النجاح الإخباري - قال رئيس دولة فلسطين محمود عباس، إن على إسرائيل إذا أرادت أن تكون شريكاً للسلام في المنطقة، وتعيش بأمن وسلام إلى جانب جيرانها، أن تتخلى عن فكرة أن الأمن يأتي بمزيد من الاستحواذ على الأرض، وعليها أن تنهي احتلالها، وتتوقف عن حرمان شعبنا الفلسطيني من تحقيق حريته واستقلاله على أرضه، وعندها ستحظى إ باحترام الجيران، وسينعم شعبها بثمار السلام، وفق مبادرة السلام العربية.
وحذّر الرئيس، في كلمته بالقمة العربية الـ28 في البحر الميت بالأردن اليوم الأربعاء، من تحويل إسرائيل الصراع القائم، من صراع سياسي إلى صراع ديني، لما ينطوي على ذلك من مخاطر على المنطقة بأسرها.
وأكد سيادته على التعامل بإيجابية مع جميع المبادرات والجهود الدولية، التي تهدف إلى حل القضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن الحكومة الإسرائيلية منذ العام 2009، عملت على تقويض حل الدولتين بتسريع وتيرة الاستيطان ومصادرة الأراضي، إلى أن وصل الوضع عملياً إلى واقع دولة واحدة بنظامين (أبارتايد)، ومضت في مخططاتها للاستيلاء على القدس الشرقية، وتغيير هويتها وطابعها، وعدم احترام الوضع التاريخي القائم لمقدساتها الإسلامية والمسيحية، واستخدام الذرائع وسيلة لتبرير مواصلة احتلالها.
وقال سيادته: إننا نعمل على إنهاء الاحتلال، وتحقيق أهداف شعبنا في الحرية والاستقلال عبر الوسائل السياسية والدبلوماسية.
وشدد على أن تطبيق رؤية حل الدولتين على أساس حدود 1967، هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام. وقال إنه من غير المجدي لمصلحة السلام والعدالة، أن يتحدث البعض عن حلول مؤقتة للقضية الفلسطينية، أو محاولات دمجها في إطار إقليمي، وخاصة التلاعب بجوهر مبادرة السلام العربية، التي نريدها أن تطبق كما وردت في العام 2002 ودون تعديل.
وأكد سيادته على أهمية زيادة الموارد المالية لدعم القدس ومؤسساتها، وتعزيز صمود أهلها وثباتهم فيها، لا سيما وأنها تتعرض لحملة ممنهجة، تمس بوجودهم ومقدراتهم ومصادر عيشهم. وقال "إن القدس تدعونا جميعاً لنصرتها وزيارتها، تأكيداً على حقنا فيها".
وفي هذا الصدد، أشاد الرئيس بما تضطلع به المملكة الأردنية الهاشمية، في رعاية المقدسات، وما تقدمه الدول والصناديق العربية، ووكالة بيت مال القدس الذي ترعاه المملكة المغربية، كما أشاد بدور صندوقي القدس والأقصى، اللذين تديرهما لجنة خاصة، مقدّرا لها ولإدارة البنك الإسلامي للتنمية جهودهما، وأشاد بدور المملكة العربية السعودية في انشاء هذين الصندوقين، ومواصلة تقديم الدعم من خلالهما، وكذلك الدعم الذي تقدمه المملكة بشكل متواصل. كما تقدم بالشكر إلى الجزائر التي بادرت منذ أيام إلى تقديم حصتها لدعم الموازنة الفلسطينية كعادتها ودون تأخير.
وأعرب كذلك، عن تقديره للأشقاء في الدول العربية على جميع أشكال الدعم التي يقدمونها لأهلهم في فلسطين.
وقال الرئيس مخاطبا القادة والزعماء العرب: إننا نتطلع لدعمكم لجعل العام 2017، عاماً لوضع القضية الفلسطينية، على مسار يسرع في انتهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين، والعمل معاً لتحقيق المزيد من الاعتراف بها، وخاصة من الدول التي اعترفت بإسرائيل، وتؤمن بحل الدولتين، لأن اعترافها يساهم في حفظ وتنفيذ هذا الحل قبل فوات الأوان.
كما طلب دعم القادة العرب لمساندة الموقف الفلسطيني، حول ضرورة وقف أية احتفالات بريطانية، بذكرى صدور وعد بلفور قبل مائة عام، والاعتذار عن الخطأ التاريخي الذي ارتكبته بريطانيا بحق الشعب الفلسطيني، والاعتراف بدولة فلسطين.
ودعا الأشقاء والأصدقاء في إفريقيا إلى مواصلة دعمهم وتضامنهم مع قضية شعبنا في المحافل الدولية، وحث الدول العربية على تعزيز علاقاتها السياسية والاقتصادية مع دول الاتحاد الإفريقي، لما فيه خير ومصلحة أمتنا وشعوب تلك القارة الصديقة.
وفيما يلي كلمة الرئيس:
بسم الله الرحمن الرحيم
"ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيء لنا من أمرنا رشدا"
صدق الله العظيم
صاحب الجلالة الأخ الملك عبد الله الثاني بن الحسين،
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،
معالي الأخ أحمد أبو الغيط، أمين عام جامعة الدول العربية،
أصحاب المعالي والسعادة،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
يسعدني أن أتوجه بداية بالشكر الجزيل، والتقدير العميق، لأخي صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين، ملك المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة، على استضافة هذه القمة، وهو الذي ظلّ على الدوام سنداً وداعماً لفلسطين ولقضيتها العادلة ولشعبها في أحلك الظروف وأصعبها، وسنظل، يا صاحب الجلالة، نحفظ لكم في صميم قلوبنا مواقفكم المشرفة، والتي دأبتم والأردن الأبيّ وشعبه العربي الأصيل، على وقوفكم إلى جانب أهلكم في فلسطين.
ولا يفوتني أيضاً، أن أعبر عن بالغ الشكر المقرون بوافر التحية والتقدير لفخامة أخي الرئيس محمد ولد عبد العزيز، رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية على جهود موريتانيا خلال فترة رئاستها للقمة السابقة.
أخي صاحب الجلالة،
الأخوة القادة ورؤساء الوفود،
تعلمون بأن مستجدات عديدة قد حدثت منذ قمة نواكشوط، في منطقتنا وفي العالم، ومع ذلك فقد ظلت القضية الفلسطينية حاضرة رغم الأزمات التي تمر بها المنطقة؛ فهي القضية المركزية والقومية الأولى لأمتنا العربية، وذلك بفضل عدالتها، وصمود شعبها، وثباته على أرضه، وعملنا الدؤوب لحشد التضامن مع قضية شعبنا، وتعزيز مكانة فلسطين وتثبيتها في النظام الدولي، بدعم أخوي عربي أصيل وتضامن دولي صديق.
أخي رئيس القمة،
قبل قرابة ثلاثة أسابيع، أجرى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اتصالاً معنا، دعانا خلاله لزيارته في البيت الأبيض، لمواصلة الحديث حول سبل دفع عملية السلام في منطقتنا إلى الأمام، وقد تم الاتفاق أن تقوم الإدارة الأمريكية بالتحرك من أجل صنع السلام بيننا وبين الإسرائيليين، وقد رحبنا من جانبنا بذلك، على أساس حل الدولتين على حدود 1967، ووفق قرارات الشرعية الدولية، لتعيش الدولتان جنباً إلى جنب بأمن وحسن جوار.
وهنا نذكّر بأنه إذا أرادت إسرائيل أن تكون شريكاً للسلام في المنطقة، وتعيش بأمن وسلام إلى جانب جميع جيرانها، فعليها أن تتخلى عن فكرة أن الأمن يأتي بمزيد من الاستحواذ على الأرض، وعليها أن تنهي احتلالها، وتتوقف عن حرمان شعبنا الفلسطيني من تحقيق حريته واستقلاله على أرضه، وعندها ستحظى إسرائيل باحترام الجيران، وسينعم شعبها بثمار السلام، وفق مبادرة السلام العربية.
ومن جانبنا، فقد أظهرنا على الدوام، وفي جميع المراحل، مرونة عالية، وتعاملنا بإيجابية مع جميع المبادرات والجهود الدولية، التي تهدف لحل القضية الفلسطينية، إلا أن الحكومة الإسرائيلية منذ العام 2009، عملت على تقويض حل الدولتين بتسريع وتيرة الاستيطان ومصادرة الأراضي، إلى أن وصل الوضع على الأرض، عملياً لواقع دولة واحدة بنظامين (الأبارتايد)، ومضت في مخططاتها للاستيلاء على القدس الشرقية، وتغيير هويتها وطابعها، وعدم احترام الوضع التاريخي القائم لمقدساتها الإسلامية والمسيحية، واستخدام الذرائع وسيلة لتبرير مواصلة احتلالها، كطلبها مثلا الاعتراف بيهودية الدولة. فإلى متى سيستمر هذا الاحتلال وهذه الانتهاكات لمقدساتنا؟
ونحن هنا على مشارف القدس الشريف، نحذر إسرائيل من تحويل الصراع القائم، من صراع سياسي إلى صراع ديني، لما ينطوي على ذلك من مخاطر على المنطقة بأسرها.
وبالرغم من كل ذلك، فإننا نعمل على إنهاء الاحتلال، وتحقيق أهداف شعبنا في الحرية والاستقلال عبر الوسائل السياسية والدبلوماسية، وتطبيقاً لهذا المبدأ، ذهبنا إلى الأمم المتحدة، وأصبحت دولة فلسطين حقيقة واقعة في النظام الدولي، تعترف بها 138 دولة، ويرفرف علمها على مقار الأمم المتحدة، وإننا نتطلع اليوم لدعمكم الأخوي لنيل فلسطين عضويتها الكاملة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وتنفيذ قرار مجلس الأمن 2334، ومخرجات مؤتمر باريس الدولي، معبّرين عن شكرنا للدول والمنظمات التي شاركت فيه، آملين مواصلة جهودهم التضامنية والنبيلة لنصرة للحق والعدل.
أخي رئيس القمة، الإخوة القادة ورؤساء الوفود،
أما على الصعيد الوطني، فنحن نواصل العمل لتعزيز بناء مؤسساتنا الوطنية، على أساس سيادة القانون، والنهوض بالاقتصاد الفلسطيني، والدفع باتجاه تحقيق ما يعزز صمود شعبنا على أرضه، متمنين عليكم استمرار دعمكم الأخوي الكريم في هذا المجال.
وهنا لا بد من التأكيد على أهمية زيادة الموارد المالية لدعم القدس ومؤسساتها، وتعزيز صمود أهلها وثباتهم فيها، لاسيما وأنها تتعرض لحملة ممنهجة، تمسّ بوجودهم ومقدراتهم ومصادر عيشهم. إن القدس تدعونا جميعاً لنصرتها وزيارتها، تأكيداً على حقنا فيها.
وفي هذا الصدد، فإننا نشيد بما تضطلع به المملكة الأردنية الهاشمية، لرعاية المقدسات، وما تقدمه الدول والصناديق العربية، ووكالة بيت مال القدس الذي ترعاه المملكة المغربية الشقيقة، كما نشيد بدور صندوقي القدس والأقصى، اللذين تديرهما لجنة خاصة، نقدّر لها ولإدارة البنك الإسلامي للتنمية جهودهما، ونود أن نشيد بدور المملكة العربية السعودية في انشاء هذين الصندوقين، ومواصلة تقديم الدعم من خلالهما، وكذلك الدعم الذي تقدمه المملكة مشكورةً بشكل متواصل والذي كان آخره منذ أيام. كما ونتقدم بالشكر للجزائر الشقيقة التي بادرت منذ أيام إلى تقديم حصتها لدعم الموازنة الفلسطينية كعادتها ودون تأخير، وفق قرارات قمة نواكشوط.
إننا نقدر لأشقائنا في الدول العربية جميع أشكال الدعم التي يقدّمونها لأهلهم في فلسطين.
ومن جهة أخرى، فإننا نعمل على توحيد أرضنا وشعبنا، وتحقيق المصالحة الوطنية التي ترعاها مصر، بمواقفها التاريخية الداعمة للقضية الفلسطينية، وفق قرارات القمم العربية المتعاقبة، والتي نريدها أن تستمر وصولاً لتشكيل حكومة وحدة وطنية، تلتزم ببرامج منظمة التحرير الفلسطينية وإجراء الانتخابات العامة بأسرع وقت ممكن، وذلك بناءً على ما تم الاتفاق عليه في المحادثات الهامة التي تقودها دولة قطر. وفي هذا السياق، فإننا نقوم بواجباتنا تجاه أهلنا في قطاع غزة، ونعمل لأجل إعادة إعمار ما دمره الاحتلال، ورفع الحصار الإسرائيلي عنه، شاكرين كل من ساهم في دعم هذه الجهود، والتي نأمل أن تتواصل.
ومن جانب آخر، فقد حدّدنا منتصف أيار/ مايو القادم لإجراء الانتخابات المحلية في فلسطين.
ونأمل أن نصل للمصالحة حتى نجري انتخابات رئاسية وتشريعية للحفاظ على النهج الديمقراطي منذ قيام السلطة الوطنية.
أخي رئيس القمة، الإخوة القادة ورؤساء الوفود،
إن الوضع على الأرض في فلسطين لا يخفى على أحد، وإن تطبيق رؤية حل الدولتين على أساس حدود 1967، هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام.
وهنا نجدد القول، بأنه من غير المجدي لمصلحة السلام والعدالة، أن يتحدث البعض عن حلول مؤقتة للقضية الفلسطينية، أو محاولات دمجها في إطار إقليمي، وبخاصة التلاعب بجوهر مبادرة السلام العربية، التي نريدها أن تطبق كما وردت في العام 2002 ودون أي تعديل.
وأود أن أعبر عن دعمنا لكل جهد إقليمي ودولي يبذل لمكافحة الإرهاب، بكل أشكاله ومصادره كافة، لما يمثله من خطر على الأمن والسلم في منطقتنا والعالم.
سيدي الرئيس،
إننا نتطلع لدعمكم لجعل هذا العام 2017، عاماً لوضع القضية الفلسطينية، على مسار يسرّع في انتهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين، والعمل معاً لتحقيق المزيد من الاعتراف بها، وبخاصة من الدول التي اعترفت بإسرائيل، وتؤمن بحل الدولتين، لأن اعترافها بنا يساهم في حفظ وتنفيذ هذا الحل قبل فوات الأوان؛
كما، وندعو من على هذا المنبر العربي، أشقاءنا وأصدقاءنا في إفريقيا، لمواصلة دعمهم وتضامنهم النبيل مع قضية شعبنا في المحافل الدولية، داعين الدول العربية لتعزيز علاقاتها السياسية والاقتصادية مع دول الاتحاد الإفريقي، لما فيه خير ومصلحة أمتنا وشعوب تلك القارة الصديقة.
وفي موضوع آخر، فإننا بحاجة لدعمكم لمساندة الموقف الفلسطيني، حول ضرورة وقف أية احتفالات بريطانية، بذكرى صدور وعد بلفور قبل مائة عام، ونطالب بريطانيا بدل القيام بهذه الاحتفالات بالاعتذار لشعبنا عن الخطأ التاريخي الذي ارتكبته بحق الشعب الفلسطيني، والاعتراف بدولة فلسطين.
أخي جلالة الملك، رئيس القمة،
الأخوة القادة، ورؤساء الوفود،
أشكركم جميعا على حسن استماعكم، راجياً لكم جميعاً موفور الصحة والسعادة، ولشعوبكم ودولكم الشقيقة دوام الرخاء والتقدم والازدهار؛ وأقدم شكري الجزيل لإخوتي القادة على دعمهم المتواصل لشعبنا الفلسطيني وقضيته العادلة، وأدعوهم لاعتماد مشاريع القرارات الهامة الخاصة بالقضية الفلسطينية، كما نعرب عن شكرنا وتثميننا لجهود الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، ممثلة بمعالي الأخ الأمين العام ومساعديه وطواقمها، راجياً للجميع الصحة والسعادة والتوفيق.
والسلام عليكم،