وكالات - النجاح الإخباري - تخلى سكان باريس وزوارها الأحد الماضي عن سياراتهم وتركوها في المواقف واستخدموا وسائل تنقل أخرى لا تسبب التلوث للبيئة من دراجات هوائية وسكوترات وألواح ذات عجلات، وذلك ضمن النسخة الخامسة لحملة باريس دون سيارات.
وتنص الحملة التي تواصلت من الساعة 11 صباحا حتى السادسة مساء على عدم استخدام أية وسائل نقل تعتمد على المحركات، بما فيها السيارات الكهربائية، عدا وسائل النقل العام، بينما تم تحديد مخالفة بـ 135 يورو (148دولارا) لكل مخالف.
واستثنيت من الحملة سيارات الطوارئ بأنواعها من شرطة وإطفاء وإسعاف من القاعدة، وسمح لسيارات الأجرة والحافلات العامة بالعمل شرط تقليص سرعتها إلى 20 كيلومترا في الساعة.
تقول أرقام الصحة العامة في فرنسا إن تلوث الهواء يسبب 48 ألف حالة وفاة سنويا، وأصدرت جمعية "أيرباريف" المعنية بقياس جودة الهواء في باريس بياناتها لمستويات التلوث على مدار يوم الأحد، وتبين أن أعلى نسبة انخفاض في تلوث الهواء بلغت 45% في قلب باريس، إضافة إلى انخفاض عام في مستويات غاز ثاني أكسيد النيتروجين.
وتعتقد ليزونغ التي تعيش في باريس منذ 11 عاما أن المواصلات العامة في باريس متطورة جدا، وقالت إنه يمكن استخدام الحافلات والقطارات والدراجات أو المشي للوصول إلى مقاصدنا، وإن السيارات تلوث البيئة وليست عملية ولا حاجة حقيقية لها في باريس.
ودعت ليزونغ إلى تكرار الحملة بشكل منتظم وبموعد أسبوعي، مشددة على جدوى هذا الإجراء ونفعه للجميع، وقالت إنه يقلل من الضرر للبيئة والمناخ، مع بذل المزيد من المجهودات لتحقيق هذا الهدف.
أما بريتم سنغ الذي يعيش في باريس منذ سنة فيرى أن استخدام الدراجات متاح جدا بباريس، وأشار إلى أن الحكومة وعدت بمكافأة الموظفين الذين يأتون إلى العمل بدراجاتهم الهوائية، وأن تنفيذ كل تلك الخطط قد يحتاج وقتا.
أتاح تطبيق أوبنغو (OPnGO) الخاص بخدمة مواقف السيارات 21 ألف موقفا عند مداخل باريس بسعر 10 يورو على مدار ساعات الحظر، وشجع على استخدام الدراجات الهوائية داخل المدينة بتقديم أول 15 دقيقة مجانا، وذلك من أجل دعم المبادرة.
كما طرحت شركة مواقف السيارات بباريس والشركة المسؤولة عن تأجير الدراجات الهوائية خصومات على خدماتها.
وكانت بلدية باريس قد أنشأت 11 مسارا جديدا خاصا بالدراجات خلال الصيف الماضي، ورصدت زيادة في عدد راكبي الدراجات بلغ الضعف تقريبا في الأسبوع الأول من يوليو/تموز 2019 مقارنة بالعام الماضي.
فيما أعاقت رداءة الطقس السير الطبيعي للحملة وحالت دون مشي المترجلين، بينما أغلقت شرطة باريس عددا من خطوط المترو بشكل مفاجئ تحسبا لوقوع مظاهرات أو فوضى في اليوم الذي صادف يوم التراث في فرنسا، إضافة إلى احتجاجات السترات الصفراء.
كما أغلقت الشرطة العديد من المناطق في الشانزليزيه وكروكاديرو ليس أمام السيارات فحسب، بل أمام راكبي الدراجات والمشاة أيضا، مما تسبب في خلق أزمة مرورية أثارت انتقاد رئيسة بلدية باريس آن هيدالغو للقرار في تغريدة كتبتها على تويتر.
وفي المقابل كان السير على مشارف باريس ومداخلها شبه متوقف إلى حدود السادسة مساء، لتتمكن السيارات من دخول المدينة.
يذكر أن العديد من المدن حول العالم خصصت يوم الأحد الماضي ليكون خاليا من السيارات شاركت فيه إلى جانب باريس كل من بروكسل وبرلين ولندن وإندبرة.