التفاوض.
وأضاف "إسرائيل حاولت اقناع العالم أن الاضراب الذي نظمه مروان البرغوثي هو اضراب لاسباب شخصية وسياسية، وبذلنا جهودا كبيرة للرد على الرواية الاسرائيلية عن طريق مخاطبة المجتمع الدولي وأعضاء السلك الدبلوماسي والتأكيد على ان مطالب الاسرى بسيطة وانسانية".
وتابع: "الحكومة الاسرائيلية الحالية حكومة عصابات، وحكومة يمينة متطرفة، رفعت شعار لن نفاوض الاسرى المضربين، ومن هنا كان واجبنا ان نخاطب المجتمع الدولي لتوضيح الانتهاكات التي تمارسها ضد الاسرى".
وأكد قراقع أن الاعلام الاسرائيلي حاول ايصال افكار معينة تضر بالاضرب، إلا أن صمود الاسرى على مدار 41 يوما وتفاعل حركات التضامن داخل وخارج فلسطين مع قضيتهم حالت لانتصار الاسرى وكشف حقيقة الاحتلال.
وقال قراقع إن الشعور بالراحة في العمل يأتي من انجاز الاعمال ومساعدة وخدمة الفئة المسؤول عنها، مؤكدا أن قضية الاسرى هي قضية وطنية وليست قضية وزارة وكل فلسطيني بامكانه ان يقدم شي للمعتقلين الفلسطيينين، وان تكون قضية الاسرى على اجندة عملهم.
وحول ما يتعرض له الاسرى داخل سجون الاحتلال، أشار قراقع الى أن الاسرى يتعرضون لعقوبات شديدة من الاحتلال، بداية من حرمان الاهل من زيارة ابنائهم وضرب الاسرى وعدم تلقي العلاج والشعور بالظلم عند المعتقلين الاداريين.
وقال قراقع إن الاعتقال الاداري كقانون وسياسة اسرائيلية لا زالت مستمرة، مشيرا الى أن مواجهة الاعتقال الاداري حسب رأيه يجب ان تتغير، وذلك من خلال مقاطعة المحاكم والتمرد عليها، مؤكدا أن هناك 500 أسير اداري بامكانهم بشكل جماعي مقاطعة المحاكم الشكلية واحداث تغيير.
ونهاية حديثه، نوه قراقع الى تراجع القيم الثقافية والاجتماعية والوطنية في المجتمع الفلسطيني وطالب باعادة تعزيزها من خلال الاعلام والاسرة، ودعا الى عدم اليأس في قضية الاسرى والقضية الفلسطينية، قائلا" قضيتنا يجب ان تبقى خضراء وحية مثل شجرة الزيتون".