النجاح الإخباري - دعا محللون في الصحف الإسرائيلية إلى عدم المبالغة في فوائد اتفاق التحالف وتطبيع العلاقات بين دولة الاحتلال والإمارات، وأشاروا إلى أنها ربما تكون "أحلام مبالغ فيها" .
وتظهر وسائل الإعلام الإسرائيلية صورة يتبين منها أن الإماراتيين متحمسون للتحالف وتطبيع العلاقات مع دولة الاحتلال، أكثر من حماسة الإسرائيليين لاتفاق كهذا. وكتب مراسل "يديعوت أحرونوت" الذي تم إيفاده إلى أبو ظبي، أن "الإماراتيين يسعون للتوضيح أن نواياهم بالسلام حقيقية"، ونقل عن موظف رسمي في أبو ظبي قوله إنه "لن نكون مثل مصر، التي تحافظ على سلام بارد مع "إسرائيل"، ولن نكون مثل الأردن، التي تبنت موقف أبو مازن (الرئيس الفلسطيني محمود عباس) بالقول ’لا’ لهذه الخطوة وهي نادمة الآن".
وسعى محللون إسرائيليون إلى خفض مستوى التوقعات من الاتفاق مع الإمارات. وزعم المحلل السياسي في "يديعوت أحرونوت"، ناحوم برنياع، أنه "يحظر أن ننسى الفوارق. "إسرائيل" أقيمت بعمل صعب من جانب مواطنيها، بشجاعة في ميدان القتال وبسخاء الشعب اليهودي. وقد تبنت قواعد اللعبة الديمقارطية قبل ولادتها. وليس النفط بناها ولا عمال أجانب. ولا يمكنها تبني النموذج الإماراتي – مليون شخص محلي أثرياء وإلى جانبهم ثمانية ملايين عامل أجنبي بلا حقوق – ونظام غير ديمقراطي".
ودعا برنياع الإسرائيليين أيضا إلى أن "ينزلوا إلى الأرض الأحلام حول مئات ملايين الدولارات التي ستُضخ إلى هنا مباشرة من دبي. فالاستثمارات الأجنبية هي مسألة حساسة. ويتم التدقيق في أي استثمار في البنية التحتية من خلال التبعات الأمنية".
وأضاف برنياع أن "التطبيع مع الإمارات أشبه بوجبة دسمة في مطعم جيد: الأفضل أن تتناولها ببطء وإخراج المحفظة في الوقت الصحيح. لا توجد جلابيات مجانية".
وأشارت المراسلة السياسية لصحيفة "هآرتس"، نوعا لانداو، إلى أن الإسرائيليين تعاملوا مع الاتفاق مع الإمارات بعدم اكتراث ولا مبالاة، رغم أن جميعهم أيدوه. لكنها أضافت أن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، "كعادته، يستغل هذه الفرصة من أجل مناكفة اليسار والادعاء أنه حطم الادعاء الأساسي لمعسكر السلام في "إسرائيل" بأن السلام مع العالم العربي مقرون بتقديم تنازلات للفلسطينيين. والتنازل عن الضم يضع مصاعب أمام ادعاءه".
وأضافت لانداو "حقيقة أن الحديث عن سلام لم تسبقه أي حرب، مع دولة لا حدود مباشرة لها مع "إسرائيل"، وفيما كان معروفا لمعظم الجمهور أنه توجد معها علاقات متشعبة طوال سنين كثيرة في مجالات متنوعة، وإن بالسر، كل هذا يقلل أيضا من الهالة التي يسعى أركان الاتفاق إلى تصويرها".
وتابعت أن "هذا سلام لم يشعر معظم الإسرائيليين أبدا بغيابه، وبعدها جاء مجانا. كذلك، ورغم جميع المحاولات لإضفاء صورة للإمارات بأنها وجهة سياحية، إلا مركز الاهتمام بها هو لدى القطاع التجاري، وليس لجميع البشر".
وخلصت لانداو إلى أنه "يوجد سبب آخر للدعم غير المكترث من جانب الجمهور الإسرائيلي بهذا السلام. "فبعد أكثر من 70 عاما من قيامها، "إسرائيل" لم تعد دولة تواجه خطرا وجوديا، والتحسب القومي – الجماعي من الإبادة استبدل بتخوفات طبيعية تماما ومن تهديدات شخصية وعائلية" في إشارة إلى فساد نتنياهو وسعيه للبقاء في الحكم من أجل الهروب من المحاكمة.