النجاح الإخباري - كتب المحلل العسكري عاموس هرئيل - هآرتس، دخل وقف إطلاق النار غير الرسمي بين "إسرائيل" وقطاع غزة إلى حيز التنفيذ فعليا، في صباح الأربعاء الماضي، لكن منذ ذلك الحين تجدد اطلاق النار من القطاع ليلة يوم السبت، حيث تم إطلاق قذائف هاون وصواريخ تجاه مستوطنات غلاف غزة من القطاع.
حسب الناطق باسم قوات الاحتلال الإسرائيلي، فإن القبة الحديدية اعترضت 4 من بين 6 قذائف وصواريخ. وبناءً عليه هاجمت طائرات سلاح جو االحتلال الإسرائيلي، عدة أهداف لحماس بغزة، ردا على ذلك.
وبحسب "هآرتس"، التفسير "الاسرائيلي" لتجدد طلاق النار من غزة، هو أنه يقف من ورائه منظمات صغيرة هامشية، فصائل جهادية فلسطينية لا تخضع لحكم حماس. والسؤال هو كيف انتقلت حماس من سيطرة كاملة على إطلاق النار، الى صعوبة في ضبط إطلاق النار؟ والسؤال الأهم هو: هل يخدم تجديد إطلاق النار الآن قيادة حماس؟
وزعمت، إطلاق النار الأخير تم بمصادقة حماس، التي يمكنها أن تجني منه فائدة من جهتين:
الأولى: كعامل آخر في المواجهة الى جانب التظاهرات واطلاق الطائرات الورقية الحارقة، التي أحرقت مناطق واسعة من حقول غلاف غزة. ومحاولة منها لزيادة الضغط على "إسرائيل"، بهدف انتزاع تنازلات منها.
والثانية: هي جزء من معادلة الردع الجديدة التي تقول إنه اذا استخدمت "إسرائيل" النار ضد أهداف عسكرية في عمق القطاع، كمواقع حماس والجهاد الإسلامي العسكرية، سيتم الرد بإطلاق الصواريخ والقذائف على المستوطنات.
وأشار الكاتب إلى أن الحديث عن انتصار "إسرائيلي" في جولة الضربات يوم الثلاثاء، هو عرض كاذب. من الناحية العملية، لا تريد الحكومة وهيئة الأركان العامة للإحتلال شن حرب على غزة الآن، ويعرفون أن غزو قطاع غزة من أجل الإطاحة بنظام حماس لن يحقق بديلاً أفضل وسيكلف ثمناً باهظاً.
وأضاف، بالمقابل: يصعب التصديق، أن التنظيمات في القطاع تريد الآن مواجهة شاملة. فميزان القوة بين الطرفين معروف، ويبدو أن الأولوية الأولى لحماس هي تخفيف الوضع الاقتصادي في القطاع، التي عليها تلقى المسؤولية عن الوضع البائس السائد فيه باعتبارها الجهة التي تسيطر في غزة.
وأوضح ان الخطر الكامن في استمرار اطلاق النار هو، أنه آجلا أم عاجلا سيكون هناك خسائر حقيقية في أحد الطرفين. حينها فإن قدرة القيادات على السيطرة على حجم اللهب ستواجه تحديا كبيرا.
ولفت إلى أن الجولة الأخيرة، فتحت لحكومة نتنياهو، نافذة فرص للتوصل الى تسوية مع حماس، ربما تمكنها هذه الفرصة، من التوصل إلى وقف إطلاق طويل المدى مقابل تسهيلات جوهرية في الحصار الاقتصادي على القطاع. هذا هدف قابل للتحقق حسب تقديرات قوات الاحتلال. بينما سيؤدي استمرار إطلاق النار من غزة، إلى نتائج قد تكون مخالفة لأهداف حكومة الإحتلال.