النجاح الإخباري - كشف خبير عسكري إسرائيلي ما قال إنها "تفاصيل تقرير سري جديد سمحت الرقابة الأمنية الأمريكية بتداوله يتحدث عن المخاطر الأمنية المتوقعة في العالم خلال المراحل الزمنية القادمة، وهو تقرير أعده مكتب مراقب الدولة في الإدارة الأمريكية، واستند لمعطيات 45 وكالة حكومية أمريكية تعمل في مجالات: الاستخبارات، الأمن، الدبلوماسية، التكنولوجيا".
وأضاف أمير أورن،في تحقيق مطول نشره موقع ويللا، أن "التقرير الأمريكي يرصد التهديدات بعيدة المدى التي بدأت تتبلور من الآن، وتتطلب المزيد من الجاهزية الأمريكية في مختلف مجالاتها وقطاعاتها، هذه التهديدات بعيدا عن الانشغال الإسرائيلي بالانسحاب الأمريكي من سوريا، مقلقة فعلا، لأنها بدأت تخيم على أمريكا أولا، ومن المؤكد أنها ستصل نهاية المطاف لباقي الجبهات في العالم، ومنها إسرائيل".
وأشار إلى أن "العالم في سنوات قادمة يظهر في التقرير على أنه فيلم كامل من الكوارث، فهناك اقتصادات تنهار، وصناعات تختفي، ودول غنية تصاب بانتكاسات كبيرة ينتشر فيها الفقر، وتسارع التكنولوجيا يجعلها تقوض الهياكل الاجتماعية، والتطورات التقنية تدخل على صلاحيات جهات التشريع وفرض القانون والتنفيذ".
يقدم التقرير الأمريكي كما استعرضه الخبير الإسرائيلي "سلم التهديدات العالمية، التي بدأت بالصين لأنها ستغدو الخطر السياسي الأكبر من وجهة النظر الأمريكية، وليس لديها موانع بأن تواصل تعاظمها كقوة إقليمية وعالمية، ستشكل لأمريكا تحديا في برامج الفضاء والجو والبحر والسايبر، وتفعيل حروبها الإلكترونية، وربما الأقمار الصناعية المسلحة".
وأضاف أن "الدولة الثانية الخطرة هي روسيا، من خلال هجمات الليزر القائمة على استهداف مقدرات عسكرية أمريكية، أما الخطر الثالث فهو إيران، إن لم تكن في المجال النووي، فمن خلال الصواريخ العابرة للقارات، جنبا إلى جنب مع الخطر الرابع وهي كوريا الشمالية".
ينتقل الكاتب إلى "الخطر الخامس في مجال التهديدات الأمنية والمتمثلة في الحكومات الأجنبية التي تنجح بالسيطرة على المنظمات العنيفة، مما يزيد الطلب على استهداف المقدرات الأمريكية كما حصل في قصة تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق، أما في المكان السادس فيأتي تهديد الإرهاب الذي تصل ذروته في حيازة سلاح نووي: كيماوي أو بيولوجي".
يرى التقرير الأمريكي أن "التهديد السابع يكمن في نشوء تحالفات وخصومات جديدة، بينها كيانات لا دولانية تستطيع التأثير أكثر من الدول ذاتها، ومن ذلك شبكات التواصل الاجتماعي كالفيسبوك ومحرك البحث غوغل وغيرهما، في حين أن الدول الكبرى مثل روسيا تستخدم هذه الوسائل".
يرى الخبير الإسرائيلي أن "الوسائل المستخدمة من تلك التهديدات السبعة، يمكن تقسيمها إلى ثلاث مجموعات: الأولى عبارة عن تغيرات وتطورات ديموغرافية مثل: الجوع والهجرات الجماعية والأحوال الجوية القاسية وانتشار الأوبئة وانهيار بعض القوى العظمى الفائقة".
وأضاف أن "المجموعة الثانية من الوسائل هي الأسلحة، وهنا يمكن للخيال العلمي أن يتصور ما يشاء ، لاسيما ما تعلق منها بانتشار الأسلحة النووية التي يمكن سرقتها ومصادرتها، أو الأسلحة البحرية، خاصة من الصينيين أو الروس، واستخدامها ضد الغواصات الأمريكية".
وأوضح في مقال ترجمته "عربي21" أن "المجموعة الثالثة من تلك الوستئل تتعلق بالتكنولوجيا مزدوجة الاستخدام، التي ما زالت في الجانب المدني، لكن يمكن بسهولة تحويلها للاستخدام العسكري، ولنا أن نتصور كيف استخدم أسامة بن لادن الطيران المدني في هجمات أحداث سبتمبر 2001 في اختطاف الطائرات، وتنفيذ عمليات انتحارية من خلالها".
وأشار إلى أن "مراقب الدولة في الولايات المتحدة، لا يعتبر ما ورد في تقريره أمرا خياليا، بل يراه في الأفق، فأمامنا ستيف جوبز الذي عرض جهاز الآيفون قبل 11عاما، واستطاع أن يحرك بوصلة العالم حتى العام 2030، دون وجود سيطرة مركزية عليه، حتى إن الأنفاق المرورية التي يتم عرضها وتنفيذها لحل أزمات الازدحام في الطرقات العامة، لها استخدامات أمنية خطيرة، في حين أن تكنولوجيا حفر الأنفاق بسرعة وعمق على طول عشرات الكيلومترات، ستصل عاجلا أو آجلا إلى حماس وحزب الله وكل من يعنيه الأمر".
وختم بالقول إننا "لسنا أمام لعبة أطفال، ولو كانت كذلك، فإن ما يظهر اليوم على أنه لعبة أطفال سيتم توجيهه للاستخدام من قبل الكبار البالغين، ولذلك فإن الصراع العربي الإسرائيلي إن لم يتم التوصل إلى حلول له، سواء بالتسوية أو الانسحابات، فإننا سوف نشتاق كثيرا لتهديدات البالونات الحارقة على حدود غزة، أو أنفاق حماس وحزب الله".