النجاح الإخباري - الجميع يعرف أن جودة الملابس رخيصة الثمن ليست أفضل شيء في العالم، لكن قليلاً من يشك في أن سوء الجودة وقلة المتانة هما غاية بحد ذاتها. تعرف على اسباب تدفعك لشراء الملابس غالية الثمن:
1- الجودة السيئة للخامات هي واحدة من هذه الاستراتيجيات.
السبب هو استخدام نوعيات رديئة من الأنسجة القطنية مختلطة مع نسبة عالية من الألياف الصناعية المشتقة من البترول، بالإضافة إلى الأصباغ الرخيصة والتشطيبات النهائية السيئة ذات المستوى المنخفض، وهذا يجعل العمر الافتراضي لهذه الملابس قصيراً للغاية؛ فلا تلبث أن تصبح غير صالحة للاستخدام بعد فترات قصيرة في صناعة الأزياء السريعة، يكون هامش الربح قليلاً للغاية على كل قطعة من الملابس، لذلك يجب تحقيق مبيعات عالمية مرتفعة ليكون هذا الاستثمار مربحاً.
2. تبدو زهيدة الثمن ولكنها ليست كذلك.
فيما يتعلق بتكلفة الملابس، تقول الكاتبة الإنكليزية لوسي سيغل في كتابها إن الكثير من مراحل الخياطة لا تتم في المصانع؛ بل في الجمعيات التعاونية بالقرى النائية؛ إذ يتم ضغط النساء باستمرار لإنتاج كميات كبيرة بأقل تكلفة ممكنة بغض النظر عن التشطيبات الرديئة في كثير من الأحيان بهذه الطريقة، تتحقق أرباح ضخمة للشركات التي لم تتكلف سوى بضعة سنتات في قطعة واحدة تبيعها للمستهلك فيما بعد بفارق كبير.
3. وجود الكثير من المعادن الثقيلة في الملابس والإكسسوارات.
وفقاً لتقرير نشرته The New York Times في عام 2013 بعنوان Fashion at a very high price، وهي دراسة للمنظمة البيئية Center for Environmental Heath، كشفت عن أنه رغم المخالفة القانونية لدخول مادة الرصاص في صناعة الملابس والأزياء والإكسسوارات بأكثر من 300 جزء من المليون، فإن الكثير من الأزياء السريعة التي يسوّق لها بشكل واسع تصل مستويات الرصاص فيها إلى أكثر من 10 آلاف جزء من المليون.
4.وجود بقايا لمواد يمكن أن تتفاعل مع العرق.
من المعتاد أن يُغسل القطن في عدة عمليات نسيجية، كما في مراحل إضافة الصبغات، والمحاليل القلوية الكاوية في حالة الملابس المخفضة السعر، وتتم هذه العمليات بسرعة وغالباً ما تحدث بعض الأخطاء، ونتيجة لذلك تكون هناك بقايا للمواد القلوية على الملابس والتي تنشط وتتفاعل مع العرق فيما بعد كذلك المعادن الثقيلة، تسبب حساسية على الجلد شبيهة بالوشم.
5. خطر الإصابة باختلال الغدد الصماء في عام 2013، حذرت منظمة السلام الأخضر في دراسة لها من وجود مادة النونيل فينول في صبغات ملابس الأزياء السريعة، وهذه المواد العضوية عالية الخطورة تسبب تغير إنتاج الهرمونات في جسم الإنسان، وقد تتناقص أو يرتبك إفرازها أو تزداد سرعته وتصل هذه المواد إلى الإنسان إما عن طريق مياه الأنهار؛ إذ يتم تفريغ بقايا الأصباغ التي تستخدمها المصانع فيها، وإما عن طريق ارتداء الملابس أو العمل في المتاجر التي تباع فيها هذه الأزياء "السريعة".
7. وجود أنواع معدلة وراثياً غير معلومة العواقب.
رغم وجود مميزات في بعض الجوانب للقطن المعدل وراثياً، تحتل زراعته ما يقرب من 70% من مساحة زراعة القطن في العالم هذه النسبة الضخمة تعكس آثاراً سلبية بالحجم نفسه؛ مثل النمو الذاتي للأعشاب والحشائش السامة والحاجة لاستخدام المبيدات الحشرية، لذا فرغم تحجيم استخدام هذه المبيدات فإن الحقول تتلوث في النهاية وينخفض الإنتاج ويختل التنوع البيولوجي.
8. تراكم النفايات غير القابلة للتحلل.
إن تزايد الاعتماد على الألياف الصناعية المشتقة من المواد البترولية بدلاً من القطن، لخفض التكلفة وزيادة الإنتاج، يؤدي فيما بعد إلى تراكم النفايات غير القابلة للتحلل عندما يتم التخلص من الملابس التي تصبح غير صالحة للاستعمال في تقرير "TheTrue cost"، يقوم كل أميركي بالتخلص من نحو 37 كيلوغراماً من الملابس سنوياً.. جزء كبير منها من هذه الملابس الرخيصة.
9. الكارثة البيئية التي تسببها الأصباغ المستخدمة.
بالإضافة إلى سُميّة الأصباغ الرديئة التي تستخدمها هذه الشركات، فإن سوء إدارتها كارثة بحد ذاتها؛ إذ تتم مراحل الصباغة في مصانع مُتعاقد معها بدول العالم الثالث وتُلقى في النهاية بمصارف الأنهار دون معالجة لتلوثها بصورة قاتلة، مثلما حدث في روافد نهر الغانغ بالهند.
10. استغلال العمال ضروري للنجاح.
النموذج النيوليبرالي الذي تستند إليه تجارة الملابس منخفضة السعر يتطلب بيع إعداد هائلة من الملابس؛ لأن هامش الربح صغير للغاية فقط مع دوران كبير في الاستهلاك، ويمكن للعلامات التجارية الكبيرة التي تبيع الملابس الرخيصة أن تحقق أرباحاً عالية.