وكالات - النجاح الإخباري - كشفت وسائل إعلام عبرية، اليوم الأحد، أن رئيس هيئة أركان حرب الاحتلال الإسرائيلي آفيف كوخافي، تحدث خلال اجتماعاته عن الضربات الفتاكة التي يطالب الاحتلال بتنفيذها، وعن الحاجة إلى انتصار وتسجيل انجازات عسكرية وليس التأثير على الوعي فقط.
وقال المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرنوت " العبري يوسي يهوسواع، أنه في مقابل ما يسعى إليه كوخافي إلا أن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يتبع "سياسة الهدوء حتى الانتخابات" والتي ستُجرى الأسبوع المُقبل، فيما لم يستعرض كوخافي حتى الآن نجاحات بكل ما يتعلق بقطاع غزة ، بل على العكس هو مستعد للتوجه إلى تهدئة طويلة الأمد مع حركة حماس ، ولكن مثلما اتضح منذ مارس/آذار 2018 وانطلاق مسيرات العودة، كان بإعادة الردع فقط.
وينظر المحللون العسكريون في الإعلام الإسرائيلي، إلى خطورة الخطوة التي أقدمت عليها الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، وهي استخدام الطائرات الصغيرة المُسيرة "الدرونات"، من أجل تنفيذ عمليات ضد أهداف قوات الاحتلال، والتي كانت آخرها أمس، عندما استهدفت "درون" جيب عسكرية إسرائيلية بالقرب من السياج الفاصل شرق القطاع. ولم يتمكن المحللون من وضع حل للدرونات، سوى بالعودة إلى فكرة قوات الاحتلال الإسرائيلية الممجوجة: الردع.
وأكد يهوشواع، أن حكومة الاحتلال وضعت ردا للقذائف الصاروخية التي تطلقها الفصائل، بواسطة منظومة "القبة الحديدية". كذلك وضعت إسرائيل ردا على الأنفاق الهجومية، من خلال بناء جدار تحت سطح الأرض، بتكلفة 3 مليارات شيكل. "والآن تنتقل حماس إلى عالم الدرونات، التي تتجاوز الجدار الجديد الجاري بناؤه، وستشكل تهديدا كبيرا على قوات الاحتلال الإسرائيلي في هذا الحيز وعلى بلدات غلاف غزة. ورغم أن الاحتلال الإسرائيلي يعمل على وضع حل للدرونات أيضا، لكننا أدركنا، أمس، أن هذا ليس حلا كاملا. والحل الحقيقي لهذا التحدي، مثلما باقي التهديدات، هو إعادة الردع الإسرائيلي وتغيير سياسة الاحتواء".
ورجح المحلل العسكري في موقع "يسرائيل هيوم"، يوءاف ليمور، أن "تتواصل المقاومة في الأيام القريبة وتلزم حكومة الاحتلال بمواجهة المعضلات المعروفة بشأن ممارسة القوة" ضد الفصائل في القطاع، معتبرا أن "السبب المركزي لأحداث نهاية الأسبوع الماضي هي الانتخابات القريبة في دولة الاحتلال، والشعور في غزة هو أن حكومة الاحتلال تمتنع عن الدخول في مواجهة عسكرية في التوقيت الحالي، ما يجعلها قابلة أكثر للضغوط. وقد داست التنظيمات المقاومة، عشية الانتخابات الماضية، في نيسان/أبريل، على دواسة العمليات، ويبدو أن هذا ما يحصل الآن أيضا". وفق قوله
وتابع ليمور أنه "في نيسان/أبريل ردت دولة الاحتلال في نهاية الأمر بقوة نسبية وجعلت هدأت الخواطر، لكن في المرحلة الحالية اختارت ردا معتدلا. وثمة ثلاثة أسباب مركزية لذلك: العمليات لم تسبب ضررا أو خسائر؛ الوضع في الشمال؛ والسبب الثالث هو أن حماس ليست معنية بمواجهة". وفقً لما أورده موقع "عربي21"
واعتبر أن "تبادل الضربات هذا يجري على نار هادئة حاليا، ولكنها قد تخرج عن السيطرة بسهولة. والتحدي أمام دولة الاحتلال وحماس الامتناع عن ذلك، في الأيام المقبلة حتى الانتخابات، وبعد ذلك خلال فترة الأعياد (اليهودية). وهذا يعني أنه سيتم الحفاظ على حالة تأهب مرتفعة في الجنوب أيضا (كما في الشمال مقابل حزب الله وإيران في سورية)، خاصة في المجال الجوي، من أجل اعتراض قذائف صاروخية وإحباط درونات أخرى".
وحسب ليمور، فإن حكومة الاحتلال تحمل حركة الجهاد الإسلامي مسؤولية إطلاق الدرون، أمس. وأضاف أن "الحديث يدور عن تحدٍ يتوقع أن يتصاعد في الفترة القريبة".
لفت المحلل العسكري في صحيفة "معاريف"، طال ليف رام، إلى أن الدرون الذي أطلقت أمس واستهدفت مركبة عسكرية للاحتلال، بإلقاء عبوة ناسفة عليها، هو الهجوم الثالث من نوعه. "ورغم مخاض هذا التطوير بين المنظمات المقاومة، فإنه يحذر الاستخفاف بهذه الخطوة. ومثلما عرفت المنظمات المقاومة كيف تطور صواريخ في القطاع، فإن تحويل الدرون إلى أداة إرهاب فعالة هي مهمة بإمكانهم تحقيقها".
وأشار ليف رام إلى أن الاحتلال الإسرائيلي لم يتمكن من مواجهات الدرونات في الحالات الثلاثة الأخيرة، واعتبر أنه "لذلك سنعود مرة أخرى إلى أهمية الردع. فالدرونات هي تهديد آخذ بالتطور. والمشكلة هي أن إسرائيل تنظر إلى نتائج الأحداث وتتجاهل التهديد المستقبلي".
واعتبر ليف رام أيضا، أن دولة الاحتلال كانت مستعدة للمخاطرة بنشوب حرب في الشمال وتصفية ناشطين لبنانيين في سورية (الغارة في عقربا) من أجل عرقلة عملية بواسطة درونات، وبالمقابل، فإنه في الجنوب، ولسبب غير واضح، تتعامل مع إطلاق درونات في منطقة الحدود وإلقاء أسلحة منها، وكأن الحديث عن لعبة".