انطلق، اليوم الأربعاء، في مركز الملك الحسين بن طلال للمؤتمرات، اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في دورتها الـ28 التي تعقد في منطقة البحر الميت بالأردن.
وتميزت القمة العربية في هذه الدورة، بمشاركة معظم زعماء وقادة الدول العربية، وكذلك بحضور وفود دول أجنبية، من روسيا وأمريكا وفرنسا والأمم المتحدة.
وافتتحت الجلسة بكلمة للرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز الذي ترأست بلاده القمة السابقة وسلمها إلى المملكة الأردنية الهاشمية.
وبعد تسلمه لرئاسة القمة ألقى الملك الأردني عبد الله الثاني كلمة، تلاه الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط.
واكد الملك في كلمته، ان المملكة الاردنية الهاشمية هي الأقرب لفلسطين لافتاً ان دماء شهدائنا في الاراضي الفلسطينية لا زالت ندية، فيما اكد ان الاردن سيتصدى لأية محاولة لتغيير الواقع القائم بالقدس و منع أي تقسيم مكاني وزماني للمسجد الأقصى.
وقال الملك عبدالله الثاني ان من واجبنا أن نعمل معاً على تحصينهم دينيا وفكريا، فالإرهاب يهددنا نحن العرب والمسلمين أكثر مما يهدد غيرنا، وان إسرائيل تستمر في توسيع الاستيطان وفي العمل على تقويض فرص تحقيق السلام، ولا سلام ولا استقرار في المنطقة دون حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، القضية المركزية في الشرق الأوسط، من خلال حل الدولتين، وان الأردن هو الأقرب لفلسطين. فدماء شهدائنا ما زالت ندية على ثرى فلسطين ونحن على تماس يومي ومباشر مع معاناةالشعب الفلسطيني وأهلنا في القدس.
واكد العاهل الاردني أن الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس مسؤولية تاريخية يتشرف الأردن بحملها نيابة عن الأمتيـن العربية والإسلامية، مؤكدا ان المملكة ستواصل التصدي لأي محاولة لتغيير الوضع القائم والوقوف بوجه محاولات التقسيم الزماني أو المكاني للمسجد الأقصى الحرم القدسي الشريف.
ابو الغيط ..
من جانبه قال الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، إن هناك قوى خارجية توظف المذهبية والطائفية لتقسيم الدول العربية، مؤكداً على أن مهمة الجامعة هي توحيد مواقف الدول العربية.
وأضاف أبو الغيط، في كلمته، اليوم الأربعاء، خلال افتتاح أعمال القمة العربية الـ28 في منطقة البحر الميت في الأردن، أن إسرائيل ترغب في البناء الاستيطاني، موضحاً أن النزاعات أدت إلى أوضاع مأساوية.
وقال أبو الغيط إنه وعد القادة العرب بأن يسعى إلى محاولات للم شمل الدول الأعضاء، مشيراً إلى أنه "رغم ما تعاني منه أمتنا العربية…فالجامعة يمكن أن تكون الجسر بيينا جميعا على جميع الأصعدة".
وبالنسبة للقضية الفلسطينية الإسرائيلية، قال أبو الغيط إن القضية الفلسطينية حظيت باهتمام الجامعة البالغ، وأن الإدارة الأمريكية الجديدة تتحدث عن رغبتها في دفع عملية التفاوض في الشرق الأوسط، منوهًا أنه يجب على العرب التصدي لأوضاع اللاجئين ونجدة المضارين من الحروب، وتكثيف العون وتقديم المساعدة للمناطق التي تشهد الأزمات.
الملك السعودي ..
وفي كلمته شدد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، على مركزية القضية الفلسطينية بالنسبة للأمة العربية، بالرغم من الأحداث التي تمر بها المنطقة العربية مؤخرا.
ودعا الى ضرورة إيجاد حل سياسي لإنهاء الأزمة السورية والحفاظ على الوحدة السورية، في ظل تعرض الشعب السوري للقتل.
كما أكد على أهمية تشكيل حل سياسي للحفاظ على وحدة اليمن واستقراره، وتقديم المساعدات الإنسانية لليمن.
كما دعا الملك سلمان للعمل المشترك لتكريس الاستقرار ونبذ العنف والتطرف والإرهاب، مشيرا لمنع التدخلات الخارجية في شؤون الأمة، كونها تنتهك سيادة الدول العربية.
غوتيريس
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، اليوم الأربعاء، إن المسلمين هم أول ضحايا الإرهاب، وأكد أن حل الدولتين هو الخيار الوحيد لتحقيق السلام في الشرق الأوسط.
وذكر غويتريس في كلمة، في افتتاح أعمال القمة العربية، إن "المسلمين هم أول ضحايا الإرهاب، وبعض القيادات الشعبوية في العالم تحاول ربط الأعمال الإرهابية بالإسلام".
وقال "أشعر بالألم عندما أرى بعض الدول المتقدمة تغلق حدودها أمام اللاجئين".
ورأى غوتيريس أن "حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وعلينا إيقاف كل المساعي التي تقف في وجه هذا الخيار".
موغيريني
من جانبها، أكدت فيديريكا موغيريني، الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي، في كلمتها التي استهلتها باللغة العربية، التزام الاتحاد الأوروبي بالتعاون مع الدول العربية من أجل التوصل إلى حل للقضية الفلسطينة.
وقالت موغيريني إن الحل السياسي هو المخرج الوحيد من الأزمة السورية.
فكي
إلى ذلك أكد رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فكي، في كلمته أن دول الاتحاد الأفريقي تقف إلى جانب الدول العربية في السعي إلى التوصل لحل للقضية الفلسطينية، قائلا: "إن الدفاع المستميت على الأقصى الشريف يحتل الصدارة في أولوياتنا".
ولد عبد العزيز...
من جانب اخر،استعرض الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، رئيس القمة العربية السابقة في دورتها الـ27، جهود بلاده في تنفيذ ومتابعة القرارات العربية الصادرة عن قمة نواكشوط ومنها إدانة الاستيطان للأراضي الفلسطينية المحتلة حين صادق مجلس الأمن الدولي على قرار 2334، كما عكست نتائج القمة العربية الافريقية الرابعة عمق متانة العلاقات بين افريقيا والعالم العربي وتمسك الأفارقة بمواقفهم المبدئية والثابتة لدعم القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
وأشار إلى مؤتمر باريس للشرق الاوسط الذي اكد فيه المجتمعون على التمسك بحل الدولتين لتحقيق السلام في المنطقة، وطالب بعدم اتخاذ اي خطوات أحادية الجانب بخصوص القضايا الكبرى العالقة، ورحب بالقرار الأممي الرافض للاستيطان.
وأكد أن القمة العربية تنعقد في وقت نحتاج فيه إلى تجنيب منطقتنا العربية المزيد من التأزيم وتعزيز التفاهم والتعاون بين العرب وإسماع صوتهم والدفاع عن قضاياهم العادلة في المحافل الاقليمية والدولية.
وحذر الرئيس الموريتاني من أن العالم العربي يواجه تحديات ومخاطر وتهديدات وأوضاعا إنسانية بالغة التعقيد، وتنامي تيارات التطرف والعنف، داعيا إلى توحيد الجهود لمواجهتها.
وتتحول الجلسة العلنية، بعد الكلمات إلى جلسة مغلقة. ثم تختتم جلسات الجامعة العربية في الساعة السادسة مساء بتوقيت الأردن، بمؤتمر صحفي لأيمن الصفدي، وزير الخارجية وشؤون المغتربين بالمملكة الأردنية، وأحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية.
ويشارك في هذه القمة 18 من زعماء وقادة الدول العربية، وبحضور الأمين العام للأمم المتحدة، ومنسقة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي.
ووصل حتى الآن زعماء وقادة من السعودية والإمارات وقطر ومصر والعراق والسودان وتونس ولبنان واليمن والكويت وموريتانيا وجيبوتي وليبيا وفلسطين .
وتأتي القمة في وقت أدت فيه أزمات متفاقمة في المنطقة العربية إلى أوضاع مأساوية للملايين في عدد من الدول العربية، بعضهم نازح وبعضهم مشرد، وآخرون قرروا المخاطرة بالهجرة إلى أوروبا بحثا عن حياة أفضل.