النجاح الإخباري - مع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة للشهر الخامس على التوالي وعدم تحقيق الاحتلال لأي من أهدافه المعلنة، تزداد التساؤلات عن مصير هذه الحرب ومآلاتها، وسط تحذيرات خبراء من غرق إسرائيل في رمال غزة، وتحولها إلى مستنقع للجيش الإسرائيلي على غرار ما حدث في لبنان في فترة الثمانيتات والتسعينات.
وقال مايكل ميلشتاين، الرئيس السابق للشؤون الفلسطينية في المخابرات العسكرية الإسرائيلية: "المشكلة ليست فقط أن الحكومة (الإسرائيلية) لم تفكر بطريقة عميقة بشأن اليوم التالي، ولكن حقيقة أنه كان هناك الكثير من الأوهام بشأن اليوم التالي".
وأضاف: "إنها أوهام وليست استراتيجية واقعية... وهذا هو ثمن هذا الوهم».
ودخل قطاع غزة في حالة مجاعة لا سيما في مناطق الشمال، هذا فيما تحاول بعض الدول إلقاء مساعدات عبر الانزال الجوي وخاصة بعد تعثر وصول المساعدات عبر المعابر.
وفي ظل عدم وجود لقوات فلسطينية تحافظ على الأمن، انتشرت حالة من الفوضى وسط يأس بين المواطنين الذين يتدافعون على شاحنات المساعدات.
وفي 5 فبراير/شباط، كانت قافلة شاحنات تابعة للأمم المتحدة تحمل مواد غذائية إلى الشمال تنتظر بالقرب من نقطة تفتيش إسرائيلية في منطقة دير البلح الساحلية عندما تعرضت لنيران البحرية الإسرائيلية، وفقًا لمسؤولين في الأمم المتحدة.
وبعد ذلك، علقت الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية تسليم المواد الغذائية إلى الشمال.
وقال جيش الاحتلال إنه كان يستهدف “البنية التحتية الإرهابية لحماس” وقال إنه يحقق في حادث شاحنة المساعدات.
وحاول برنامج الأغذية العالمي، وهو إحدى وكالتي الأمم المتحدة الرئيسيتين المسؤولتين عن توزيع الغذاء في القطاع، استئناف توصيل المواد الغذائية إلى الشمال في 18 فبراير/شباط. وفي ذلك اليوم، تعرضت شاحناته لهجوم من قبل حشود يائسة بعد وقت قصير من عبورها حاجزًا عسكريا إسرائيليًا، وبعد دخلوها شمال قطاع غزة. واجهت إطلاق نار من جيش الاحتلال، وعلقت وكالة الغذاء مرة أخرى بعثاتها إلى الشمال.
وتحتاج الأمم المتحدة والجماعات الإنسانية إلى إذن من جيش الاحتلال للسفر شمالا، لكن الجيش لا يرافق تلك القوافل. ورفض الجيش، الذي يتيح الوصول إلى الشمال من خلال نقطتي تفتيش، السماح لأكثر من نصف البعثات الإنسانية المخطط لها هناك حتى الآن هذا العام لأسباب أمنية، وفقا للأمم المتحدة.