النجاح الإخباري - رغم استمرار اللقاءات بين المستويات العسكرية والاستخباراتيّة الأميركية والإسرائيليّة حول الملفّ النووي الإيراني، إلا أن هناك "فجوة واسعة" بين تقديراتها، بحسب ما صرّح مسؤولون أميركيّون وإسرائيليّون وأوروبيّون في تقرير لصحيفة "يديعوت أحرونوت".
ويشير المسؤولون إلى عدد من الأمور التي تشير إلى "عمق الفجوة" بين إسرائيل والولايات المتحدة، بالإضافة إلى تأخر اتصال الرئيس الأميركي، جو بايدن، برئيس حكومة الاحتلال الإسرائيليّة، بنيامين نتنياهو، مثل تسريب خبر الاعتداءات الإسرائيلية على السفن الإيرانيّة المبحرة إلى سورية. وذكر مراسل الشؤون الاستخباراتيّة في الصحيفة، رونين برغمان، أنّ هناك "جهات في إسرائيل كانت جاهزة خلال نهاية الأسبوع الأخير للرهان بمبلغ غير قليل أن الأميركيين هم من سرّب لـ’وول ستريت جورنال’ الخبر".
وذكر دبلوماسي إسرائيلي مطّلع على تفاصيل ما يجري في العلاقات الإسرائيليّة الأميركيّة، بتعبير "يديعوت أحرونوت": ليس فقط أنّ بايدن "جفّف" نتنياهو ولم يتّصل في محادثة عمل لفترة طويلة. وليس فقط أن بايدن عيّن في المناصب المفتاحيّة للعلاقات الخارجيّة والأمن القومي جملة من الأشخاص الذين أداروا المفاوضات حول الاتفاق النووي عام 2015... وليس فقط أن الأموال الإيرانيّة تحرّر من تجميد العقوبات لها في أماكن مختلفة حول العالم، على نطاق واسع؛ وليس فقط أن الولايات المتحدة تعلن مرارًا أنها تنوي العودة إلى الاتفاق النووي، أي أنها تضع نفسها في موقع أدنى في المفاوضات، وكأنها تركض في اتجاه الإيرانيين؛ وليست فقط أنها ترفض في المقابل إجراء نقاشات جديّة مع إسرائيل حول صورة الوضع الاستخباراتي حول البرنامج النووي الإيراني.... هي تفعل كل ذلك مع بعضه البعض.
واستندت الصحيفة في تقريرها إلى مقابلات مع مسؤولين "تظهر، استنادًا إلى المعلومات ذاتها، كيف تستطيع الدولتان الوصول إلى استنتاجات مختلفة كليًا"، بتعبيرها.
فبينما يقول ضابط "رفيع جدًا" في شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان" إنه "أحيانًا يُمكن أن تُجنّ حقًا. يشبه أن تذهب إلى النافذة وفي الخارج نهار والشمس حارقة، وإلى جوارك نظيرك الأميركي الذي يقول ’لا. إنه الليل الآن’".
في المقابل، قال عنصر استخبارات أميركي رفيع سابقًا للصحيفة "أحيانًا أنا أعتقد أن الإسرائيليين واثقون أن الأميركيين ساذجون إن لم يكونوا حمقى. كيف يحدث أنه في كل مرّة خلال العقدين الأخيرين نلتقي فيها مع عناصر من أجهزة الاستخبارات الإسرائيليّة يقولون لنا ’العام المقبل سيكون حاسمًا’؟" وتابع "بمكن طبعًا فهم الإسرائيليّين – إيران قريبة إليهم أكثر، وتهدّدهم أكثر، لكن مع مصطلحات مثل محرقة وخطر وجودي، غير مدعّمة دائمًا بالحقائق، من الصعب جدًا إدارة إستراتيجيّة والوصول إلى نتائج نهتمّ جميعًا بها".
خلافات في التقديرات لا في المعلومات... باستثناء مجال واحد
وبحسب التقرير، فإنّ في مركز الخلافات بين البلدين توجد فجوة حقائق "صغيرة جدًا، إن وُجدت"، حول إلى أي مدى خرقت إيران التزاماتها من ناحية كميّات اليورانيوم المخصّب عندها، وكم من الوقت ستحتاج لتحويلها إلى مخصّب بمستويات عسكريّة عندما تتاح لها الفرصة، وفي أيّ وضع وصلت أجهزة الطرد المركزي المتطّورة عندها والصواريخ، وأي نوع من المساعدات ووسائل القتال تمرّر إيران إلى "منظمات إرهابيّة" في الشرق الأوسط. "النقاش هو حول ماذا نفع بهذه المعلومات، وما هو الحدّ الأدنى من وسائل الأمن التي يجب على الاتفاق النووي الجديد أن يحويها لضمان عدم حصول إيران على قنبلة".
خلافات بعد الانسحاب من الاتفاق النووي
وخلافا للانطباع أن الخلافات الإسرائيلية - الأميركية هي حول ما جرى في السابق، قبل الاتفاق النووي، إلا أن الجديد الآن هو حول الإجراءات التي أعلنت عنها إيران بعد انسحاب الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، من الاتفاق النووي عام 2018.
وبحسب الصحيفة، فإنّ مصنعين إيرانيين بدأ بإنتاج أجهزة الطرد المركزي، التي رُكّبت في البداية فوق الأرض، قبل أن تنقلها إيران إلى ما تحت الأرض بعد تفجير الموساد لمفاعل نطنز عام 2020. ومعظم هذه الأجهزة من طراز IR1 القديم، لكنّ أجهزة متطوّرة أكثر تنتُج وتُركّب بالمئات.