هبة أبو غضيب - النجاح الإخباري - انتهت فعاليات القمة العربية في دورتها رقم 28 بالأردن، واختتمها القادة ببيان ختامي جاء فيه عدة توصيات تتعلق بالقضية الفلسطينية والأزمة السورية واليمنية، واختلفت آراء الكتّاب والصحف في تناولها ونتائجها، فيما تجاهلت صحف سورية كثيرة القمة العربية، وامتنعت عن نشر أي أخبار عنها، مكتفية بالشأن الداخلي لها، وما به من صراع.
حيث اعتبرت صحيفة الخليج الإماراتية، أن انعقاد قمة عمان تزامنت مع أكثر الظروف صعوبة وتعقيدا مقارنة بالقمم السابقة، مبررة ذلك بتدهور الأوضاع السياسية والأمنية في أكثر من دولة عربية، وأنها آخذة في التصاعد نحو الأسوأ.
وقال كاتب المقال عبد الله الأيوبي "إن الدولة المضيفة الأردن باتت الآن في فوهة مدافع الجماعات الإرهابية وأصبحت في بؤرة التهديدات القادمة عبر مختلف حدودها الجغرافية وخاصة ناحية سوريا والعراق ".
وتساءل الكاتب هل ينجح القادة في وضع بداية النهاية للانهيار العربي؟.
وأكدت صحيفة القدس الفلسطينية على أن خطابات الزعماء العرب في قمة الأردن بحاجة لقراءة عميقة تحاول استجلاء ما خلف سطورها لأنها توضّح مشاغل هؤلاء الزعماء السياسية وعلاقتها بالجغرافيا والأوضاع الاقتصادية والقوى النافذة داخل بلدانهم والتهديدات التي يستشعرونها أو المطامح التي يرغبون في الحصول عليها.
وأضافت في مقالها المخصص "رأي القدس" أن الكلمات تلعب دورها فإن للحضور المبكر والصمت والارتباك والغياب والخروج من الجلسات أدوارها هي أيضا وهي لا تقل بلاغة أو ركاكة عن بعض الخطابات.
وبررت ذلك بأن عقد الاجتماع بحد ذاته هو نجاح للدولة التي تستطيع احتواء كل هذه التضاربات في المصالح والتناقض في السياسات والأهواء والخلافات، ومحاولات التقارب أو التدخّل وفرض أجندات فوق أخرى.
وأنهت مقالها بأن القمة كانت، باختصار، محاولة شبه موفّقة لإحياء البحر الميت.
فيما تساءل الكاتب أشرف العجرمي بمقال في صحيفة الأيام الفلسطينية بظل كل ما تقدم والضعف الذي يعتري العالم العربي ماذا ستكون رسالة العرب الى ترامب ورسالة القادة الى الشعوب، بعد انعقاد العربية وما هي الخطوات العملية التي سيقدم عليها الزعماء العرب لحل أزماتهم بعد ان قدم بعض العرب أوراق اعتماد للرئيس ترامب؟ وهل سيذهبون للعلاج ام للتكيف مع الوضع الراهن والقبول بحالة التدهور؟
وحذر الكاتب محمد بركات بمقال في صحيفة الأخبار المصرية من أن "العرب شعوبا ودولا ورؤساء وملوكا وأمراء هم الخاسر الأكبر والوحيد أيضا، إذا لم ينجح قادتهم في إذابة الجليد القائم بينهم، وتجاوز الخلافات التي فرقتهم، والتوصل إلي كلمة سواء توحد الصف وتحمي الأمن القومي العربي الذي أصبح ممزقا ومهترئاً".
"يجتمع الحكماء والأمل كل الأمل أن يعيدوا العرب الذين اختفوا عن الساحة سياسياً وعسكرياً واقتصادياً، الأمل أن يضعوا حلا لمعضلتين الأولى إنهاء هذا الإرهاب الملفع بثوب مزيف، والثانية وقف التدخلات الأجنبية في شؤوننا من الشرق والغرب، فلقد وصلنا إلى النضج السياسي، نأمل أن يحقق حكماء قمة عمان حلمنا، لننعم سويا من المحيط إلى الخليج" هذا ما كتبه سمير البرغوثي في صحيفة الوطن القطرية.
فيما انتقدت صحيفة الثورة السورية القمة العربية، وقال كاتب المقال ناصر منذر البيان الختامي للقمة بانه احتوى على "شعارات رنانة كغيره من البيانات السابقة للقمم العربية".
كما انتقد جامعة الدول العربية والتي أطلق عليها "جامعة الأعراب"، واتهمها بالمشاركة في سفك الدماء السوري عندما اتخذت بعض القرارات والتي تقف حائلا أمام مصلحة سوريا.
وأضاف الكاتب "إن الزعماء العرب انقلبوا على كل القيم العربية المشتركة وباتت الشروخات والانقسامات تهدد الدول العربية".
"الأنظمة العربية الرسمية لا تزال رهينة أجندات خارجية ولا تمثل بحالٍ من الأحوال الشارع العربي وتطلعاته"، هذا ما نشرته صحيفة الأيام السورية حول مؤتمر القمة العربية.
وأضافت أنه يصعب توقّع لحظة مفصلية مغيّرة أو تاريخية في قمة الأردن، والحديث عن بلورة رؤية مشتركة تضع بالحد الأدنى حلولاً تعالج أو تتابع الأزمات التي تهدد دول الجامعة العربية.
وأشارت كاتبة المقال فرات الشامي إلى أن قرارات القمة ستكون مبتورة وهمية حبيسة الأوراق وقاعات الإجتماعات وتحليلات الصحف.
كما انتقدت وكالة أنباء الثورة السورية رفع الأردن للعلم السوري في القمة العربية، مؤكدة على أن قرار الحكومة الأردنية يشبه الاعتذار الضمني عن عدم دعوة حكومة الأسد لحضور القمة العربية، كما أن وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية الدكتور محمد المومني قال إن رموز الدولة السورية موجودة وممثلة في القمة العربية وتحدث علنا لأول مرة عن المقعد والعلم السوريين باعتبارهما رمزا للدولة السورية.
العالم العربي يترصد التطبيق الفعلي لمخرجات القمة وما ورد ببيانها الختامي آملين حدوث تغير حقيقي في المنطقة على أن لا تبقى الأمور حبيسة الأوراق.