النجاح الإخباري - بعد مضي يوم كامل على اغتيال المهندس الدكتور فادي البطش في ماليزيا، ما زالت إسرائيل الرسمية تلتزم الصمت، كما جرت العادة في معظم عمليات الاغتيال السابقة، في حين أفسحت المجال لوسائل إعلامها ومحلليها للشؤون الأمنية أن يستفيضوا في التلميح لمسؤوليتها عن الاغتيال، من خلال وضع ما يشبه لائحة اتهام ضد الشهيد، على الصحف والمواقع وحسابات التواصل الاجتماعي الإسرائيلية.
بدوره، ذكر آفي يسسخاروف خبير الشؤون الفلسطينية في موقع "ويللا" الإسرائيلي، أن "أحدا ما، سواء إسرائيل أم سواها؛ حاول وقف جهود حماس لتطوير وسائلها القتالية الجارية في جنوب شرق آسيا".
وأضاف يسسخاروف أن "اغتيال البطش لا يحتاج كثيرا من الخيال لمعرفة الجهة المسؤولة عنه، فهو مهندس الكهرباء، الذي عرف فقط بعد مقتله بأنه أحد كوادر الجناح العسكري لحماس"، موضحا أن "اغتياله يشبه في ظروفه ما حصل في اغتيال المهندس التونسي محمد الزواري قبل عامين بمدينة صفاقس، حيث أطلق عليه المنفذون النار من مسافة صفر".
وتابع: "لا يعرف حتى الآن المشاريع التي انخرط بها البطش خلال عمله في الذراع العسكرية لحركة حماس، لكن يمكن التقدير أنه عمل في مجال تطوير المزيد من الوسائل القتالية".
ورأى يسسخاروف أن "اللافت في عملية الاغتيال مكانها الجغرافي، وهي ماليزيا الدولة التي يوجد فيها عدد غير قليل من الطلاب الجامعيين الفلسطينيين، ومحاولة حماس تجنيد عدد منهم"، على حد زعمه.
وقال الكاتب الإسرائيلي إن "اغتيال البطش وما سبقه من عمليات، يشير لما يمكن وصفه بالحرب السرية التي تجري وراء الكواليس بين حماس وإسرائيل، وتبعاتها المتوقعة على الوضع الأمني في قطاع غزة"، لافتا إلى أن "حماس تبذل جهودا حثيثة للحصول على المزيد من الوسائل القتالية الفتاكة، بما فيها الكاسرة للتوازن".
المحلل السياسي الأبرز إيهود حيمو في القناة 13 الإسرائيلية، قال: "ربما كان لإسرائيل مصلحة بتصفية البطش، لأنه كتب عام 2014 مقالة حول منظومة المحركات للطائرات دون طيار، وأخرى حول تطوير منظومة بث إف إم، وعمل في شركة كهرباء".
رونين بريغمان، الصحفي الاستقصائي في القضايا الاستخبارية وملفات الاغتيالات، في يديعوت أحرونوت، قال في حسابه على "تويتر"، إن "اغتيال البطش يدلل على استراتيجية جهاز الموساد، القائمة على المس بقدرات تطوير السلاح لأطراف معادية تعمل بعيدة عن إسرائيل، لعدم السماح لها بإنجاز الأهداف التي وضعتها".
أما مراسلة الشؤون العسكرية غيلي كوهين فقالت إن "تصفية البطش توصل رسالة بأن هذه نهاية كل من يسير بهذا الطريق، رغم أننا لا نعرف من قام بالاغتيال".
الضابط السابق بجهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان" يوني بن مناحيم، وصف اغتيال البطش، بأنه "عملية محترفة دون بصمات، ولا أعطال تشغيلية، بعكس المحاولة الأخيرة لاغتيال كادر حماس بجنوب لبنان، حين فشلت بسبب عطل فني".