بدأ وزراء الخارجية العرب صباح اليوم الاثنين اجتماعهم التحضيري للقاء القمة، الذي سيعقده القادة العرب بعد غدٍ الأربعاء، في اجتماعهم الدوري العادي الثامن والعشرين لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة.
ومن المنتظر أن يُصيغ اجتماع وزراء الخارجية اليوم مسودة القرارات التي ستصدر عن القادة العرب، والتي ستعلن تحت عنوان «إعلان عمان»، الذي سيتضمن إشارات لمختلف الملفات العربية والإقليمية.
وكشفت مصادر دبلوماسية رفيعة لصحيفة "الدستور" الأردنية، عن أن البيان الختامي للقمة سيصدر تحت عنوان «إعلان عمان» وسيتضمن 17 بندا تشمل كافة الملفات والقضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية والملف السوري والحرب على الإرهاب.
وبحسب تسريبات من تلك المصادر، فإن «إعلان عمان» سينص على مطالبة المجتمع الدولي الالتزام بالشريعة الدولية فيما يتعلق بوضع مدينة القدس، واعتبار نقل سفارة أي بلد إليها هو بمثابة تعد على القوانين والقرارات الأممية، مثلما هو اعتداء على حقوق الشعب الفلسطيني.
وأشارت المصادر إلى أن الإعلان سيتضمن النص التالي: «يدعو القادة العرب جميع الدول للالتزام بقراري مجلس الأمن 476 و478 لعام 1980، ومبادئ القانون الدولي، التي تعتبر القانون الإسرائيلي بضم القدس، لاغٍيًا وباطلاً، وعدم إنشاء بعثات دبلوماسية فيها أو نقل السفارات إليها».
كما سيؤكد الإعلان "التزام العرب بمبادرة السلام العربية وضرورة الوصول الى حل سياسي للقضية الفلسطينية يفضي الى قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها شرقي القدس".
وسيعلن العرب في اعلانهم الختامي "رفضهم ترشح إسرائيل لعضوية مجلس الأمن في مقعد غير دائم لعامي 2019 -2020 باعتبارها قوة احتلال تعطل السلام، واتخاذ كافة التدابير اللازمة لحشد التأييد الدولي اللازم لإجهاض هذا الترشيح".
كما سيتضمن الاعلان دعم ومساندة الشرعية الدستورية ممثلة بالرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية اليمنية، ودعم الحل السلمي، ومطالبة المجتمع الدولي وكافة المنظمات الحقوقية لاتخاذ موقف سريع وصارم إزاء هذه الانتهاكات من قبل الانقلابيين، جماعة الحوثي. كما سيتضمن الاعلان ادانة لاستمرار التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية لعدد من الدول العربية ودعوتها للعمل وفق مبدأ حسن الجوار وسحب اية قوات عسكرية تابعة لها من اي بلد عربي تتواجد فيه ودعوة المجتمع الدولي ممثلا بمجلس الأمن للضغط عليها من أجل وقف انشطتها المعادية.
كما سيتضمن الاعلان دعم القادة العرب للاتفاق السياسي الليبي الموقع في الصخيرات المغربية في 2015، وحكومة الوفاق الوطني باعتبارها الحكومة الشرعية الوحيدة في ليبيا، ورفض التدخل الخارجي أيا كان نوعه ما لم يكن بناء على طلب من حكومة الوفاق الوطني وبالتنسيق معها.
وحسب الصحيفة، فسيؤكد الاعلان على أن الحل الوحيد للأزمة السورية يتمثل في الحل السياسي، كما سيتضمن الإعلان التزام عربي بدعم الدول المستضيفة للاجئين السوريين.
وسيتضمن البيان قرارا تحت عنوان «صيانة الأمن القومي العربي ومكافحة الإرهاب» نظرًا للتطورات الأمنية غير المسبوقة التي تواجه المنطقة العربية وأهمية تعزيز العمل العربي الجماعي لصيانة الأمن القومي والدفاع عن استقلال الدول العربية وحماية سيادتها الوطنية، ومكافحة الإرهاب والعصابات الإجرامية.
ومن المنتظر ان يرحب اعلان عمان بتنظيم قمة عربية أوروبية دورية، حيث سيكلف القادة العرب الأردن وجامعة الدول العربية بإجراء المباحثات والتنسيق مع دول الاتحاد الاوروبي لهذه الغاية.
ويعرض الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط في اجتماع اليوم ثلاثة تقارير، حيث يتضمن التقرير الأول تدخلات الأطراف الإقليمية في الشؤون الداخلية للدول العربية، وصيانة الأمن الإقليمي ومكافحة الإرهاب، وأبرز تطورات عمل أُطر التعاون مع الأطراف الدولية الفاعلة.
أما التقرير الثاني، فسيتناول تطورات التعاون الاقتصادي والاجتماعي التنموي العربي المشترك، بما يشمله ذلك من مخاطبة الجهود الرامية لإقامة منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى، وكذلك إنشاء الاتحاد الجمركي العربي، وتحقيق الأمن الغذائي العربي، والتعاون في مجالات الأمن المائي والبيئة، والطرق والمواصلات، والتكنولوجيا.
فيما يتناول التقرير الثالث «موضوع إخلاء المنطقة العربية من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل، ويشمل أيضاً عرض أبعاد التقرير الذي أعدته لجنة الحكماء التي سبق وأن شكلها الأمين العام بهدف طرح مقترحات حول كيفية إعطاء دفعة للجهود العربية في مجال نزع السلاح".
وسيبدأ القادة العرب بالوصول إلى عمان اعتبارًا من صباح يوم غدٍ الثلاثاء.