النجاح الإخباري - لا تزال الامور ضبابية فيما يتعلق بالمشهد السياسي في دولة الاحتلال، بعد يومين من انتخابات الكنيست.
وما زال المأزق السياسي، بتعادل معسكري اليمين – الحريديين والوسط – يسار وتفوق طفيف للأخير، دون حصد أحدهما أغلبية واضحة، على حاله.
كما أن طلب زعيم حزب الليكود ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، إلى رئيس كتلة "كاحول لافان"، بيني غانتس، بتشكيل حكومة وحدة، قوبل برفض الأخير ويط شكوك واسعة حيال جدية ونوايا نتنياهو.
واشارت النتائج النهائية للانتخابات، صباح اليوم الجمعة، أن قوة معسكر اليمين – الحريديين، الذي شكل كتلة واحدة، هي 55 مقعدا في الكنيست، بينما قوة الوسط – يسار 44 مقعدا.
يضاف إلى ذلك 13 مقعدا للقائمة المشتركة، التي لا تشارك في لعبة تشكيل الحكومة، وحزب "يسرائيل بيتنا" برئاسة أفيغدور ليبرمان، الذي ينأى بنفسه عن المعسكرين ويدعو إلى حكومة وحدة "علمانية" من دون الحريديين.
ليبرمان: لا اتفاق مع غانتس
نفى رئيس حزب "يسرائيل بيتنا، أفيغدور ليبرمان، اليوم الجمعة، صحة ما نشر في وسائل الإعلام أمس، حول التوصل إلى تفاهم مع "كاحول لافان" حول انضمام حزبه إلى أي حكومة سيتم تشكيلها برئاسة بيني غانتس.
وكتب ليبرمان على حسابه الرسمي بموقع "فيسبوك"، إنه لم يتحدث بعد مع زعيم الليكود بنيامين نتنياهو ولا مع غانتس، مشدد على أن لا مشكلة لديه إذا اضطر إلى عدم المشاركة بالحكومة، والانضمام إلى المعارضة.
وأكد أنه لا ينوي التحدث مع أي منهما قبل التئام كتلته البرلمانية، بعد غد، الأحد.
خريف "إسرائيل" يدخل مبكراً .. 4 سيناريوهات في عقدة تشكيل حكومة
محاكمة نتنياهو تقترب
هذا وتتجه الانظار في دولة الاحتلال إلى السلطة القضائية كي تحل المأزق الحاصل.
حيث كتب محلل الشؤون الحزبية في صحيفة "هآرتس"، يوسي فيرطر، أن "ساعة نتنياهو تدق مع اقتراب جلسة الاستجواب في مكتب المستشار القضائي للحكومة، والتي بعدها ستكون بانتظاره، بالتأكيد، لوائح اتهام".
وأضاف فيرطر أن نتنياهو "يستل الآن الأرنب الأخير والوحيد الذي تبقى في جعبته، وهي لعبة الاتهامات القديمة والجيدة، من أجل الوصول، ربما، إلى جولة انتخابات ثالثة مدعومة بتأييد شعبي ما.
وهذا وهم مطلق فهو رئيس حكومة مشتبه بمخالفات جنائية ويرفض إخلاء كرسيه والتفرغ لشؤونه، كما أنه ليس مرشحا شرعيا".
ووصف فيرطر أقوال نتنياهو بعد رفض غانتس لدعوته بأنه فوجئ وخاب أمله، بأنها "فرفرة الموت".
وأضاف أنه لا يوجد مخرج لهذا المأزق غير المسبوق، "ربما فقط صفقة ادعاء لنتنياهو، تسمح له باعتزال محترم، قياسا بوضعه، من دون عقوبة السجن، يمكن أن تشق طريق للنجاة. وخيار آخر هو تغيير نتنياهو في رئاسة الليكود. وهذه عملية صعبة ومعقدة ومليئة بالعقبات. وثمة شك إذا كان المدى الزمني يسمح بذلك".
نتنياهو أنهى دوره التاريخي
وبدا المحلل السياسي في صحيفة "معاريف"، بن كسبيت، حاسما حيال مصير نتنياهو.
وقال:" لقد انتهى عهده وقد قضى على نفسه بيديه، كان لديه كل شيء، وسيكتشف قريبا أن لا شيء لديه، الفائز تحول إلى خاسر، وناشطو الليكود أداروا ظهرهم له، فقد بقيت أعداد كبير منهم في البيت أو ذهبوا إلى شاطئ البحر (أي لم يصوتوا)، وقال الجمهور له ’حتى هنا، الذي اعتبر كمن يجلب الحكم، تحول إلى من يبعد الحكم.
وتابع كسبيت أن "بنيامين نتنياهو أنهى دوره التاريخي، وهذه حقيقة، لن يتمكن من تشكيل حكومة ولن يتمكن من الفوز في معركة انتخابية أخرى، في آذار/مارس 2020".
وحسب كسبيت، فإنه لا توجد أغلبية داخل الليكود تؤيد حل الكنيست مرة أخرى، لكن إذا نجح في حل الكنيست، "فإن الدولة التي تجمدت لسنة ونصف السنة ستفرغ غضبها عليه، وهو سيفكك الليكود إلى أشلاء، تماما مثل فعل في العام 2006. وسيدرك الليكود ذلك قريبا.
المشهد السياسي يزداد تعقيداً
أكدت النتائج شبه النهائية لانتخابات الكنيست، اليوم الجمعة، عن اللجنة الانتخابية المأزق السياسي في إسرائيل، مع عدم نجاح أي من الحزبين المتصدرين في تشكيل ائتلاف.
وحصل تحالف "أزرق أبيض" الوسطي بزعامة بيني غانتس على 33 مقعدا، مقابل 31 لحزب "الليكود" اليميني بزعامة رئيس الوزراء المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو، بحسب اللجنة الانتخابية التي أوضحت أن النتائج النهائية ستعلن الأربعاء.
وما زال يتعين فرز الأصوات في 14 مركزا انتخابيا وردت إفادات عن حصول تجاوزات فيها، وفق ما ذكرت اللجنة في بيان.
وحلت "القائمة العربية المشتركة" في المرتبة الثالثة بحصولها على 13 مقعدا، متقدمة على حزب شاس الديني المتشدد (9 مقاعد).