وكالات - النجاح الإخباري - كشف جنرال إسرائيلي بارز النقاب عن فضائح جديدة في جيش الاحتلال، جرت وقائعها إبان حرب غزة الأخيرة "الجرف الصامد".
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية،أمس ، أن رئيس هيئة الأركان السابق لجيش الاحتلال ، اللواء احتياط يائير جولان، كشف عن سريان الإحباط في صفوف الجيش جراء عدم انتهاء الحرب الأخيرة على غزة بسرعة، وهي حرب "الجرف الصامد"، والتي اندلعت في يوليو/تموز 2014.
أهداف فارغة
وأفادت الصحيفة العبرية بأن الجنرال جولان بعث رسالة للقيادات السياسية، قال فيها: "إن سلاح الجو الإسرائيلي ألقى 1200 صاروخ وقنبلة دقيقة، على أهداف فارغة بقطاع غزة، بعد أن أصابهم الإحباط بسبب عدم انتهاء الحرب بسرعة".
وأوردت الصحيفة العبرية إن الجنرال يائير جولان كشف خلال رسالته تلك عن سريان تخوف كبير في قيادة الجيش الإسرائيلي، آنذاك، من توسيع المعركة البرية في قطاع غزة خلال حرب "الجرف الصامد"، وذلك بسبب الخوف من وقوع خسائر كبيرة في صفوف عناصر قوات الاحتلال.
وأضاف الجنرال الإسرائيلي البارز أن "هذه التخوفات وصلت بسرعة إلى الجنود، وأن هذا الأمر أضر بثقة الجنود بالقادة العسكريين بالجيش الإسرائيلي، وبقدرتهم على الخروج من الحرب منتصرين".
وأشارت الصحيفة العبرية إلى أن القيادات السياسية والعسكرية في بلادها لم تأخذ بانتقادات ضباط كبار، من هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، آنذاك، حول جهوزية الجيش للحرب، وذلك بعد عثورها على وثيقة رسمية تؤكد تصريحات جولان، تقضي بأن كبار الضباط في هيئة أركان الجيش خلال عام 2014 عبروا عن تخوفاتهم من الحرب بغزة، وحذروا من الثمن الكبير الذي سيترتب على هذه الحرب، ومن عدم جهوزية الجيش للحرب، بشكل عام، سواء في غزة، أو لبنان، أو الجولان، أو بالضفة الغربية.
وثيقة سرية
وأكدت الصحيفة العبرية أن الوثيقة السرية وصلت إلى كبار القيادات العسكرية في تل أبيب، منهم رئيس هيئة الأركان السابق، الجنرال غادي آيزنكوت، ونائبة الجنرال آيال زمير، ومنهما وصلت الوثيقة أو الرسالة إلى كل من بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء وزير الدفاع الإسرائيلي، ونقلت فيما بعد لرئيس هيئة الأركان الجديد، الجنرال أفيف كوخافي.
وصدق الجنرال يائير جولان على ما سبق وذكره الجنرال، يتسحاق بريك، رئيس هيئة شكاوى الجنود السابق في الجيش الإسرائيلي، من عدم استعداد الجيش الإسرائيلي لأي حرب مقبلة، وبأنه في حال دخول بلاده في حرب فإنها ستواجه صعوبة بالغة في التصدي للصواريخ والقذائف، وبأن حالة من القلق والتوتر تسري بين جنبات القيادات السياسية والعسكرية في إسرائيل من تلك التقارير العسكرية الخطيرة، التي تؤكد عدم جاهزية إسرائيل لأي حروب مقبلة.
ونقلت الصحيفة العبرية تقارير مختلفة، تلت حرب "الجرف الصامد" الإسرائيلية على قطاع غزة، يوليو/تموز 2014، تفيد بأن جيش الاحتلال ليس مؤهلا لحروب مقبلة، وبأن هناك كوارث ومصائب قد تحدث في حال إقحام الجيش الإسرائيلي نفسه في أي حرب راهنة.
عدم تأهيل الجيش
ركزت جُل التقارير الإسرائيلية العسكرية التي أرفقتها الصحيفة العبرية في تقريرها المطول على أن سلاح البر الإسرائيلي ليس مؤهلا لخوض أي حروب مستقبلية، وأرفقت صورا لجلوس نتنياهو وقياداته العسكرية في غرب القيادة والتحكم التابعة للجيش الإسرائيلي، لمتابعة مجريات الأمور في الجبهات الإسرائيلية المختلفة، خاصة جبهة قطاع غزة، في الجنوب.
على خلفية تقاعد رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، الجنرال غادي آيزنكوت، من منصبه، الشهر الماضي، قال موقع استخباراتي إسرائيلي، إن رئيس هيئة الأركان تسبب في تراجع القوة العسكرية وافتقاد الجيش لقوة الردع خلال فترة ولايته.
وقال موقع استخباراتي عبري، في الثاني عشر من الشهر الماضي، إن الجنرال غادي آيزنكوت، رئيس الأركان الإسرائيلي، تسبب في ترسيخ عقيدة جديدة، هي عقيدة عسكرية سلبية، أفقدت جيش الاحتلال هيبته وقوة ردعه أمام "الأعداء".
عقيدة عسكرية فاشلة
وذكر الموقع الإلكتروني الاستخباراتي "ديبكا"، أن الجنرال آيزنكوت، الذي انتهت ولايته الشهر الماضي، كقائد للجيش رقم 21 منذ إنشاء الجيش الإسرائيلي، في العام 1948، تسبب في تدشين عقيدة عسكرية ومفاهيم سياسية جديدة لم تعهدها إسرائيل من قبل.
وأفاد الموقع الاستخباراتي بأن الجنرال آيزنكوت حول الجيش الإسرائيلي إلى جيش سلبي، وبأن هناك فجوة كبيرة بينه وبين ضباطه وقياداته العسكرية ومن تحت قيادته، نتيجة لاختلاف كثير من وجهات النظر حول قضايا وملفات مهمة.
ومن أولى عثرات وسلبيات جيش الاحتلال ، أوضح الموقع الاستخباراتي العبري أن الأشهر العشرة الماضية تسببت في تراجع كبير للجيش، نتيجة لعدم تحقيق أي نتيجة تذكر تجاه حركة حماس، رغم إطلاق عشرات الصواريخ والقذائف من قطاع غزة نحو منطقة غلاف غزة، وكذلك مع استمرار "موجات الإرهاب" الفلسطينية، الممثلة ـ على حد وصف الموقع ـ في إطلاق بالونات الهيليوم الحارقة والطائرات الورقية المشتعلة، وهو ما لم يقابله الجنرال آيزنكوت بأي رد هجومي، وإنما اكتفى بالسلبية.
وأضاف الموقع الاستخباراتي العبري أن آيزنكوت لم يشجع الجنود الجدد على الانضمام للوحدات القتالية والمهمة في الجيش، وهو ما ترك أثره السلبي على العقيدة القتالية للاحتلال، خاصة خلال الفترة من 2014-2018، فضلا عن أن جيش الاحتلال لم يدخل أي حرب قتالية كبيرة منذ 13 عام، منذ الحرب الإسرائيلية الثانية على لبنان، صيف 2006.
وأوحى عدم دخول جيش الاحتلال في حروب قتالية كبيرة إلى القوات العسكرية في الجيش أنهم ليسوا على استعداد قوي لأي حرب مقبلة، كما جاء في تقرير الجنرال يتسحاق بريك، مسؤول لجنة الشكاوى السابق بالجيش الذي كشف عن عثرات وثغرات خطيرة في تقاريره الأخيرة التي قدمها للقيادات السياسية والعسكرية في بلاده.
وأضاف الموقع الاستخباراتي العبري، وثيق الصلة بجهاز المخابرات الإسرائيلي، الموساد، أنه في الوقت الذي ارتفع مستوى حزب الله اللبناني العسكري أمام جيش الاحتلال، فإن الأخير ما يزال في مستواه، دون تقدم.