النجاح الإخباري - تتناثر هنا وهناك أطلال المسجد العمري الكبير، أقدم مساجد مدينة غزة وأكبرها، بعدما دمره قصف إسرائيلي متواصل على قطاع غزة للشهر الخامس، لتبقى شاهدة على حرب ليست الأولى على القطاع لكنها الأعنف والأشد تدميرا.
وعلى مقربة من المسجد الذي يمتد تاريخه لمئات السنين يقع قصر الباشا الأثري الذي يرجع تاريخ إنشائه للعصر المملوكي في القرن الثالث عشر الميلادي، وقد ناله هو الآخر نصيب كبير من التدمير في حرب لم يسلم منها البشر ولا الجحر.
وما زالت تتكشف يوما بعد آخر آثار الدمار الذي لحق بمباني غزة في قصف غير مسبوق من حيث كثافته وقوته وطول أمده منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول الماضي.
وقال طارق هنية، وهو من أهالي مدينة غزة "المسجد العمري كان يؤمه مئات بل الآلاف من الأهالي من مدن وقرى قطاع غزة، المسجد العمري تعرض لانتكاسة ثانية وهي الأكبر".
وأضاف "تعرض المسجد للتدمير الكامل من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي لم يألُ جهدا في تدمير المسجد العمري بل كل مساجد قطاع غزة. لم يبق حجرا على حجر في كل مساجد قطاع غزة".
ومضى قائلا "المسجد العمري ناله النصيب الأكبر من التدمير، حتى أنهم لم يبقوا مصحفا ولا ورقة ولا محرابا ولا سجودا ولا مصليا ولا أي نفس ولا أي روح في هذا المسجد، قتلوا الروح في هذا المسجد".
أما طارق الحتو وهو أيضا من أهالي مدينة غزة فتحدث عن قصر الباشا قائلا "قصر الباشا الذي كان يحتوى على مقتنيات أثرية من عهد الرسول. هذه المقتنيات كانت تثبت عروبتنا وتثبت هوية الشخص الفلسطيني. جيش الاحتلال عندما أتى إلى هذه المنطقة دمر كل هذه المقتنيات".
وأضاف "هذه المقتنيات الموجودة منذ عهد الرسول لم تعد موجودة. هذا أثر على نفسيتنا وخاصة بالنسبة لأهل المنطقة، وأنا كشخص من هذه المنطقة تأثرت نفسيا بتدمير القصر وكذلك المسجد العمري الكبير".