النجاح الإخباري - على الرغم من أن الحياة الجديدة في ظل التباعد الاجتماعي قد تبدو جديدة للكثيرين، فإن علماء النفس يؤكدون أنه من المهم أن نفهم أن الشعور بالقليل من البعد في الوقت الحالي أمر طبيعي.
وتقول إليسا إبل، الأستاذة ونائبة الرئيس في قسم الطب النفسي بجامعة كاليفورنيا، إن التباعد الاجتماعي "يساعدنا على التأقلم والتكاتف معا من أجل إبطاء انتشار الفيروس، خاصة إذا تمكنا من إدارته بشكل جيد".
وتؤكد إبل أن التباعد الاجتماعي "يشكل فرصة للتفرد بالذات ومنحها قسطا من الراحة وممارسة الأنشطة المنزلية التي كان الإنسان يتوق لها خلال زحمة انشغالاته اليومية العادية"، وفق ما ذكر موقع "يو إس نيوز" الأميركي.
وتضيف: "يمكننا أن نركز على أفضل ما لدينا وأن نكثف الحديث عن الأشياء الإيجابية والهادفة التي تحدث الآن".
وتسترسل قائلة: "العواطف مثل الفيروسات، معدية. لذا علينا الانتباه عند نقل عواطفنا للآخرين".
من جانبه يقول ريتشارد ديفيدسون، أستاذ علم النفس والطب النفسي في جامعة ويسكونسن ماديسون، إن علينا النظر إلى التباعد الاجتماعي على أنه "عمل سخي نقدم من خلاله الخير لأنفسنا وللآخرين، باعتباره عملا أساسيا من أعمال الكرم".
ويضيف ديفيدسون أنه "علينا إعادة صياغة ظروفنا الحالية، فجميعنا ناقلون محتملون للفيروس، لذلك، في كل مرة نمارس فيها التباعد الاجتماعي، نشارك في عمل مفيد للآخرين".
ويبيّن ديفيدسون أنه: "إذا استجبنا لنصيحة أخصائيي الرعاية الصحية، فإننا ننخرط في إجراءات من شأنها تعزيز رفاهنا الجماعي وإخراج أفضل ما لدينا".
ويوصي ديفيدسون باعتبار الظروف التي فرضها التباعد الاجتماعي كوسيلة لإعادة التفكير في مفاهيم الاعتماد المتبادل لدينا، قائلا: "لا يمكننا التفكير في أنفسنا كجزيرة منعزلة. الطبيعة ببساطة لا تحترم تلك الفروق. هذه فرصة لتوسيع حدود تفكيرنا لتشمل الآخرين".