النجاح الإخباري - أعرب خبراء الصحة حول العالم عن قلقهم مع تزايد إبلاغهم عن قدرة متحور أوميكرون بي إيه 5، متحور فيروس كورونا الأكثر انتشاراً في الوقت الحالي في الولايات المتحدة وخارجها، على تكرار إصابة الأشخاص بالعدوى خلال أسابيع من إصابتهم السابقة بالفيروس، بحسب صحيفة The Independent البريطانية، 9 يوليو/تموز 2022.

إذ قال أندرو روبرتسون، كبير مسؤولي الصحة في غرب أستراليا، لموقع News.com.au إنه رغم الاعتقاد الشائع سابقاً بأن الأشخاص يكتسبون مستوى معيناً من الحماية ضد العدوى في حالة حصولهم على اللقاح، أو يكتسبون مناعة طبيعية عند تعرضهم للعدوى منذ فترة وجيزة، لم يعد هذا هو الوضع مع سلالة المتحور الجديد.

المتحوران أكثر قدرة على الانتقال

ووفقاً للصحيفة البريطانية، فإن المتحورين الجديدين  بي إيه 4 وبي إيه 5  أثبتا قدرتهما على إصابة الأفراد الذين كانت لديهم مناعة قوية ضد عدوى كوفيد-19 سابقاً، وهو ما دفع بعض الخبراء إلى اعتبار هذه السلالة الأخيرة هي الأكثر قدرة على الانتقال حتى الآن.

أوضحت التقديرات الفيدرالية الصادرة عن مركز السيطرة على الأمراض يوم الثلاثاء، 5 يوليو/تموز، أن متحور بي إيه 5 هو الأكثر انتشاراً في الوقت الحالي داخل الولايات المتحدة، وأنه المسؤول عن حوالي 54% من الحالات خلال الأسبوع المنتهي في 2 يوليو/تموز 2022.

اللقاحات لا تؤثر على المتحورين
والأسبوع الماضي، نشرت مجلة Science دراسة أكدت على الحقيقة المثيرة للقلق، وهي تكرار إصابة العديد من الأشخاص بالعدوى، وذكرت أن المتحورين الجديدين لديهما القدرة على تفادي الحماية التي اكتسبها الأشخاص من أي عدوى سابقة أو لقاحات.

في الدراسة، أوضح داني ألتمان، أستاذ المناعة، كيف تابعوا أفراداً حصلوا على ثلاث جرعات من اللقاح وآخرين تعرضوا لعدوى قوية خلال الموجات السابقة لمتحور أوميكرون.

وكتب ألتمان، في صحيفة The Guardian: "أتاح لنا ذلك التحقق مما إذا كان متحور أوميكرون يعزز المناعة ضد عدوى كوفيد بشكل طبيعي، كما يتمنى الجميع، لكن تبين أنه ليس كذلك".

وتابع دكتور ألتمان: "كانت استجابة معظم الأشخاص للأجسام المضادة لمتحور أوميكرون، حتى من تلقوا ثلاث جرعات من اللقاح، أقل 20 مرة من الاستجابة التي سُجلت ضد سلاسة ووهان الأولى، ما يعني أن عدوى أوميكرون لا تسهم في تعزيز المناعة ضد أي عدوى مستقبلية بمتحور أوميكرون".

كما يؤكد بحث دكتور ألتمان ما توصلت إليه العديد من الدراسات المنشورة خلال الأسابيع الأخيرة، وتحذر من قدرة المتحور الجديد على تفادي المناعة الطبيعية المكتسبة من العدوى السابقة ومن اللقاحات.

أكثر انتشاراً
وحسب دراسة بحثية أخرى منشورة في دورية Nature الصادرة عن جامعة كولومبيا، فإن المتحورين بي إيه 4 وبي إيه 5 أكثر مقاومة للأجسام المضادة في اللقاحات بمقدار 4 أضعاف من المتحور بي إيه 2، المتحور الأكثر انتشاراً في الولايات المتحدة خلال شهر أبريل/نيسان الماضي، وأنهما الآن أكثر انتشاراً من السلالة المسؤولة عن الموجة الشتوية الأخيرة من العدوى في أنحاء البلاد.

ورغم اعتقاد الخبراء أن هذين المتحورين سوف يتسببان في موجة جديدة من العدوى، فإنهم ذكروا أن اللقاحات ستظل تقدم مناعة جزئية ضدهما، كما ستوفر حماية من أنواع أخطر وأشد من العدوى.

إلى ذلك، نصحت إدارة الغذاء والدواء الأسبوع الماضي شركات تصنيع لقاحات كوفيد-19، لا سيما Pfizer وModerna، بتعديل اللقاحات الحالية كي تستهدف المتحورين بي إيه 4 وبي إيه 5 بشكل أكثر دقة، وتوقعوا إمكانية توفير تلك الجرعات في منتصف الخريف