النجاح الإخباري - اتضح لعلماء جامعة برينستون الأمريكية أن العمليات التكتونية يمكن أن تؤدي إلى تغير شامل في مناخ الأرض.
وتفيد مجلة Science التي نشرت نتائج هذه الدراسة، بأن اصطدام شبه القارة الهندية بقارة آسيا الذي وقع قبل 50 مليون سنة تسبب في انخفاض درجة حرارة الماء في البحار، ما أدى إلى تشبعها بالأكسجين، الذي أدى بدوره إلى تغير ظروف عيش الكائنات الحية فيها.
حلل الباحثون نظائر مكونات أصداف المنخربات (Foraminifera)، لتحديد تركيز النتروجين في المحيط خلال 70-30 مليون سنة مضت. وجمعت هذه الأصداف المتحجرة لكائنات أحادية الخلايا في مناطق شمال وجنوب المحيط الأطلسي وشمال المحيط الهادئ.
ويعتبر النيتروجين المكون الأساسي للمواد العضوية التي تشكل عملية التمثيل الغذائي للكائنات الحية، ولهذا العنصر الكيميائي نظيرين مستقرين N-15 و 14- N، تعكس نسبتهما في الترسبات مستوى الأكسجين في مياه البحر في تلك الفترة، لأن نقص الأكسجين يسبب فقدان النتروجين الثابت وخاصة تحرر 14- N.
تبين أنه بعد مضي 10 ملايين سنة على انقراض الديناصورات قبل 56 مليون سنة، كانت النسبة بين الكربون- 15 والكربون -14 عالية، ما يشير إلى نقص الأكسجين. ويمكن تفسير ذلك بارتفاع درجات الحرارة، لأن الأكسجين لا يذوب جيدا في الماء الدافئ. لكن قفزة في تركيز الأكسجين حدثت قبل 55 مليون سنة، مع بقاء المناخ دافئا، ما يشير إلى وجود سبب آخر.
في هذه الفترة تصطدم الهند بآسيا ليسفر ذلك في النهاية عن ضياع بحر تيثس، حيث كانت طبقة ماء داقئة ومالحة قد تشكلت قبل ذلك على امتداد الجرف البحري على عمق متوسط، وذلك لأن هذه المنطقة تتميز بمناخ شبه قاري حيث يفوق معدل التبخر كمية الأمطار، فساعدت هذه الظروف على نقص الأكسجين. وأدت العملية التكتونية إلى اختفاء الجرف وتشبع ماء البحر بالأكسجين.