ترجمة خاصة - النجاح الإخباري - تهدئة حذرة تسود أجواء غلاف غزة ولكنها من الممكن أن تنتهي بأية لحظة فالتوتر بغلاف غزة هو سيد الموقف .
وقال الصحفي الاسرائيلي المختص بالشأن الفلسطيني "أفي يسسخاروف" في مقالة له بموقع واللّا العبري ترجمها موقع النجاح الإخباري أن حماس تحاول أن تبقي في الوعي الإسرائيلي والدولي، وأن تخلق واقعًا غير مستقر على جانبيْ الحدود، والشعور الدائم هو أن الأوضاع قد تنفجر في كل لحظة، وجميع اللاعبين على الحلبة يدركون بأن هذا الروتين الخطير قد ينتهي إلى حرب إذا لم يحدث تغيير حقيقي في قطاع غزة.
التهدئة التي أعلن عنها بعد منتصف ليلة الجمعة تستند - على ما يبدو - على نفس التهدئة السابقة (هدوء مقابل هدوء)، دون أي تغيير على الواقع الذي أدى إلى هذا التصعيد، حماس سارعت إلى إنهاء تلك الجولة التي بدأتها بقتل الجندي، وإسرائيل وافقت عليها بعد أن كانت قد قصفت عددًا من الاهداف في إطار محافظتها على الامتناع عن الانجرار إلى حرب.
وبحسب أحداث الأيام الأخيرة، لا زالت حركة حماس تواصل اللعب بالنار، حيث تحوّلت سياسات السير على الحافة إلى استراتيجية، والهدف إبقاء غزة في الوعي الدولي والإسرائيلي بواسطة مجموعة من الوسائل، من بينها البلالين الحارقة والصواريخ والقذائف ونار القناصة، وفي المقابل تعلن عن استعدادها لتسوية أمام إسرائيل، وليس للحرب على طريقة "الجرف الصامد".
وذكرت صحيفة "هآرتس" أن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أعلن في بيان له، أن طائرة إسرائيلية هاجمت مطلقي الطائرات الورقية في شمال قطاع غزة، مساء أمس الأحد، وأصابت فلسطينيين بجروح بين طفيفة ومتوسطة.
وفي وقت سابق من يوم أمس، قال وزير الأمن، أفيغدور ليبرمان، إن إسرائيل ستفتح معبر البضائع إلى قطاع غزة، كرم أبو سالم، يوم الثلاثاء، إذا استمر الهدوء على الحدود وفي غلاف غزة، حتى ذلك الحين. وقال ليبرمان خلال جولة في المعبر: "بالأمس شهدنا أهدأ الأيام، ربما منذ 30 آذار. لذلك، فإن رسالتي إلى سكان غزة هي أن المسؤولية، والمفتاح، من بين أمور أخرى، تكمن في الضغط الذي ستمارسونه يا سكان غزة على قيادة حماس".
وحسب أقوال ليبرمان، إذا تم الحفاظ على الهدوء، "سوف نعيد الحياة إلى طبيعتها"، وسوف تعود مساحة الصيد إلى طبيعتها. وقال: "المفتاح هو الهدوء - الهدوء، صفر من البالونات الحارقة، صفر من الاحتكاك على السياج وصفر من الصواريخ، أو إطلاق النار لا سمح الله، وآمل أن يكون لدينا يومان هادئان". وردا على سؤال حول ما إذا كانت إسرائيل ستقبل عمالا من قطاع غزة أجاب ليبرمان: "نحن بعيدون عن ذلك". وقال: "على الرغم من الحرائق، فإننا نواصل نقل الطعام والدواء، ولا يمكننا أن نفعل المزيد، وكما قلت عن تصدير السلع، والبضائع، ومنتوجات الزراعة، والمنسوجات، كل هذه الأشياء سيسمح بها فقط إذا تم الحفاظ على الهدوء في جانبنا. لا بالونات ولا طائرات ورقية ولا استفزازات".
"إحتراق 250 دونم أمس"
وفي هذا السياق، تكتب "يسرائيل هيوم" انه تم يوم أمس الأحد، إحراق 250 دون في منطقتي ناحل هبسور وكيبوتس نير عام. كما تم العثور على بالون في منطقة مفتوحة خارج احدى بلدات المجلس الإقليمي أشكول. ولم يسبب البالون حريقا. كما عثر على بالون آخر في بلدة يوشيبيا، دون أن يسبب أضرار.
ورغم أن سلطة المطافئ أعلنت بعد التحقيق في مسببات الحريق إنه لم ينجم عن بالون حارق أو طائرة ورقية، فقد قال ضابط أمن المجلس الإقليمي شاعر هنيغف، ايال حجابي، لصحيفة "يسرائيل هيوم"، إن "المقصود بالون مشتعل وليس كما قالت الجهات الأخرى".
وقال عوفر ليبرمان، المتحدث باسم كيبوتس نيرعام، أنه لم يتواجد أي محقق في الحرائق على الإطلاق في المكان، وبالتالي فإن إعلان سلطة المطافئ "مستهجن". وقال: "عينيا لم أشاهد اليوم بالون في نيرعام، لكنه لم يتواجد هناك أي محقق في الحرائق، وقد فحصت ذلك".
وقال عضو الكنيست حاييم يلين (يوجد مستقبل) لصحيفة "يسرائيل هيوم": "إننا نعرف عن أربعة حرائق مؤكدة، اندلعت نتيجة بالونات حارقة. لقد قفز طاقم باري إلى نيرعام، وشوكدا وبارك اشكول".
وقال يلين: "هذه ليست منطقة تقع فيها حرائق كل يوم. لا أتذكر متى اندلع حريق هنا. لقد كتبت للتو إلى سلطة المطافئ الرئيسية بأنني أريد الحصول على إجابة فورية لأن ما لم قاله المتحدث لا يتفق مع ما يحدث في الواقع ".
وما زالت طائرات الاستطلاع تحلق بسماء قطاع غزة وبالامس تم اطلاق صاروخ على خلية فلسطينية شمال قطاع غزة ويستمر الشباب الثائر باطلاق بالوناتهم الحارقة وطائراتهم الورقية صوب مستوطنات غلاف غزة.