النجاح الإخباري - في ظل الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، يثير الانتباه صوت معارض للأيديولوجية الصهيونية ينبع من داخل الجالية اليهودية نفسها، ومتبنيه يرفضون الفكرة الصهيونية بمبدأها وأسسها، ويرفضون المشاركة في دعم أو تعزيز "إسرائيل" كدولة قومية يهودية.
وتنظم هذه المجموعات المناهضة للصهيونية العديد من التظاهرات والنشاطات المناوئة للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وأوضح ناشط في مجموعة Jewish Voice for Peace لـ"النجاح" أن جماعتهم نظمت وقفة احتجاجية شملت آلاف المتظاهرين اليهود في نيويورك للمطالبة بوقف الحرب على قطاع غزة.
وتضم المجموعات اليهودية المناوئة للصهيونية أفرادًا من الخلفيات الثقافية والدينية المختلفة، فيمكن أن يكونوا يهودًا دينيين متشددين أو علمانيين أو يهوداً من النازيين، ولكن يجمعهم الرفض المشترك للصهيونية كمشروع سياسي. وهم يعتبرون الصهيونية مفهومًا قوميًا يهوديًا يتنافى مع قيم العدالة والمساواة الاجتماعية والأخلاق الإنسانية.
أين يتواجدون وما وأسس معتقداتهم؟
يمكن العثور على اليهود المناهضين للصهيونية في جميع أنحاء العالم، من الولايات المتحدة إلى أوروبا والشرق الأوسط. وتشارك هذه الجماعات في العديد من الأنشطة السياسية والثقافية والاجتماعية، مع التركيز على الدفاع عن حقوق الفلسطينيين والتصدي للانتهاكات التي يتعرضون لها، وقد نظموا العديد من النشاطات المناوئة للحرب على قطاع غزة في العديد من الدول والعواصم.
الأسباب والمبادئ:
العدالة الاجتماعية والمساواة: يرون الصهيونية نوعا من العنصرية والتمييز القائم على الدين، ويؤمنون بضرورة تحقيق المساواة بين جميع السكان في المنطقة، بغض النظر عن دينهم أو عرقهم.
التضامن مع الشعب الفلسطيني: يعتبرون الصهيونية عاملاً رئيسيًا في استمرار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وبالتالي يدعمون حق الفلسطينيين في الحرية والكرامة وإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
التأصيل الديني: يشير بعض اليهود المناهضين للصهيونية إلى القيم والتعاليم الدينية اليهودية كمبرر لرفضهم للصهيونية، مؤكدين على أن الصهيونية تتناقض مع قيم الديانة اليهودية.
ما الذي يحفز اليهود على رفض الصهيونية؟
اليهود المناهضون للصهيونية يرفضونها لعدة أسباب، منها:
الظلم التاريخي: يعتبرون قيام الدولة الإسرائيلية على حساب الفلسطينيين وطردهم من أراضيهم كظلم تاريخي.
التمييز الديني: يرون في الصهيونية تحولًا عنصريًا يميز بين اليهود وغيرهم، مما يتعارض مع التعاليم الدينية اليهودية التي تدعو إلى المساواة والعدالة.
المعاناة الفلسطينية: يشعرون بالمسؤولية الأخلاقية تجاه معاناة الفلسطينيين ويرون ضرورة الوقوف إلى جانبهم في مواجهة الظلم والاحتلال.
ناطوري كارتا.. رمز للمعارضة الدينية
تعتبر الحركة اليهودية الدينية المعروفة باسم "ناطوري كارتا" واحدة من الجماعات المعارضة للصهيونية، حيث ترفض بشدة فكرة إنشاء دولة إسرائيل قبل قدوم المسيح المنتظر. يتواجد أتباع هذه الحركة بشكل رئيسي في القدس ونيويورك، وتعتبر الصهيونية تدخلاً في الخطة الإلهية وانحرافًا عن مسار العدالة والسلام الإلهي.
أنتويرب... ملاذ للمعارضة اليهودية
وفي مدينة أنتويرب ببلجيكا، يعيش جزء من الجالية اليهودية الذين يتجنبون تبني الفكر الصهيوني. ويمثلون فئة متمسكة بتقاليد دينهم، ويعبرون عن مواقفهم المعارضة للصهيونية من خلال الحوار والمشاركة الاجتماعية، مؤكدين على ضرورة الاحترام المتبادل وحقوق الإنسان في إطار العدالة والسلام.
Jewish Voice for Peace النشاط السياسي والاجتماعي:
تُعتبر أكبر جماعة يهودية معارضة للصهيونية في الولايات المتحدة والتي تأسست في سبتمبر عام 1966. تسعى هذه المنظمة لنشر الوعي بالقضايا الفلسطينية ودعم حقوق الفلسطينيين في التقدم نحو العدالة والسلام. وتحديدًا، شهدت الأحداث الأخيرة في فلسطين، خاصةً الاعتداءات على غزة، تحركًا واسعًا من قبل هذه المنظمات، بما في ذلك الاحتجاجات التي نظمها الآلاف من اليهود في نيويورك للمطالبة بوقف العنف. في هذا السياق، وفي ظل الحرب الإسرائيلية على غزة، قال جاي سايبر، ناشط في Jewish Voice for Peace، في لقاء حصري للنجاح إنهم نظموا وقفة احتجاجية من آلاف المتظاهرين اليهود في نيويورك في أكبر محطات القطارات في العالم، محطة جراند سنترال، للمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة. وقد أكد سايبر أن هذا النشاط يعكس تزايد الغضب والاستنكار داخل الجالية اليهودية بشأن العنف والاستمرار في الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين، مع التأكيد على الحاجة الملحة لوقف العمليات العسكرية والعودة إلى المفاوضات وسبل تحقيق السلام والعدالة لكافة الأطراف المعنية.
الأثر والاستجابة: مواجهات بين الصهاينة والمعارضين
تلعب هذه الجماعات دورًا هامًا في توجيه الضوء على قضايا العدالة في فلسطين ودعم الجهود الدولية لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق حل سلمي للنزاع. ومع ذلك، فإنهم يواجهون معارضة شديدة من الصهاينة، الذين يرفضون تمثيلهم لليهودية ويصفونهم بأنهم "خونة" أو "منافقون". بالإضافة إلى ذلك، فإن الصهاينة يعتبرون اليهود المناهضين للصهيونية تهديدًا لقضاياهم ويبذلون جهودًا لتجاهلهم وإخفاء آرائهم عن وسائل الإعلام.