النجاح الإخباري - أينما بحثنا في التعريفات والشروحات نجد أن المطر هو الماء النازل من السحاب، لكن هل يمكن أن تُمطر السماء شيئاً آخر غير الماء، الألماس ربما؟! في الحقيقة هذا ما كان يبحث العلماء عنه في الآونة الأخيرة، وقد تبدو فكرة "السماء تُمطر ألماساً" حقيقية جداً.
كيف يتشكّل المطر
يتبخَّر الماء بفعل حرارة الشمس المرتفعة وحركة الهواء، فيرتفع على شكل ذؤات غاز تتجه نحو السماء، وتجتمع بحالاتها المختلفة، سواء الغازية، أو السائلة أو الصلبة في طبقة التروبوسفير، مُكونةً السحب التي يمكن رؤيتها بالعين المجردة، ولها أحجام وأشكال مختلفة.
وحين تنتقل من مكان لآخر بفعل التيارات الهوائية، تفقد جزيئات الماء استقرارها وتسقط، ويُسمى سقوطها بالهطول المطري، وهكذا نحصل على المطر.
عندما تمطر ألماساً
لا تختلف عملية تشكل المطر الألماسي كثيراً عن عملية تشكل المطر المائي، فمثلما أن بخار الماء هو المادة الأولية في صناعة المطر المائي، فلا بد أن يكون الكربون المادة الأولية في صناعة المطر الألماسي، لكن من أين يأتي الكربون؟
تتميز عدة كواكب من كواكب المجموعة الشمسية، خاصةً زُحل والمشتري، بوجود غاز الميثان على سطحها، والذي يتحول بفعل العواصف الرعدية إلى الكربون.
يتساقط هذا الكربون ويزداد الضغط عليه، وحين يتجاوز تساقطه الألف ميل تقريباً يتحول إلى غرافيت، وهو الكربون المسطح الذي نستخدمه في صناعة أقلام الرصاص.
وعند عمق 6000 كم، تتصلب قطع الغرافيت وتتحول إلى ألماس صلب، وتواصل السقوط حتى 30 ألف كيلومتر، فيرتفع الضغط وتشتد الحرارة. وعلى الرغم من استحالة بقاء الألماس صلباً في هذه الظروف، فإن العلماء لا يزالون غير متأكدين من التبدلات التي تحدث بعد ذلك، هذا ما صرَّح به "كيفن بينز"، العالم المسؤول عن مجموعة الباحثين في الأمر.
كوكب 55 Cancri e كوكب الألماس
يقع هذا الكوكب خارج المجموعة الشمسية، حيث يدور قريباً جِداً من نجمة "55 كانكري-أي"، الذي يقع في كوكبة السرطان. تُقارب كتلة الكوكب 8.63 مرة كتلة الأرض، ويبلغ قطره حوالي ضعف قطر الأرض، وجرى تصنيفه تحت مُسمى "الأرض الهائلة".
يُعد أول كوكب اكتشف من هذا النوع بعد اكتشافه في عام 2004، ويدور الكوكب حول نفسه مرة كل 18 ساعة، ويحتاج لأقل من يوم أرضي واحد ليكمل دورة حول نجمه. يبعد عنا زهاء 40 سنة ضوئية.
ويتكون هذا الكوكب في الأساس من الحديد، والكربون (المُشكل على هيئة غرافيت وألماس)، وبعض السيليكون والماء.
وتُشير دراسات العلماء إلى أن باطنه كله يتكون من الألماس، وتقدر قيمة الكوكب بـ 26.9 نونيليون دولار (26.9 أمامها 30 صفراً).
ماذا عن باقي الكواكب؟
تعمل الدراسات حالياً في جامعة "ستانفورد" على تجربة لمحاكاة الظروف على الكواكب ذات الغازات الجليدية مثل "أورانوس" و"نبتون"؛ حيث لاحظ العلماء عقب هذه التجربة ظاهرة المطر الألماسي، الذي يتشكل في ظروف الضغط العالي، عندما يعمل تفاعل عنصري الهيدروجين والكربون على توليد ذرات الألماس. ويبدو بذلك أن كميات ضخمة من الألماس ربما ملايين القيراطات، تغرق فعلياً في محيط كوكب "أورانوس".