النجاح الإخباري - أكد كل من سفيردولة الإحتلال السابق لدى الاتحاد الأوروبي، عوديد عيران، وسفير دولة الإحتلال السابق لدى ألمانيا، شمعون شتاين، أنه ليس بمقدور الاتحاد الأوروبي أن يلحق بدولة الاحتلال ضررا ملموسا، يجعلها تتراجع عن مخطط الضم.
وأعد عيران وشتاين تقريرا خاصا، جاء تحت عنوان "نوايا الضم في يهودا والسامرة تُبعد "إسرائيل" عن أوروبا"، يستعرض فيه تاريخ العلاقات بين دولة الإحتلال الإسرائيلي والاتحاد الأوروبي في العقود الأخيرة الماضية.
وتوقع الدبلوماسيان الإسرائيليان أن "ضما إسرائيليا، كبيرا أو صغيرا، لمناطق في الضفة، ستتبعه موجة ردود فعل سلبية في أوروبا، ستعمق القطيعة بين "اسرائيل" و الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي".
لكنهما اعتبرا أن "تحولات داخلية في أوروبا، التي تقوض التكتل السياسي للاتحاد، ستضع مصاعب أمامه بفرض عقوبات شديدة على "إسرائيل" بسبب قرارات حكومتها بشأن الضم، لكن لا شك في أن انتقادات شديدة ضد نوايا الضم هي الروح السائدة في معظم الدول الأوروبية".
ولفت التقرير إلى أن "تعامل الاتحاد مع قضية الصراع توجهه مبادئ كونية، بينها سلطة القانون وبضمن ذلك القانون الدولي، حقوق الإنسان وحقوق الاقليات. وهذا التوجه لم يتغير طوال عشرات السنين وتركز على دفع حل الدولتين للشعبين، من خلال مفاوضات بين الجانبين" بالاستناد إلى حدود العام 1967، إلى جانب معارضة الاستيطان والتأكيد على عدم شرعيته.
وأشار التقرير إلى أن الاتحاد الأوروبي أوقف الحوار السياسي مع دولة الاحتلال قبل عشر سنوات، على خلفية الجمود الحاصل في العملية السياسية الإسرائيلية – الفلسطينية واستمرار توسيع المستوطنات، "ولن يُستأنف في حال اتخاذ قرار الضم".
كما اعتبر الدبلوماسيان أن رد فعل الممثل الأعلى للعلاقات الخارجية والأمن في الاتحاد، جوزيب بوريل، كان "ليّنا" وأن تصريحه بأن الضم لن يمر بهدوء، قوبل باستهزاء إسرائيلي.
ورجح التقرير أن حكومة الإحتلال مصرة على "فرض سيطرتها، ولو على منطقة مقلصة نسبيا. وفي هذه المرحلة، يبدو أن الجهد الألماني لمنع "إسرائيل" عن تصعيد التوتر بينها وبين الاتحاد الأوروبي لم يثمر".
وتوقع أنه "حتى لو قرر الاتحاد الأوروبي كله أو دول معدودة من أعضائه فرض عقوبات على "إسرائيل"، فإنها ستتعلق بالنشاط الاقتصادي الإسرائيلي شرقي حدود 1967 بهدف تقليص الضرر الاقتصادي الذي سيلحق بأوروبا نفسها"، وبضمن ذلك مشاركة "إسرائيل" في برنامج "هورايزن" العلمي ".
وأوصى التقرير بتأجيل الضم، حتى لو كان رمزيا فقط، في الستة أشهر المقبل خصوصا، التي ستتولى ألمانيا خلالها الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، ولكونها ستكون عضوا في مجلس الأمن الدولي، حتى نهاية العام الحالي.
و خلص التهديد إلى احتمال فوز المرشح الديمقراطي، جو بايدن، برئاسة الولايات المتحدة، وفي هذه الحالة سيسعى الاتحاد الأوروبي إلى استئناف الحوار العابر للأطلسي بما يتعلق بمجموعة من المواضيع وبينها الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، الأمر الذي "يستوجب تطرقا إسرائيليا للعامل الأوروبي، عدا حسابات الأضرار. ويُرجح أن حوارا أميركيا/ديمقراطيا – أوروبيا سينتقد ويندد بخطة ترامب، حتى لو لم يتم تجاهلها، وربما يدرسان خطوات ضد ضم أحادي الجانب إذا تمسكت "إسرائيل" بعزمها على فرضه بروح صفقة القرن".