نابلس - النجاح الإخباري - تنتشر أفكار ومفاهيم خاطئة بين الطلاب ما بين أنهم ليسوا بحاجة إلى تدوين الملاحظات أثناء تلقي المحاضرات لأنها كلها موجودة في الكتاب، أو أنه يمكن تخطي الفصل الدراسي أو النص لأنه من الممكن الحصول على تسجيل لمشاهدته لاحقًا، أو أن الطالب غير مضطر لقراءة المنهج الدراسي، لأنه سيتم مراجعته في نهاية الفصل الدراسي وأخيرًا وليس بآخر أنه من الممكن التحضير للامتحان في اليوم السابق.
فبحسب ما نشره موقع Psychology Today، فإن جميع هذه المفاهيم تجعل التعلم صعبًا أو تؤدي للفشل في الحصول على درجات مناسبة في المقام الأول، والأهم من ذلك، ضعف التعلم على المدى الطويل.
وتقدم الأبحاث العلمية في مجالات الإدراك وعلم الأعصاب والتدريس والتعلم اقتراحات أساسية حول السلوكيات التي يجب على الطلاب ممارستها ولماذا، لأن هناك قيودا على أنظمة الأدمغة والذاكرة، التي ينبغي مساعدتها من خلال استراتيجيات بما يسهم في تحقيق أفضل نتائج في مجال التعلم على المديين القريب والبعيد.
الذاكرة طويلة المدى
يحتوي الدماغ على حوالي 128 مليار خلية عصبية يستخدمها الإنسان معًا في عمليات التعلم. يتطلب التعلم، وهو عبارة عن تغيير طويل المدى نسبيًا في المعرفة، إدخال مادة جديدة في الذاكرة طويلة المدى LTM، التي تتميز بسعة كبيرة ويمكنها تخزين المواد لفترات طويلة من الوقت، اعتمادًا على مدى جودة تعلم هذه المواد. ولكن قبل دخول المعلومات في LTM، فإنها تكمن في الذاكرة العاملة WM، والتي تتمتع بسعة محدودة للغاية ووقت تخزين قصير.
تشير أحدث الأبحاث إلى أن الذاكرة العاملة WM يمكنها فقط تذكر أربعة أجزاء من المعلومات وتعتمد على هياكل تسمى الحصين في المخ. وبناءً على ما يفعله المتعلم، يساعد الحُصين على تخزين الذكريات في LTM، والتي تتكون أساسًا من خمس إلى ست طبقات من الخلايا العصبية التي تغطي الجزء الأكبر من الدماغ مثل البطانية الإسفنجية. يتم تخزين ما يريد الإنسان تعلمه في هذه القشرة المخية. لكن يجب القيام ببعض الممارسات البسيطة من أجل انتقال المعلومات من الذاكرة العاملة إلى الذاكرة طويلة المدى.
1. الانتباه والتركيز
يعد الانتباه جزءاً أساسياً من التعلم. بسبب السعة المنخفضة للذاكرة العاملة، كلما قل الاهتمام الذي يوليه المرء في الفصل الدراسي، قل احتمال انتقال المواد من الذاكرة العاملة WM إلى طويلة المدى LTM. تختلف سعة WM أيضًا من شخص لآخر، وهو ما يفسر سبب قدرة بعض الطلاب على الاستماع إلى الموسيقى أثناء قيامهم باستذكار دروسهم بينما لا يستطيع الآخرون ذلك. إن عوامل التشتيت مثل الموسيقى والأفلام، أو حتى الأشخاص الذين يتحدثون من حولنا، تختزل من سعة الذاكرة العاملة WM.
2. تدوين الملاحظات
إن عملية تدوين الملاحظات تجعل المستمع يعمل بنشاط مع المواد التي يجب تعلمها. بافتراض أن المحاضر أو المدرس لا يتحدث بسرعة كبيرة ويوفر وقتًا للتفكير، فإن تدوين الملاحظات الجيدة يعد إستراتيجية تعليمية مهمة. تساعد الملاحظات على تنظيم المواد، وتوفير سجل لما يجب تعلمه، وتساعد الذاكرة العاملة في تقوية ما يجب تعلمه. من المهم أيضًا إلقاء نظرة على الملاحظات في نفس اليوم الذي يتم فيه نقلها لدعم انتقال المواد من الذاكرة العاملة إلى الذاكرة طويلة المدى.
3. ممارسة تذكر واسترجاع المعلومات
إن أفضل طريقة للدراسة على الأرجح هي إعادة التعلم المتتالية. تتضمن المكونات الرئيسية لهذه الطريقة اختبارا ذاتيا لما تم تعلمه بشكل متكرر مع تباعد عدد مرات الاختبار. إن مجرد رؤية ما إذا كان من الممكن تذكر معلومة ما يجعل الخلايا العصبية التي تمثل تلك المعرفة تشكل روابط أقوى مع الخلايا العصبية الأخرى. كلما كانت الاتصالات أقوى، زادت قوة الذاكرة، وأصبح من الأسهل على العقل تنظيم المعلومات في القشرة المخية الحديثة. تعد ممارسة استرجاع المعلومات من أفضل الطرق لمساعدة العقل على نقل المعلومات من WM إلى LTM. وكلما تدرب الطالب أكثر، بشكل خاص لمرات متكررة وعلى فترات متباعدة، كانت ذاكرته أفضل للمادة وكان التعلم أفضل.
تلافي أخطاء شائعة
يعتقد العديد من الطلاب أن مجرد إعادة قراءة الملاحظات وإبراز الكثير منها وعمل بطاقات تعليمية لحفظ المصطلحات الأساسية هي عادات دراسية جيدة، لكن يقول البحث العلمي خلاف ذلك إذ إن هذه الإستراتيجيات في الواقع لها فائدة منخفضة للغاية. ويوصي الخبراء بالمواظبة على حضور جميع الفصول الدراسية الموزعة على عدة أيام في الأسبوع وأن يكون التركيز والانتباه وتدوين الملاحظات الجيدة وممارسة عمليات التذكر واسترجاع المعلومات ذهنيا من التدريبات المهمة لبلوغ النجاح بتفوق والاستفادة بما تم تعلمه على المدى الطويل.