هبة أبو غضيب - النجاح الإخباري - انشغلت الصحف العربية والفلسطينية في تغطياتها ومتابعاتها لمؤتمر القمة العربية المنعقد في الأردن، وتباينت الاراء بين صحف متفائلة وتأمل أن تكون القمة نقطة انطلاق ايجابية وأخرى متشائمة تشكك بقدرات القمة ومعالجة الأزمات.

حيث نشرت  صحيفة الدستور الأردنية، الإنجازات التي يمكن أن تحققها القمة العربية، وأهمها ترميم العلاقات العربية البينية وتأجيل أو جدولة الخلافات بين بعض العواصم التي أرهقتها صراعات الأجندات كمقدمة لإجراء مصالحات تاريخية بين كافة الدول العربية.

وإعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية كقضية عربية مركزية، لاسيما في هذه المرحلة التي تزدحم فيها أسواق العروض والمزايدات، وتتربع فيها إسرائيل كمنتصر يريد أن يفرض شروطه، وتحاول فيها واشنطن أن تدفع العرب للقبول بتسوية إقليمية ظالمة، ويجد الفلسطينيون أنفسهم عاجزين عن فعل أي شيء.

بالإضافة إلى ملف الحروب العربية في سوريا والعراق واليمن وليبيا، والتي تحتاج إلى مواقف ومراجعات عربية واضحة وحازمة، بموجبها لابد أن يصار إلى طرح مشروع عربي للسلام داخل إطار الملة الواحدة، وفتح حوارات مع الدول الكبرى في الإقليم (تركيا وإيران) ومع الدول الكبرى، ليكون الحل العربي هو المفتاح للدخول في تسويات نهائية لكافة الصراعات في المنطقة.

ونشرت صحيفة الأهرام المصرية في افتتاحيتها القمة بأنها قمة "في مفترق الطرق"، وأنها فرصة ربما تكون أخيرة لإنقاذ العمل العربي المشترك، والارتقاء بالتضامن العربي، وللوقوف أمام التدخلات الاقليمية والدولية، ومن القمة نحتاج تضافر الجهود للتصدي لهذه الظواهر، وايجاد حلول لقضايا الحرب في سوريا وليبا واليمن.

وفي مقال اخر للصحيفة قالت إن القمة قد تكون غير قادرة على النجاح في تجاوز المأزق العربي الراهن.

فيما شككت صحيفة العرب اللندنية ببلورة رؤية حد أدنى لمعالجة أو متابعة الأزمات المهددة للدول ووقف نزيف الفوضى التدميرية في لعبة الأمم الإقليمية والدولية التي تدور في الديار العربية وعلى حساب المواقع العربية والإنسان العربي.

وناقضت نفسها بعد ذلك قائلة أن القمة من الممكن أن تكون نقطة انطلاق إيجابية إذا ساد فيها الشعور بالمسؤولية، عن مصائب الشعوب العربية.

فيما أشارت صحيفة القدس الفلسطينية في افتتاحيتها إلى أن الكرة الآن في ملعب الإدارة الأمريكية الجديدة لتقرر خطوتها التالية إذا كانت معنية بإطلاق عملية السلام بعد إن أكد الجانب الفلسطيني العربي استعداده للتعاون مع الإدارة في التقدم نحو سلام عادل ودائم وشامل.

وأضافت أن الاجتماع التحضيري للقمة تمخّض عن بيان ختامي سيتضمن 17 بندا تتطرّق لأبرز القضايا العربية، وخصوصا القضية الفلسطينية والحرب على الإرهاب والملف السوري.

وفي هذه القضايا المتأججة الكبرى خاضت بعض الأطراف المعنيّة جولات حامية من محاولات جذب القمّة إلى اتجاهات حادّة، وكان لأمين عام الجامعة العربية ووزير خارجية مصر السابق أحمد أبو الغيط، ولسلفه عمرو موسى محاولات قويّة في هذا الإطار عبر فرض أجندة محور مصر والإمارات.

تمثل ذلك على جبهات الصراع الثلاث الدائرة، وأولها جبهة إعادة تأهيل النظام السوري (والأولى القول، مكافأته على عدوانه المستمر على شعبه للسنوات الست الماضية، وتفريطه بسيادتها لإيران وروسيا)، ثم جبهة «الانفتاح على إيران» والحوار معها، وأخيراً إجراء تعديلات على المبادرة العربية لحل النزاع العربي الإسرائيلي تمهد للتحالف مع إسرائيل على حساب الفلسطينيين.

وقالت صحيفة الحياة إن لقاءات ثنائية عدة يجري الترتيب لها منذ الآن لتحقيق مصالحات وتفاهمات عربية - عربية.

وبعدما لاحظ أن وجود إدارة أميركية جديدة دفع بملف القضية الفلسطينية إلى الواجهة مجدداً، والقمة ستؤكد ضرورة التعامل مع المبادرة العربية للسلام كوحدة واحدة من دون تجزئتها أو إعادة ترتيب أولوياتها، بالإضافة إلى عدم منح إسرائيل مكافآت على أدوار لم تقم بها أصلاً. وتفادي دخول المبادرة العربية إلى دهاليز الإدارة الأميركية الجديدة، بما يدفع إسرائيل إلى الاستمرار في تعطيلها.

ونشرت صحيفة البيان الإماراتية أن انعقاد القمم العربية هو في حد ذاته إنجاز ينبغي الحفاظ عليه، ولكن لن تسفر إلا عن بيان إنشائي، يكرر ما صدر عن القمم السابقة، ويحيل إلى القرارات القديمة التي تسعى لإرضاء كل الأطراف، واعتبرت أن هذا الحل أفضل من عالم عربي تتمزق فيه الصلات بين العواصم العربية على مستوى القمة.

فيما قالت صحيفة الرأي الأردنية إن لا يملك أحد عصا سحرية لحلّ مشاكل مزمنة محسوسة وغير ملموسة، ولكن التأكيد العربي على حضور القمة وما سبقها من جهود لتقريب وجهات النظر وفتح قنوات الحوار العقلاني، يمكنه التأسيس لمرحلة قادمة.

فيما اعتزت صحيفة الرياض السعودية بدور مملكتها في القمة، ونشرت أن المملكة بكل ثقلها العربي والإسلامي والدولي تقود السفينة العربية للخروج من العواصف العاتية التي ضربتها إلى بر الأمان.

وأضافت أن القمة ستشهد مناقشة عدة قضايا وفي مقدمتها الوضع الفلسطيني واليمن وليبيا، والأزمة السورية بكل مدخلاتها إضافة إلى مكافحة الإرهاب كبند رئيس في جدول أعمال القمة.

وتأمل الصحيفة أن تخرج القمة بقرارات تكون الحجر الأساس في بداية عهد عربي جديد من التعاون والتكامل ونبذ الخلافات والانشقاقات باتجاه عمل عربي مشترك فاعل يعود بالخير على الأمة العربية.

ليست الصحف العربية فقط من تنتظر قرارات مؤتمر القمة بل العالم أجمع ينتظر أيضا القرارات التي ستخرج بها القمة وتغير وتعالج ليصل العالم إلى حالة من السلام الدائم.